يبدو للجيل العربي، الذي بدأ يتفاعل منذ العام 2005 مع الدراما التركية، أن الأفلام التركية- العربية التي من المنتظر أن تؤسس لشراكة فنية مستقبلا، ستكون سابقة هي الأولى من نوعها، غير أن الواقع يخالف ذلك تماما، فمثل هذه الأعمال الفنية المشتركة شهدت طفرة في لبنان قبل أكثر من خمسين عاما، بعد تصوير قرابة الـ60 فيلما من الأعمال المشتركة بين الأتراك والعرب خلال الفترة ما بين عامي 1964 و1975.
شراكة هامة
أكد المنتج اللبناني زياد شويري البدء فعليا في العمل على تحقيق شراكة فنية بين العرب والأتراك حيث أعلن قبل نحو شهر أنه يسعى إلى جذب كبار النجوم والنجمات الأتراك للمشاركة في الدراما العربية. مشيرا إلى أن النجمة التركية بيرين سات، المعروفة باسم فاطمة في العالم العربي، ستكون إحدى بطلات مسلسل سوري-مصري-لبناني مشترك، يجري التحضير له حاليا.
ومن جهته يلفت الناقد الفني والأستاذ المحاضر في كلية الفنون بالجامعة اللبنانية، محمود زيباوي، إلى أن الشراكة الفنية مع الأتراك ليست بالأمر الجديد حيث شهدت لبنان منذ العام 1964 وحتى سنة 1975 (بداية الحرب الأهلية اللبنانية) طفرة في الأعمال التركية -اللبنانية-العربية المشتركة.
ويذكّر زيباوي بأنه قد تم في تلك الفترة تصوير أكثر من 60 فيلما تركيا عربيا مشتركا في لبنان، إضافة إلى دبلجة ما يزيد عن 100 فيلم تركي إلى اللهجة اللبنانية، داخل أستديو بعلبك شرقي بيروت، الذي كان أضخم أستديو في العالم العربي، آنذاك.
أما الباحث في الشؤون الفنيّة وصاحب أبرز مطبعة في لبنان، عبودي أبوجودة، فيؤكد بدوره أنه من بين 12 ألف ملصق لأفلام عربية وعالمية قديمة يمتلكها، هناك 600 ملصق تقريبا لأفلام تركية تم تصويرها أو دبلجتها في لبنان.
فالتجربة التركية في العالم العربي، وفق أبوجودة، انطلقت سنة 1964 مع فيلم “غرام في إسطنبول” الذي كتب قصته وأخرجه سيف الدين شوكت، وهو مخرج مصري تركي الأصل. وجمع الفيلم، بين نجوم من سوريا ولبنان، وعلى رأسهم دريد لحام، ونهاد قلعي، ورفيق السبيعي، وسمورة، ونجوم من تركيا منهم بكلان أجلان، وسونيا بيكويسال وغيرهم.
وبعد النجاح الذي حققه فيلم “غرام في إسطنبول”، انطلق فيلم “وادي الموت” من بطولة المطربة اللبنانية المعروفة عربيا باسم صباح والنجم التركي الذي اشتهر بوسامته الملفتة جانيت آركان إضافة إلى مجموعة من الممثلين المصريين والسوريين والأتراك. ويبقى اللافت في فيلم “وادي الموت” هو ظهور المغنّية اللبنانية طروب، وهي من أصل تركي شركسي، وكانت أول من أدخل اللحن التركي إلى العالم العربي، كما يقول أبوجودة.
ويضيف الباحث الفني، أنه “في العام 1967 وصل إلى العاصمة بيروت المنتج والمخرج التركي خلقي سائر، وحطّ في ضيافة شريكه الثري أنطوان حداد، ووقّع الشريكان على صفقة لتصوير ستة أفلام لبنانية تركية خلال عام واحد”.
الأفلام الستة التي وقع إنتاجها آنذاك كانت هي الأولى في تاريخ السينما العربية التي تصور بالألوان الطبيعية، بعد أن كان اللونان الأسود والأبيض هما الطاغيان على مشاهد السينما وقتها، وقد شارك في بطولتها النجمان المصري المعروف فريد شوقي، والسوري دريد لحام، والمطربتان اللبنانية طروب، والأرمنية جاكلين.
وكان فيلم “موعد في بيروت” أوّل الأفلام الستة، وهو من إخراج أوتيم كورتش، وشارك في بطولته النجمان المصري فريد شوقي والتركي كوكسيل ارسوي.
