دخلنا قبل ثلاثة أو أربعة أعوام في دوامة من الملل بُعيد كل مؤتمر تكشف من خلاله الشركات عن هواتفها وأجهزتها الذكية، ففي تلك الفترة كانت الأجهزة الجديدة عبارة عن تعديلات بسيطة ظاهريًا مثل تغيير سماكة الجهاز، رفع تردد المُعالج، زيادة دقّة الكاميرا وتحسين مُستشعرات الضوء بداخلها، بالإضافة إلى الذاكرة العشوائية.
هذا كل شيء، وإن حالفنا الحظ كُنا نرى ميّزة جديدة أو لون جديد لم يكن مُتوفرًا في الإصدارات القديمة كنوع من القيمة المُضافة للراغبين بالحصول على الجهاز الجديد، لكن غير ذلك لا يوجد شيء يُذكر.
لكن في العامين الأخيرين تغيّرت الأمور قليلًا وأصبحت موازين القوى مُتقلّبة، بل حتى أصبحنا ننتظر بشغف مؤتمر كل شركة على حدى لمشاهدته والإطلاع على جديد هذه الأجهزة التي أضحت من ضرورات حياتنا اليومية.
لو دققنا في الأجهزة التي حصلت على مجموعة كبيرة من الابتكارات أو الميّزات الجديدة لوجدنا أنها قادمة من شركات مثل سامسونج، هواوي، إتش تي سي، أو حتى سوني، فالميّزات المتوفرة في جالاكسي نوت ٧ الذي كُشف النقاب عنه قبل فترة قليلة، أثبتت أن سامسونج وضعت كل ثقلها في هذا الجهاز ولم تعد تخشى وضع أسعار مُرتفعة لأجهزتها طالما أنه سبّاق في الكثير من الأمور.
هذا ليس حال سامسونج فقط، فإتش تي سي HTC انتهجت نفس النهج أيضًا إلى جانب هواوي، فلم يعد التركيز مُنصبًّا على الأجهزة ذات المواصفات المتوسطة التي كان الهدف منها تدوير رأس المال بشكل أو بآخر، بل توجهت الرؤية نحو إطلاق هاتف رائد بشكل سنوي لمنافسة كبار اللاعبين في السوق.
لطالما قورنت أجهزة سامسونج وتحديدًا جالاكسي إس بهواتف آبل آيفون، وبدا السوق وكأنه بلاعبين اثنين فقط، آبل وسامسونج مع محاولات خجولة من بعض الشركات الأُخرى. هذا بدوره أدى في تلك الأعوام إلى ركود على صعيد الميّزات، فالراغبين باستخدام نظام آي أو إس iOS أمامهم هاتف آيفون فقط، أما الراغبين بامتلاك جهاز بنظام أندرويد فكانت سامسونج البوابة الأولى.
أدت هذه الأمور إلى ركود نسبي في مجال الابتكار، فسامسونج تبيع وآبل تبيع والكل راضي تقريبًا، لكن ما أن غيّرت هواوي، شاومي، إتش تي سي، إل جي، ون بلس، سوني، موتورولا، وغيرهم الكثير سياسة الابتكار حتى بدأت المنافسة الشرسة على أشدّها، وبعدما كنا نرى السوق آبل وسامسونج، أيقنا أن المنافسة الحقيقية أصبحت بين اللاعبين في فريق أندرويد.
نوّعت جميع الشركات من مواصفات أجهزتها، فأصبحت تمتلك هاتفًا بمواصفات رائدة ضمن شريحة سعر مرتفعة، وهواتف أُخرى متوسطة للشريحة المادية الأقل، وهواتف منخفضة الأداء وذلك لتلبية جميع الاحتياجات ودخول جميع الأسواق العالمية دون استثناء.
انعكس ذلك بشكل إيجابي على نظام أندرويد، فالمنافسة خير وسيلة لاستخراج أفضل ما عندك من طاقات بشرية أو صناعية لتغليفها بمنتج جديد يضمن لك كشركة مدخولًا ماديًا للاستمرار في هذا السباق.
