الرئيسية / تقارير وحوارات / «بيوت العدن» في إب على شفا جرفٍ هار
«بيوت العدن» في إب على شفا جرفٍ هار

«بيوت العدن» في إب على شفا جرفٍ هار

07 سبتمبر 2016 05:06 صباحا (يمن برس)
في صبيحة يوم الجمعة 28 أغسطس 2015م الساعة العاشرة صباحاً شن طيران "التحالف" سلسلة من الغارات الصاروخية على مدينة إب وضواحيها، وكان من ضمن الأماكن التي طالها القصف منزلان يقعان على تبة جبل "ربي" الواقعة وسط المدينة.

يتكون كل من المنزلين من أربعة طوابق، المنزل الأول الذي تضرر كلياً ولم يبق منه سوى السقوف والخرسانة الموشكة على السقوط أسوةً بجدرانها الساقطة وأحجارها المتناثرة وأعمدتها المنكسرة، ملك اللواء محمد السبناني، الذي توفي مع أسرته المكونة من زوجته وولده وحفيديه. انتشلت أولى الجثث من بين الأنقاض بعد نصف ساعة من القصف وكانت اللواء السنباني وأخر جثتين الساعة العاشرة والنصف مساءاً وكانت للزوجته وابنه خالد البالغ من العمر 22 عاما، وأصيب جراء نفس القصف أحد مرافقي السنباني اثناء تواجده في الساحة الخلفية للمنزل بجروح بالغة، وكذا أحد رعاة الأغنام الذي كان يتواجد في الجهة الأخرى للمنزل، كما أصيبت إمراءة أصابة بالغة وطفلة لا يتجاوز عمرها السبع سنوات فارقتا الحياة متضررتان بشظايا القصف وهما من سكان القرية السفلية التي يعلوها المنزلان.

أما المنزل الثاني فهو ملك العميد نجم الدين هراش، الذي ما يزال مكتمل الصورة متزحزح الأركان مختل البنيان آيل للسقوط.

منزلان يهددان أكثر من 150 منزل

العقيد إسماعيل العارضة، أحد أعيان قرية "بيوت العدن" الواقعة أسفل المنزلين المقصوفين من قبل "التحالف" متحدثاً بلسانه ولسان أكثر من 150 أسرة:" نخشى من انهيار المنهار علينا، لم يعد ليلنا ليلاً ولا نهارنا نهارا، تمر علينا الثواني والساعات ونحن في قلق تام نخشى من انهيار المنزلين علينا لا سمح الله، المنازل أغلبها شعبية وأساساتها ضعيفة وكتلة خرسانة متوسطة أو صخرة حجرية كفيلة بتدمير منزل بما فيه من أنفس، حيث ومعظم السكان حالتهم المادية سيئة ولا يوجد لديهم مكان ينزحون إليه للابتعاد عن هذا الخطر المحدق بنا، ناهيك أن بعض المنازل تضررت جراء قصف منزل السنباني ومازالت حتى اللحظة متضررة".

يضيف العارضة:" قمنا بإيصال مناشداتنا للمجلس المحلي بمديرية الظهار وقالوا انهم يقومون بدراسة هذه المشكلة مع محافظ المحافظة وسيتم وضع حلول مبدئية لهذه المشكلة في القريب العاجل، ونحن نعيش على هذا الأمل".

عبدالفتاح السهوبة، أحد أفراد حراسة المنزلين يقول انهم في الليل يسمعون أصواتا قوية ناتجة عن تشققات وانزلاقات في بنية المنزلين،وتزداد هذه الأصوات اثناء وبعد سقوط الأمطار الغزيرة التي تستمر لمدة 4 إلى 5 ساعات"فنرفع كفوفنا إلى السماء ونقول اللهم لطفك بالأبرياء والمساكين".وهذا ما أكده إبراهيم الطاهش الذي يقع منزلة اسفل منزل السنباني مباشرة وبمسافة تقدر بـ 50 متر.

مناشدات للحيلولة دون الكارثة

وفي لقاء مع الشيخ وليد هبة، المسؤول عن متابعة قضية المنزلين،افاد بإنهم يبذلون جهودهم لمنع الكارثة التي قد تحدث نتيجة الانهيار، فضلا عن تقديم شكوى ـ حصلنا على نسخة منهاـ الى مدير عام مديرية الظهار رئيس المجلس المحلي وليد القيسي والذي قام بموجبها بتحرير مذكرة إلى مكتب الأشغال العامة بالمحافظة للإطلاع ووضع الحلول والمعالجات اللازمة لهذه المشكلة، وما يزالالموضوع قيد المتابعة في الأشغال العامة والمحافظة.

لكن المحامي قحطان محمد السنباني يقول:" لم نلمس أي جهود تذكر من الجهات الرسمية والسلطة المحلية بالمحافظة حتى اللحظة، إذ كان من المفترض عليها أن تقوم بواجبها ومسؤوليتها تجاه ما تعرض له منزل اللواء السنباني الذي استشهد مع كامل أسرته بالمنزل، لحظة الحادثة المشؤومة، ولم تقم بعمل الإجراءات اللازمة لحماية محتويات منزله الذي دمر بالكامل وتناثرت محتوياته هنا وهناك، سواء تلك التي نهبت من مجوهرات ومبالغ مالية ووثائق ملكية أو تلك الأوراق التي كانت موضوعة عند الشهيد على سبيل الأمانة، لا سيما وان اللواء السنباني كان أحد قيادات وشخصيات المحافظة التي لها ثقلها ومركزها في المجتمع، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن السلطة المحلية ومنذ مايقارب تسعة أشهر لم تقم برفع مخلفات المنزل الذي قد ينهار بأي لحظة".

ويحمل قحطان الجهات الرسمية بالمحافظة مسؤولية تقصيرهم ازاء المشكلة والمسؤولية الكاملة في حال انهيار المنزلين على تلك المنازل التي تقع أسفل الجبل، ويقول:" خسرنا خمس أرواح ولا نريد أن نخسر المزيد من أرواح الأبرياء".

الأمطار الغزيرة وعوامل التعرية إحدى الأسباب الرئيسية التي قد تسهم في انهيار المنزلين والجبل برمّته، المهندس محمد الشمري قام بزيارة الموقع وأوضح أن حجم الضرر والكارثة وفقاً لرؤيته الهندسية يقول:" تعرض المنزلين للتدمير الشبه كلي حيث ان البلاطات الخرسانية ومفاصلها المشتركة بالأعمدة والجسور الخرسانية مدمرة تماماً، وهذا يعني أن المنزلين وما تبقى من خرساناتهما معلقان على بعض الجسور والمفاصل الهشة والأعمدة المنكسرة، وبفعل الأمطار وعوامل التعرية فإن هناك مؤشرات كثيرة على احتمال سقوطهما في أي لحظة، وهنا تأتي الفاجعة حيث أن الانحدار شديد والارتفاع شاهق، كما ان القصف الصاروخي أثر أيضاً على تماسك الجبل الذي يتكون من الصخور والأجواس الكتلية الكبيرة، وفي حال سقوط المنزلين لا سمح الله، فإن هذا يعني إنهيار الجبل، على المباني السكنية التي تقع على منحدر الجبل وصولاً إلى القاع، ولك أن تتخيل حجم الإنهيار وتتصور ما سيحدث.

*مشروع تمكين الشباب ـ المركز اليمني لقياس الرأي العام


شارك الخبر