انتشار الأكشن
في تلك الفترة من ستينات وسبعينات القرن الماضي غزت أفلام “الأكشن” الأسواق العربية، بفضل نشاط السينما التركية في لبنان والشراكة الفنية التي قامت بين العرب والأتراك لتقدم أعمالا مختلفة وجديدة، ويؤكد ذلك الباحث السينمائي عبودي أبوجودة، يقول إنه “في العام 1968، تم تصوير فيلم “عصابة نساء” في ربوع لبنان بكلفة عالية جدا، نظرا إلى مشاهده البوليسية والمطاردات التي كان تجسيدها سينمائيا بطرق جديدة، والفيلم من بطولة الممثلة اللبنانية صباح، التي أدت دور عميلة سرية على طريقة جيمس بوند، إلى جانب النجم التركي الوسيم جونيت أركين، تحت إدارة المخرج المصري فاروق عجرمة”.
ويضيف أبوجودة أن “السنوات التالية للعام 1968 شهدت سلسلة أخرى من الأفلام العربية-التركية المشتركة، منها “لاعب الكرة”، الذي أخرجه خلقي سائر، و”مشاكل بنات”، من إخراج عثمان سادان، و”آخر الطريق”، من إخراج إيلهان انجين، إضافة إلى فيلم “الصعلوك”، لمخرجه عاطف يلماز، و”بعت حياتي”، الذي أخرجه خراج محمد أصلان”.
وفي العام 1975، أخرج أورهون أربيونو، آخر الأفلام التركية العربية المشتركة، وهي من النوع التاريخي وعنوانه “عنتر في بلاد الرومان”، وكان من بطولة البطل العالمي في رفع الأثقال اللبناني محمد المولى، وملكة جمال تركيا آنذاك، سيلفانا بدرخان، ومجموعة من النجوم الأتراك واللبنانيين.
ويتفق كل من الناقد محمود الزيباوي، والباحث أبوجودة، على أن الأعمال التركية كانت تصوّر في بيروت نظرا للتكلفة الإنتاجية المنخفضة، ومناخ البلد الذي يتمتع بأربعة فصول تساعد على اختيار الوقت المناسب لالتقاط المشاهد، إضافة إلى طموح تركيا بدخول السوق العربي فنياّ، وكان ذلك عبر لبنان بسبب الأحداث السياسية المتوترة في مصر، وكون هذا البلد يتمتع بملامح أوروبية، عدا عن وجود عدد هائل من النجوم فيه.
ويلفت أبوجودة إلى أن السينما التركية نجحت في تصوير أكثر من 60 فيلما في لبنان إضافة لـ120 عملا تركيا تمت دبلجتها في بيروت.
شراكة هامة
أكد المنتج اللبناني زياد شويري البدء فعليا في العمل على تحقيق شراكة فنية بين العرب والأتراك حيث أعلن قبل نحو شهر أنه يسعى إلى جذب كبار النجوم والنجمات الأتراك للمشاركة في الدراما العربية. مشيرا إلى أن النجمة التركية بيرين سات، المعروفة باسم فاطمة في العالم العربي، ستكون إحدى بطلات مسلسل سوري-مصري-لبناني مشترك، يجري التحضير له حاليا.
ومن جهته يلفت الناقد الفني والأستاذ المحاضر في كلية الفنون بالجامعة اللبنانية، محمود زيباوي، إلى أن الشراكة الفنية مع الأتراك ليست بالأمر الجديد حيث شهدت لبنان منذ العام 1964 وحتى سنة 1975 (بداية الحرب الأهلية اللبنانية) طفرة في الأعمال التركية -اللبنانية-العربية المشتركة.
ويذكّر زيباوي بأنه قد تم في تلك الفترة تصوير أكثر من 60 فيلما تركيا عربيا مشتركا في لبنان، إضافة إلى دبلجة ما يزيد عن 100 فيلم تركي إلى اللهجة اللبنانية، داخل أستديو بعلبك شرقي بيروت، الذي كان أضخم أستديو في العالم العربي، آنذاك.
أما الباحث في الشؤون الفنيّة وصاحب أبرز مطبعة في لبنان، عبودي أبوجودة، فيؤكد بدوره أنه من بين 12 ألف ملصق لأفلام عربية وعالمية قديمة يمتلكها، هناك 600 ملصق تقريبا لأفلام تركية تم تصويرها أو دبلجتها في لبنان.