أما بالعودة إلى آبل فسنجد أن آيفون ٦، ثم ٦ إس، والجهاز القادم ٧ بنفس التصميم تقريبًا مع بعض التعديلات البسيطة، وهو ما أشرنا إليه بدورة الملل التي دخلنا فيها قبل أربعة أعوام تقريبًا. فالشركة لديها نسبة ولاء عالية، وأجهزتها تعمل بنظام آي أو إس iOS الحصري، وبالتالي طالما أن المبيعات تمشي وفق المُخطط وجميع الأرقام فوق المُعدّل لن تجد آبل أية ضرورة في تضمين ابتكاراتها في الهواتف الجديدة.
لم أُركّز على جملة ” تضمين الابتكارات ” بشكل عبثي، إنما افترضت أن الشركة مازالت تمتلك سيلًا من الميّزات أو الخصائص الجديدة التي لا تنوي الكشف عنها دون مناسبة، أي أنها استكانت إلى منطقة الراحة Comfort Zone الخاصّة بها طالما أن نواقيس الخطر لم تُدق بعد.
في حين أن سامسونج وجدت قبل فترة أن هواوي تتعمّد أخذ بعض الميّزات من أجهزتها وأجهزة بعض المنافسين الآخرين لتقديم جهاز جديد، وبما أن هذه الأجهزة تعمل بنظام أندرويد فإنه لابد من التحرك بسرعة قبل خسارة شريحة من المُستخدمين، عكس آبل التي تلعب على وتر ولاء المُستخدم الذي قد ينقطع في أي فترة.
مُقاومة الماء والغُبار، تحسين مُستشعرات الضوء داخل الكاميرا، إضافة مُستشعر لقراءة بصمة العين كانت من أبرز ميّزات جالاكسي نوت ٧، وجزء منها في جالاكسي إس ٧ وإس ٧ إيدج، وبالتالي رُفعت أمواج الابتكار في هواتف أندرويد القادمة من شركات مثل إتس تي سي أو هواوي على سبيل المثال لا الحصر. بينما ستبقى المياه راكدة في آبل طالما أن كل شيء على المُعدّل أو فوقه بقليل، مُنتظرين عام ٢٠١٧ الذي قد يحمل آيفون ثوري لأنه يُصادف مرور عقد منذ إطلاقه لأول مرّة، أما إذا استمر الوضع على حاله فمن الأفضل الجلوس ومُشاهدة المُنافسة الجارية على الضفّة المُقابلة.
هذا كل شيء، وإن حالفنا الحظ كُنا نرى ميّزة جديدة أو لون جديد لم يكن مُتوفرًا في الإصدارات القديمة كنوع من القيمة المُضافة للراغبين بالحصول على الجهاز الجديد، لكن غير ذلك لا يوجد شيء يُذكر.
لكن في العامين الأخيرين تغيّرت الأمور قليلًا وأصبحت موازين القوى مُتقلّبة، بل حتى أصبحنا ننتظر بشغف مؤتمر كل شركة على حدى لمشاهدته والإطلاع على جديد هذه الأجهزة التي أضحت من ضرورات حياتنا اليومية.
لو دققنا في الأجهزة التي حصلت على مجموعة كبيرة من الابتكارات أو الميّزات الجديدة لوجدنا أنها قادمة من شركات مثل سامسونج، هواوي، إتش تي سي، أو حتى سوني، فالميّزات المتوفرة في جالاكسي نوت ٧ الذي كُشف النقاب عنه قبل فترة قليلة، أثبتت أن سامسونج وضعت كل ثقلها في هذا الجهاز ولم تعد تخشى وضع أسعار مُرتفعة لأجهزتها طالما أنه سبّاق في الكثير من الأمور.
هذا ليس حال سامسونج فقط، فإتش تي سي HTC انتهجت نفس النهج أيضًا إلى جانب هواوي، فلم يعد التركيز مُنصبًّا على الأجهزة ذات المواصفات المتوسطة التي كان الهدف منها تدوير رأس المال بشكل أو بآخر، بل توجهت الرؤية نحو إطلاق هاتف رائد بشكل سنوي لمنافسة كبار اللاعبين في السوق.
