جاء مقتل وإصابة العشرات في تفجير انتحاري استهدف الاثنين مركزا للتجنيد تابع للجيش اليمني في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بمثابة “استعراض” بالغ الدموية من تنظيم داعش، المعني بإيجاد موطئ قدم له في اليمن محاولا من جهة استغلال حالة عدم الاستقرار التي يمرّ بها البلد، ومن جهة ثانية الاستثمار في سلسلة الهزائم التي تلقاها منافسه تنظيم القاعدة على يد القوات اليمنية والتحالف العربي طيلة الأشهر الثلاثة الماضية لتقديم نفسه “بديلا جهاديا”.
ولا يخلو نشاط داعش في اليمن، من شكوك متزايدة، بشأن وجود أياد مخابراتية خلفه، استنادا إلى الطابع التخريبي المحض لعملياته والتي تنصبّ بشكل مركّز على كلّ ما له صلة بالحكومة الشرعية المعترف بها دوليا من مؤسسات وكوادر بشرية، في سعي واضح لضرب جهود إعادة بسط الاستقرار وفرض سلطان الدولة على المناطق المستعادة من أيدي المتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ولا تخفي مصادر يمنية استغرابها الشديد من تطابق الأهداف بين داعش والمتمرّدين اليمنيين المدعومين من إيران.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت مدينة عدن مركز المحافظة الواقعة بجنوب اليمن وتحمل نفس الاسم، هجمات وتفجيرات تداول على تبنيها تنظيما القاعدة وداعش.
واستفادت الجماعات المتشدّدة من النزاع بين المتمردين والحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، لتعزيز نفوذها في مناطق عدة من اليمن خصوصا في أجزائه الجنوبية.
وإذا كان تنظيم القاعدة قد تلقى سلسلة من الضربات الموجعة على يد القوات الحكومية والتحالف العربي أرخت قبضته إلى حدّ كبير على مناطق بجنوب اليمن كانت تعتبر معاقل له، لا سيما في محافظة حضرموت التي استعيد مركزها؛ مدينة المكلا من يده، وكذلك أبين التي أعلنت مؤخرا محافظة مطهّرة بالكامل من التنظيم، فإنّ داعش يرى اليمن بموقعه الاستراتيجي وقربه من دول الخليج الغنية والمستقرة والعصية عن الاختراق لقوّة جدارها الأمني “جائزة كبرى” وهدفا يستحق العمل عليه بإصرار.
وعلى عكس القاعدة يفتقر داعش لحدّ أدنى من الحاضنة في بعض الأوساط القبلية اليمنية، لكنّه يطمع في استقطاب البعض من أتباع التنظيم الأول بعد هزائمه المتلاحقة في حضرموت وأبين وإعلان عدد من مقاتليه إلقاء السلاح والاستسلام للسلطات اليمنية.
ولداعش تجربة سابقة في وراثة القاعدة، إذ أن النواة الصلبة له في العراق وسوريا تتكون أساسا من مقاتلين سبق لهم القتال تحت راية أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبي مصعب الزرقاوي.
وتخدم استدامة وضع عدم الاستقرار في اليمن أهداف داعش إلى حدّ كبير. وصباح الاثنين، استهدف انتحاري يقود سيارة مفخخة تجمعا لمتطوعين ينتظرون للانضمام إلى الجيش، كانوا في مدرسة تستخدم للتجنيد في شمال مدينة عدن الساحلية، بحسب ما أفاد مسؤول في أجهزة الأمن.
وأدى التفجير إلى مقتل أكثر من سبعين شخصا، بحسب مصادر طبية في مستشفى أطباء بلا حدود ومستشفى النقيب ومستشفى الوالي بعدن. وتبنى تنظيم داعش عبر ما يعرف بـ”وكالة أعماق” التابعة له، الهجوم، قائلا إنه كان “عملية استشهادية لمقاتل من الدولة الإسلامية استهدفت مركزا للتجنيد”.
ويأتي اختيار التنظيم المتشدّد الضرب بعدن نظرا لما تحظى به المدينة من رمزية ومن أهمية كمقر مؤقت للحكومة الشرعية وقاعدة انطلاق لجهود التحرير وبسط الاستقرار في باقي ربوع اليمن.
وتبنى تنظيم القاعدة وتنظيم داعش عددا من الهجمات التي ضربت المدينة واستهدفت بمعظمها قوات الأمن أو مسؤولين محليين بعدن. وقتل أربعة من عناصر الشرطة بتفجير عبوة ناسفة بعدن في 20 يوليو الماضي في عملية تبناها تنظيم داعش.
وفي السادس من الشهر ذاته هاجم مسلحون ينتمون للقاعدة، قاعدة عسكرية في عدن وسيطروا على أحد مبانيها بعد تفجير سيارتين مفخختين، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية بالكامل. وأدت المعارك في القاعدة القريبة من مطار عدن، إلى مقتل عشرة جنود.
وفي مايو الماضي، تبنى تنظيم داعش هجوما مزدوجا ضد الجيش في منطقة خور مكسر بعدن أودى بـ40 عسكريا، وتفجيرا انتحاريا ضد مجندين في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت بجنوب شرق البلاد أودى بـ41 منهم.
وبدأ التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عملياته نهاية مارس 2015 دعما لقوات هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم. وخلال الأشهر الماضية، بدأ التحالف كذلك باستهداف “الجهاديين”، ما مكن القوات الحكومية من استعادة مناطق كانوا يسيطرون عليها خصوصا في محافظتي حضرموت وأبين.