فالتجربة التركية في العالم العربي، وفق أبوجودة، انطلقت سنة 1964 مع فيلم “غرام في إسطنبول” الذي كتب قصته وأخرجه سيف الدين شوكت، وهو مخرج مصري تركي الأصل. وجمع الفيلم، بين نجوم من سوريا ولبنان، وعلى رأسهم دريد لحام، ونهاد قلعي، ورفيق السبيعي، وسمورة، ونجوم من تركيا منهم بكلان أجلان، وسونيا بيكويسال وغيرهم.
وبعد النجاح الذي حققه فيلم “غرام في إسطنبول”، انطلق فيلم “وادي الموت” من بطولة المطربة اللبنانية المعروفة عربيا باسم صباح والنجم التركي الذي اشتهر بوسامته الملفتة جانيت آركان إضافة إلى مجموعة من الممثلين المصريين والسوريين والأتراك. ويبقى اللافت في فيلم “وادي الموت” هو ظهور المغنّية اللبنانية طروب، وهي من أصل تركي شركسي، وكانت أول من أدخل اللحن التركي إلى العالم العربي، كما يقول أبوجودة.
ويضيف الباحث الفني، أنه “في العام 1967 وصل إلى العاصمة بيروت المنتج والمخرج التركي خلقي سائر، وحطّ في ضيافة شريكه الثري أنطوان حداد، ووقّع الشريكان على صفقة لتصوير ستة أفلام لبنانية تركية خلال عام واحد”.
الأفلام الستة التي وقع إنتاجها آنذاك كانت هي الأولى في تاريخ السينما العربية التي تصور بالألوان الطبيعية، بعد أن كان اللونان الأسود والأبيض هما الطاغيان على مشاهد السينما وقتها، وقد شارك في بطولتها النجمان المصري المعروف فريد شوقي، والسوري دريد لحام، والمطربتان اللبنانية طروب، والأرمنية جاكلين.
وكان فيلم “موعد في بيروت” أوّل الأفلام الستة، وهو من إخراج أوتيم كورتش، وشارك في بطولته النجمان المصري فريد شوقي والتركي كوكسيل ارسوي.
انتشار الأكشن
في تلك الفترة من ستينات وسبعينات القرن الماضي غزت أفلام “الأكشن” الأسواق العربية، بفضل نشاط السينما التركية في لبنان والشراكة الفنية التي قامت بين العرب والأتراك لتقدم أعمالا مختلفة وجديدة، ويؤكد ذلك الباحث السينمائي عبودي أبوجودة، يقول إنه “في العام 1968، تم تصوير فيلم “عصابة نساء” في ربوع لبنان بكلفة عالية جدا، نظرا إلى مشاهده البوليسية والمطاردات التي كان تجسيدها سينمائيا بطرق جديدة، والفيلم من بطولة الممثلة اللبنانية صباح، التي أدت دور عميلة سرية على طريقة جيمس بوند، إلى جانب النجم التركي الوسيم جونيت أركين، تحت إدارة المخرج المصري فاروق عجرمة”.
ويضيف أبوجودة أن “السنوات التالية للعام 1968 شهدت سلسلة أخرى من الأفلام العربية-التركية المشتركة، منها “لاعب الكرة”، الذي أخرجه خلقي سائر، و”مشاكل بنات”، من إخراج عثمان سادان، و”آخر الطريق”، من إخراج إيلهان انجين، إضافة إلى فيلم “الصعلوك”، لمخرجه عاطف يلماز، و”بعت حياتي”، الذي أخرجه خراج محمد أصلان”.
وفي العام 1975، أخرج أورهون أربيونو، آخر الأفلام التركية العربية المشتركة، وهي من النوع التاريخي وعنوانه “عنتر في بلاد الرومان”، وكان من بطولة البطل العالمي في رفع الأثقال اللبناني محمد المولى، وملكة جمال تركيا آنذاك، سيلفانا بدرخان، ومجموعة من النجوم الأتراك واللبنانيين.
ويتفق كل من الناقد محمود الزيباوي، والباحث أبوجودة، على أن الأعمال التركية كانت تصوّر في بيروت نظرا للتكلفة الإنتاجية المنخفضة، ومناخ البلد الذي يتمتع بأربعة فصول تساعد على اختيار الوقت المناسب لالتقاط المشاهد، إضافة إلى طموح تركيا بدخول السوق العربي فنياّ، وكان ذلك عبر لبنان بسبب الأحداث السياسية المتوترة في مصر، وكون هذا البلد يتمتع بملامح أوروبية، عدا عن وجود عدد هائل من النجوم فيه.
ويلفت أبوجودة إلى أن السينما التركية نجحت في تصوير أكثر من 60 فيلما في لبنان إضافة لـ120 عملا تركيا تمت دبلجتها في بيروت.