500 يوم مرت على اليمن واليمنيين منذ تصاعد الصراع في 26 مارس/آذار 2015. توجهت قوات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح، في ذلك اليوم، لاجتياح مناطق الوسط والجنوب متناسين التداعيات الإنسانية والتنموية التي تنتج من هذه الخطوة التي غيرت وجه اليمن.
ويعتبر اليمنيون ذلك التاريخ حدثاً كارثياً لملايين المدنيين، دفعهم للفرار من منازلهم وألقى بهم في هاوية الفقر الشديد. وفاقم ألم اليمنيين لأنه يأتي بعد إنهاء محادثات السلام في الكويت بين طرفي النزاع دون اتفاق، رمى المبعوث الأممي لائمة عرقلتها على طرف الانقلابيين، في إفادته خلال جلسة لمجلس الأمن الأسبوع الماضي. ومع فشل المحادثات، يستمر سير البلاد بأسرها نحو مزيد من الخراب، الذي يحتاج عقوداً لإعادة الإعمار.
التقى "العربي الجديد" النازح محمد البحري من مواطني محافظة تعز، التي تشهد حصاراً مستمراً واشتباكات يومية. وقال: "المتفاوضون مسؤولون عن المعاناة التي تسببوا بها، ولم يضعوا لها حداً طوال 500 يوم. وضعوا كل اهتمامهم وكل أموالنا على الحرب دون تقديم ما يمكنه أن يخفف معاناتنا. تركوا مسؤوليتهم الإنسانية كاملة للمنظمات الإغاثية الدولية الضعيفة وكأنها هي من شنت الحرب".
كان حصاد أيام الحرب الماضية ثقيلاً على مستوى العالم، حتى وُصف اليمن بأكبر الأزمات الإنسانية في العالم، إذ ارتفع عدد المحتاجين للإغاثة إلى 85 بالمائة من إجمالي سكان اليمن، وأصبح واحد من كل عشرة يمنيين نازحاً خارج دياره يلفه الفقر والاحتياج إلى المؤن المنقذة للحياة. وبات 14 مليون مواطن من إجمالي عدد السكان الـ26 مليوناً في احتياج فوري إلى الغذاء، نصفهم على شفا المجاعة، بينما يحتاج أكثر من 20 مليوناً إلى مياه الشرب، وخدمات الصرف الصحي.
وتسببت التداعيات الاقتصادية المختلفة برفع كبير للأسعار، وبضعف القدرة الشرائية، وفقدان أكثر من 60 بالمائة من الوظائف. يعالج كل ما سبق منظمات إنسانية لم تتلق، وهي تشرف على نهاية الثلث الثاني من العام، سوى ربع المتطلبات المالية لتمويل أنشطة الإغاثة المطلوبة.
تقول المديرة القطرية لمجلس اللاجئين النرويجي في اليمن صايمة جميل لـ"العربي الجديد": "على الرغم من الأرقام المذهلة المعبرة عن معاناة المواطنين اليمنيين بسبب الصراع المحتدم، أبقى العالم الخارجي عينيه مغلقتين إزاء هذه الأزمة. إن وضع اليمنيين يتدهور، ولا يستطيع العالم الدفاع عنهم. لن يبقى اليمنيون قادرين على التحمل لفترة أطول. فإلى جانب العنف، يعاني الاقتصاد اليمني الصغير أصلاً من التدمير، ما اضطر المزيد من اليمنيين أكثر من أي وقت مضى إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية".
معظم النازحين يعيشون مع أسرهم أو غيرهم من الأقارب، إما في بيوت مستأجرة تستنزف مدخرات نصف الأسر الأفضل حالاً قبل الصراع، بحسب مسح أجراه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة قبل أشهر، ليكون النازحون وغيرهم أقل إنفاقاً على الغذاء والرعاية الصحية. بينما استغنت بعض الأسر عن خدمات أخرى مثل التعليم، مع خروج 1.9 مليون طفل من المدارس وهم يمثلون ثلث عدد الطلاب في البلاد.
وأجبر الصراع كثيرا من اليمنيين على النوم في العراء تحت سقوف من الأغطية الخفيفة التي لا تملك إلا حمايتهم من الشمس فقط. كما أن الألغام التي بقيت في مناطق كثيرة تعتبر مشكلة مزمنة في نظر اليمنيين لن يتم حلها إلا بعد عقود.