ويقول خبراء الشؤون الأمنية إنّ المجزرة التي جرت الإثنين في عدن تبدو عبثية إلى أبعد حدّ وأقرب منها إلى الانتقام من السعي إلى تحقيق هدف ما، على اعتبار أنها تزيد في تنفير اليمنيين من التنظيمات المتشدّدة التي لا تستهدف في المقام الأول سوى أناس عاديين حتى وإن كانوا منخرطين في القوات المسلّحة أو ساعين إلى الانضمام إليها سعيا وراء منصب عمل يوفر بابا للرزق.
ولا يخلو نشاط داعش في اليمن، من شكوك متزايدة، بشأن وجود أياد مخابراتية خلفه، استنادا إلى الطابع التخريبي المحض لعملياته والتي تنصبّ بشكل مركّز على كلّ ما له صلة بالحكومة الشرعية المعترف بها دوليا من مؤسسات وكوادر بشرية، في سعي واضح لضرب جهود إعادة بسط الاستقرار وفرض سلطان الدولة على المناطق المستعادة من أيدي المتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ولا تخفي مصادر يمنية استغرابها الشديد من تطابق الأهداف بين داعش والمتمرّدين اليمنيين المدعومين من إيران.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت مدينة عدن مركز المحافظة الواقعة بجنوب اليمن وتحمل نفس الاسم، هجمات وتفجيرات تداول على تبنيها تنظيما القاعدة وداعش.
واستفادت الجماعات المتشدّدة من النزاع بين المتمردين والحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، لتعزيز نفوذها في مناطق عدة من اليمن خصوصا في أجزائه الجنوبية.
وإذا كان تنظيم القاعدة قد تلقى سلسلة من الضربات الموجعة على يد القوات الحكومية والتحالف العربي أرخت قبضته إلى حدّ كبير على مناطق بجنوب اليمن كانت تعتبر معاقل له، لا سيما في محافظة حضرموت التي استعيد مركزها؛ مدينة المكلا من يده، وكذلك أبين التي أعلنت مؤخرا محافظة مطهّرة بالكامل من التنظيم، فإنّ داعش يرى اليمن بموقعه الاستراتيجي وقربه من دول الخليج الغنية والمستقرة والعصية عن الاختراق لقوّة جدارها الأمني “جائزة كبرى” وهدفا يستحق العمل عليه بإصرار.
وعلى عكس القاعدة يفتقر داعش لحدّ أدنى من الحاضنة في بعض الأوساط القبلية اليمنية، لكنّه يطمع في استقطاب البعض من أتباع التنظيم الأول بعد هزائمه المتلاحقة في حضرموت وأبين وإعلان عدد من مقاتليه إلقاء السلاح والاستسلام للسلطات اليمنية.
ولداعش تجربة سابقة في وراثة القاعدة، إذ أن النواة الصلبة له في العراق وسوريا تتكون أساسا من مقاتلين سبق لهم القتال تحت راية أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبي مصعب الزرقاوي.
وتخدم استدامة وضع عدم الاستقرار في اليمن أهداف داعش إلى حدّ كبير. وصباح الاثنين، استهدف انتحاري يقود سيارة مفخخة تجمعا لمتطوعين ينتظرون للانضمام إلى الجيش، كانوا في مدرسة تستخدم للتجنيد في شمال مدينة عدن الساحلية، بحسب ما أفاد مسؤول في أجهزة الأمن.
وأدى التفجير إلى مقتل أكثر من سبعين شخصا، بحسب مصادر طبية في مستشفى أطباء بلا حدود ومستشفى النقيب ومستشفى الوالي بعدن. وتبنى تنظيم داعش عبر ما يعرف بـ”وكالة أعماق” التابعة له، الهجوم، قائلا إنه كان “عملية استشهادية لمقاتل من الدولة الإسلامية استهدفت مركزا للتجنيد”.
ويأتي اختيار التنظيم المتشدّد الضرب بعدن نظرا لما تحظى به المدينة من رمزية ومن أهمية كمقر مؤقت للحكومة الشرعية وقاعدة انطلاق لجهود التحرير وبسط الاستقرار في باقي ربوع اليمن.
وتبنى تنظيم القاعدة وتنظيم داعش عددا من الهجمات التي ضربت المدينة واستهدفت بمعظمها قوات الأمن أو مسؤولين محليين بعدن. وقتل أربعة من عناصر الشرطة بتفجير عبوة ناسفة بعدن في 20 يوليو الماضي في عملية تبناها تنظيم داعش.
وفي السادس من الشهر ذاته هاجم مسلحون ينتمون للقاعدة، قاعدة عسكرية في عدن وسيطروا على أحد مبانيها بعد تفجير سيارتين مفخختين، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية بالكامل. وأدت المعارك في القاعدة القريبة من مطار عدن، إلى مقتل عشرة جنود.
وفي مايو الماضي، تبنى تنظيم داعش هجوما مزدوجا ضد الجيش في منطقة خور مكسر بعدن أودى بـ40 عسكريا، وتفجيرا انتحاريا ضد مجندين في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت بجنوب شرق البلاد أودى بـ41 منهم.
وبدأ التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عملياته نهاية مارس 2015 دعما لقوات هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم. وخلال الأشهر الماضية، بدأ التحالف كذلك باستهداف “الجهاديين”، ما مكن القوات الحكومية من استعادة مناطق كانوا يسيطرون عليها خصوصا في محافظتي حضرموت وأبين.
ويقول خبراء الشؤون الأمنية إنّ المجزرة التي جرت الإثنين في عدن تبدو عبثية إلى أبعد حدّ وأقرب منها إلى الانتقام من السعي إلى تحقيق هدف ما، على اعتبار أنها تزيد في تنفير اليمنيين من التنظيمات المتشدّدة التي لا تستهدف في المقام الأول سوى أناس عاديين حتى وإن كانوا منخرطين في القوات المسلّحة أو ساعين إلى الانضمام إليها سعيا وراء منصب عمل يوفر بابا للرزق.