الرئيسية / تقارير وحوارات / «تحالف المهزومين» .. لم تجمعهم مصلحة اليمن وجمعهم «مجلس» أتباع الملالي
«تحالف المهزومين» .. لم تجمعهم مصلحة اليمن وجمعهم «مجلس» أتباع الملالي

«تحالف المهزومين» .. لم تجمعهم مصلحة اليمن وجمعهم «مجلس» أتباع الملالي

01 أغسطس 2016 10:22 صباحا (يمن برس)

انقلابيون ومخلوع لم تجمعهم مصلحة الوطن ووحدته، بينما تجمعهم اليوم العمالة لعمائم الملالي بمال مشبوه وسلاح يطعن في خاصرة اليمن؛ ليعلنوا سويا تأسيس مجلس سياسيي هزيل ومحكوم بالفشل سلفا، فالحروب الستة بين المخلوع والانقلابيين التي قادوا إليها أتباعهم من أفراد الشعب اليمني المغلوب على أمره مرارا وتكرارا دون جدوى، شاهدة عليهم، وعلى "مستقبل" علاقة الود المزعومة قبل ماضيها وحاضرها.
 

معاناة شعب

المجلس السياسي المزعوم، ليس إلا مناورة جديدة، برعاية ملالي طهران لذلك وجب تسميته "مجلس أتباع الملالي"، أما الغرض منه فأولا تعطيل المفاوضات والتشويش عليها بإيعاز خارجي. وثانيا ترحيل مؤقت لأعين الإعلاميين والمجتمع الدولي التي باتت تعيش باستمرار الويلات الاقتصادية والإنسانية التي ضاق بها أهالي المحافظات الشمالية وخصوصا صنعاء وتعز. وكل ذلك يتم بالطريقة ذاتها التي نقلوا بها المواجهات العسكرية مع قوات الشرعية من عمقها الاستراتيجي المعروف بين الجيوش النظامية إلى مناوشات عصابات. ترتكز على الحدود السعودية بأسلوب ميليشاوي هدفه الوحيد "الاستفزاز" لتسجيل نقاط عبثية يرجوها "الممول"، وإن أضرت بمصلحة اليمن ومواطنيه.

نتج عن ذلك محاولات انتحارية لأتباع الحوثي والمخلوع للتسلل والاختراق داخل الحدود السعودية على الطريقة الداعشية. بتدريب وبرعاية الحرس الثوري الإيراني الذي ليس من قبيل الصدفة أن يتزامن تأسيس "المجلس السياسي" وتصريح ممثل المرشد الإيراني في الحرس الثوري علي سعيدي، مؤكدا في كلمة ألقاها قبل يومين أثناء مراسم تأبين رفاة إيرانيين سقطوا بحسب تعبيره الطائفي في "الدفاع المقدس"، أن سورية واليمن "عمق استراتيجي لإيران".
 

تدخلات بالجملة

كما يتزامن هذا التصريح مع تقارير صحافية يمنية محلية تؤكد مقتل قيادات من ميليشيات ما يعرف بحزب الله اللبناني على الأراضي اليمنية. وفي حين يدور الكثير من البحث والحديث حول أسباب وجودها وطبيعة عملياتها. تؤكد مصادر متواترة ومقاطع مصورة أنهم مسؤولون مباشرة عن التخطيط والتدريب فيما يتعلق حصرا بالهجمات الحدودية الاستفزازية تجاه السعودية.

ومن هنا، فهذا "المجلس" الذي يجمع الفرقاء الأعداء سياسيا لأول مرة، لم يأت إلا مكملا وبوضوح فج لتكتيك واشتراطات ميليشياوية عسكرية، لم يعد خافيا على أحد مصدر توجيهها وغرفة عملياتها؛ ليكون الرد الدولي حازما هذه المرة برفض هذا المجلس السياسي المزعوم وإقرار مشروع أممي جديد يمهل الانقلابيين والمخلوع 45 يوما لنزع السلاح والعودة لحكم الشرعية القائمة، ولطاولة الحوار الوطني بأسسه المعروفة دون شروط مسبقة.

والمجتمع الدولي بهذا التفاعل والقرار السريع، يجدد ثقته وفقا لمحللين سياسيين بالرؤية المتكاملة للتحالف العربي بقيادة السعودية تجاه اليمن؛ إذ العملان العسكري والإنساني كما السياسي يحضران دائما في أجندة هذا التحالف؛ بدءا من العمل الحيوي الذي تقوم به مؤسسة الملك سلمان للإغاثة، مرورا بمحادثات الكويت وصولا لعمليات إعادة الأمل التي تراعي العهود والمواثيق رغم الاستفزازات المتواصلة، وكل ذلك رفقا بالشعب اليمني عموما، وبصنعاء وما تبقى من محافظات معدودة يستغلها الانقلابيون والمخلوع للاحتماء وسط جموع من الأطفال والنساء، ثم التسلل خفية في جنح الظلام لشن هجمات حدودية، فقط إرضاء لنزوات "الممول" وحرصا على استمرار التفرد بسلطات فردية مغتصبة أساسا.

التحالف .. رؤية بناء

ولكن تبقى حصافة التحالف بقيادة السعودية والتروي في مواجهة استفزازات الانقلابيين ومن يحرضهم ويمولهم لا تعني ضعفا أو قلة حيلة على الأرض، فالمكتسبات التراكمية التي تحققت لليمن حتى الآن أضعاف مضاعفة، فيما خسائر "الحلف المهزوم" تدفعه لحرق آخر أوراقه عسكريا وسياسيا.

إلى ذلك فإن الاستفزازات العبثية والمحاولات الصبيانية لتعطيل المسار السياسي تارة ولكسب الوقت على الأرض تارة أخرى لا تقدم ولا تؤخر، فالوقائع تثبت أنه بات لليمن اليوم وبعد سنة ونصف فقط من انطلاق عاصفة الحزم وعمليات إعادة الأمل جيش وطني مؤهل بقيادة شرعية.

فقوات المقاومة الشعبية المتفرقة هنا وهناك تلتئم اليوم تباعا لتشكل جيشا نظاميا بألوية وكتائب بأعداد تتزايد يوما بعد آخر مع تزايد الخبرات التأهيلية والقدرات التدريبية، فضلا عن آليات عسكرية مجهزة بأحدث التقنيات. جيش وطني شرعي يمكن الرهان عليه طويلا من قبل الشعب اليمني حاضرا ومستقبلا؛ إذ يتجه نحو البناء بتمكن واضح، يقابله فشل واحتراق متواصل لميليشيا الحوثي وما تبقى من قوات المخلوع صالح.

شارك الخبر