ويعتبر اليمنيون ذلك التاريخ حدثاً كارثياً لملايين المدنيين، دفعهم للفرار من منازلهم وألقى بهم في هاوية الفقر الشديد. وفاقم ألم اليمنيين لأنه يأتي بعد إنهاء محادثات السلام في الكويت بين طرفي النزاع دون اتفاق، رمى المبعوث الأممي لائمة عرقلتها على طرف الانقلابيين، في إفادته خلال جلسة لمجلس الأمن الأسبوع الماضي. ومع فشل المحادثات، يستمر سير البلاد بأسرها نحو مزيد من الخراب، الذي يحتاج عقوداً لإعادة الإعمار.
التقى "العربي الجديد" النازح محمد البحري من مواطني محافظة تعز، التي تشهد حصاراً مستمراً واشتباكات يومية. وقال: "المتفاوضون مسؤولون عن المعاناة التي تسببوا بها، ولم يضعوا لها حداً طوال 500 يوم. وضعوا كل اهتمامهم وكل أموالنا على الحرب دون تقديم ما يمكنه أن يخفف معاناتنا. تركوا مسؤوليتهم الإنسانية كاملة للمنظمات الإغاثية الدولية الضعيفة وكأنها هي من شنت الحرب".
كان حصاد أيام الحرب الماضية ثقيلاً على مستوى العالم، حتى وُصف اليمن بأكبر الأزمات الإنسانية في العالم، إذ ارتفع عدد المحتاجين للإغاثة إلى 85 بالمائة من إجمالي سكان اليمن، وأصبح واحد من كل عشرة يمنيين نازحاً خارج دياره يلفه الفقر والاحتياج إلى المؤن المنقذة للحياة. وبات 14 مليون مواطن من إجمالي عدد السكان الـ26 مليوناً في احتياج فوري إلى الغذاء، نصفهم على شفا المجاعة، بينما يحتاج أكثر من 20 مليوناً إلى مياه الشرب، وخدمات الصرف الصحي.
وتسببت التداعيات الاقتصادية المختلفة برفع كبير للأسعار، وبضعف القدرة الشرائية، وفقدان أكثر من 60 بالمائة من الوظائف. يعالج كل ما سبق منظمات إنسانية لم تتلق، وهي تشرف على نهاية الثلث الثاني من العام، سوى ربع المتطلبات المالية لتمويل أنشطة الإغاثة المطلوبة.
تقول المديرة القطرية لمجلس اللاجئين النرويجي في اليمن صايمة جميل لـ"العربي الجديد": "على الرغم من الأرقام المذهلة المعبرة عن معاناة المواطنين اليمنيين بسبب الصراع المحتدم، أبقى العالم الخارجي عينيه مغلقتين إزاء هذه الأزمة. إن وضع اليمنيين يتدهور، ولا يستطيع العالم الدفاع عنهم. لن يبقى اليمنيون قادرين على التحمل لفترة أطول. فإلى جانب العنف، يعاني الاقتصاد اليمني الصغير أصلاً من التدمير، ما اضطر المزيد من اليمنيين أكثر من أي وقت مضى إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية".
معظم النازحين يعيشون مع أسرهم أو غيرهم من الأقارب، إما في بيوت مستأجرة تستنزف مدخرات نصف الأسر الأفضل حالاً قبل الصراع، بحسب مسح أجراه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة قبل أشهر، ليكون النازحون وغيرهم أقل إنفاقاً على الغذاء والرعاية الصحية. بينما استغنت بعض الأسر عن خدمات أخرى مثل التعليم، مع خروج 1.9 مليون طفل من المدارس وهم يمثلون ثلث عدد الطلاب في البلاد.
وأجبر الصراع كثيرا من اليمنيين على النوم في العراء تحت سقوف من الأغطية الخفيفة التي لا تملك إلا حمايتهم من الشمس فقط. كما أن الألغام التي بقيت في مناطق كثيرة تعتبر مشكلة مزمنة في نظر اليمنيين لن يتم حلها إلا بعد عقود.