لطالما قورنت أجهزة سامسونج وتحديدًا جالاكسي إس بهواتف آبل آيفون، وبدا السوق وكأنه بلاعبين اثنين فقط، آبل وسامسونج مع محاولات خجولة من بعض الشركات الأُخرى. هذا بدوره أدى في تلك الأعوام إلى ركود على صعيد الميّزات، فالراغبين باستخدام نظام آي أو إس iOS أمامهم هاتف آيفون فقط، أما الراغبين بامتلاك جهاز بنظام أندرويد فكانت سامسونج البوابة الأولى.
أدت هذه الأمور إلى ركود نسبي في مجال الابتكار، فسامسونج تبيع وآبل تبيع والكل راضي تقريبًا، لكن ما أن غيّرت هواوي، شاومي، إتش تي سي، إل جي، ون بلس، سوني، موتورولا، وغيرهم الكثير سياسة الابتكار حتى بدأت المنافسة الشرسة على أشدّها، وبعدما كنا نرى السوق آبل وسامسونج، أيقنا أن المنافسة الحقيقية أصبحت بين اللاعبين في فريق أندرويد.
نوّعت جميع الشركات من مواصفات أجهزتها، فأصبحت تمتلك هاتفًا بمواصفات رائدة ضمن شريحة سعر مرتفعة، وهواتف أُخرى متوسطة للشريحة المادية الأقل، وهواتف منخفضة الأداء وذلك لتلبية جميع الاحتياجات ودخول جميع الأسواق العالمية دون استثناء.
انعكس ذلك بشكل إيجابي على نظام أندرويد، فالمنافسة خير وسيلة لاستخراج أفضل ما عندك من طاقات بشرية أو صناعية لتغليفها بمنتج جديد يضمن لك كشركة مدخولًا ماديًا للاستمرار في هذا السباق.
أما بالعودة إلى آبل فسنجد أن آيفون ٦، ثم ٦ إس، والجهاز القادم ٧ بنفس التصميم تقريبًا مع بعض التعديلات البسيطة، وهو ما أشرنا إليه بدورة الملل التي دخلنا فيها قبل أربعة أعوام تقريبًا. فالشركة لديها نسبة ولاء عالية، وأجهزتها تعمل بنظام آي أو إس iOS الحصري، وبالتالي طالما أن المبيعات تمشي وفق المُخطط وجميع الأرقام فوق المُعدّل لن تجد آبل أية ضرورة في تضمين ابتكاراتها في الهواتف الجديدة.
لم أُركّز على جملة ” تضمين الابتكارات ” بشكل عبثي، إنما افترضت أن الشركة مازالت تمتلك سيلًا من الميّزات أو الخصائص الجديدة التي لا تنوي الكشف عنها دون مناسبة، أي أنها استكانت إلى منطقة الراحة Comfort Zone الخاصّة بها طالما أن نواقيس الخطر لم تُدق بعد.
في حين أن سامسونج وجدت قبل فترة أن هواوي تتعمّد أخذ بعض الميّزات من أجهزتها وأجهزة بعض المنافسين الآخرين لتقديم جهاز جديد، وبما أن هذه الأجهزة تعمل بنظام أندرويد فإنه لابد من التحرك بسرعة قبل خسارة شريحة من المُستخدمين، عكس آبل التي تلعب على وتر ولاء المُستخدم الذي قد ينقطع في أي فترة.
مُقاومة الماء والغُبار، تحسين مُستشعرات الضوء داخل الكاميرا، إضافة مُستشعر لقراءة بصمة العين كانت من أبرز ميّزات جالاكسي نوت ٧، وجزء منها في جالاكسي إس ٧ وإس ٧ إيدج، وبالتالي رُفعت أمواج الابتكار في هواتف أندرويد القادمة من شركات مثل إتس تي سي أو هواوي على سبيل المثال لا الحصر. بينما ستبقى المياه راكدة في آبل طالما أن كل شيء على المُعدّل أو فوقه بقليل، مُنتظرين عام ٢٠١٧ الذي قد يحمل آيفون ثوري لأنه يُصادف مرور عقد منذ إطلاقه لأول مرّة، أما إذا استمر الوضع على حاله فمن الأفضل الجلوس ومُشاهدة المُنافسة الجارية على الضفّة المُقابلة.