عاد شبح الاغتيالات مجدداً في مدينة عدن ومدن أخرى جنوبي اليمن، بعد انخفاض نسبي لحوادث الاغتيال خلال الأشهر الأخيرة. وتطاول الاغتيالات هذه المرة الدعاة السلفيين، حيث شهدت محافظتا عدن ولحج عملية اغتيال ومحاولتين أخريين فشلتا. استهدفت جميعها دعاة وخطباء جوامع سلفيين، بالتزامن مع عودة لافتة للحوادث الأمنية في عدن بشكل عام.
في سياق عودة الاغتيالات، توضح مصادر محلية في عدن، لـ"العربي الجديد"، أن "إمام مسجد الحسني في محافظة لحج، شمال عدن، الشيخ بشار السلفي، أُصيب بجروح بين المتوسطة إلى خطيرة، نُقل على أثرها إلى عدن للعلاج، جراء محاولة اغتيال نفّذها مجهولون. وجاءت العملية بعد ساعات فقط، من محاولة اغتيال تعرض لها، إمام جامع الفاروق، في منطقة دار سعد، شمال عدن، عائد خطيب، ونتج عن العملية إصابته إصابة حرجة".
وكان لافتاً وقوع العمليتين، بعد حادثة اغتيال إمام وخطيب مسجد الرحمن، عبد الرحمن الزهري، فجر الجمعة، بالقرب من منزله في مديرية المنصورة. والزهري من الدعاة السلفيين المعروفين في عدن. كما اغتيل، يوم الخميس، قيادي سلفي آخر في "المقاومة الشعبية" بعدن، وهو فائز الضبياني، وذلك بواسطة عُبوة ناسفة زُرعت في سيارته.
وفي حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اغتيال الزهري والمحاولتين اللتين استهدفتا عائد خطيب في عدن والسلفي في لحج (جميعها خلال 24 ساعة)، تبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عملية اغتيال الضبياني، وبرّر سبب اغتياله بأنه "عميل للتحالف"، في إشارة إلى التحالف العربي.
في هذا الإطار، يشير مصدر سلفي بتصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "معظم الشخصيات السلفية المستهدفة، تنتمي للتيار الدعوي، الذي يرفض الدخول في العمل السياسي ويشدد على طاعة ولي الأمر. وأغلبهم كذلك من خريجي المدارس السلفية المعروفة لهذا التيار. وأبرزها معهد دماج الذي كان في محافظة صعدة، وأغلقه الحوثيون بعد حرب وحصار للسلفيين في المنطقة استمرا أشهراً، انتهى بنزوح السلفيين في يناير/كانون الثاني 2014".
وقد أدى السلفيون عموماً دوراً بارزاً في المواجهات مع مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في عدن، بين شهري مارس/آذار ويوليو/تموز 2015. وقد كان لهذا الأمر بصمته بعد الحرب، من خلال وزير الدولة المثير للجدل، هاني بن بريك، وتياره الذي أسس ما يُعرف بـ"قوات الحزام الأمني"، المسؤولة عن تأمين مداخل عدن، وتدعمها الإمارات، بوصفها الدولة التي تسلمت الترتيبات السياسية والأمنية في المحافظات الجنوبية عقب تحريرها من الانقلابيين.
وعلى الرغم من نفوذ التيار السلفي بشقه الذي يمثله بن بريك، الذي تطاوله الاتهامات بحملات التهجير للمواطنين المتحدرين من المحافظات الشمالية من عدن، خلال الأشهر الماضية، إلا أن نفوذ هذا التيار، لم يمنع الاغتيالات التي تستهدف السلفيين. في هذا الصدد، تفيد بعض المصادر السلفية بأن الشخصيات المستهدفة من الاغتيالات ليست من المرتبطين ببن بريك، بل إن بعضها على خلاف معه.
من جهته، يعتبر الناشط السلفي، يوسف الشبيلي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "مخطط تصفية علماء ورجال الدعوة السلفية في المحافظات الجنوبية لليمن، يهدف لإفراغ الساحة منهم وإفساح المجال للدعوات التي وُصفت بالمنفتحة، والتي لا ترفع للمخالفات الدينية رأساً. بالإضافة إلى دفع السلفيين إلى حمل السلاح كي يتم حشرهم في زاوية الإرهاب، ثم تتم محاربتهم". كما يرى أن "المخطط يهدف أيضاً لضرب السلفيين ببقية الجماعات الإسلامية، من خلال اتهام جماعات أخرى بالوقوف وراء تصفيتهم، وكذلك فصل سلفيي الجنوب عن سلفيي الشمال".
يشار إلى أن مسلسل استهداف الدعاة السلفيين في عدن، كان قد بدأ في الأشهر الماضية، بعد أن شهدت المدينة العديد من الاغتيالات، أبرزها استهداف الشيخ سمحان عبدالعزيز، المعروف بـ"الشيخ راوي"، في يناير/كانون الثاني الماضي. وقد كان عبدالعزيز أحد قادة "المقاومة" في منطقة البريقة. كما اغتيل في فبراير/شباط الماضي، الشيخ عبدالرحمن العدني، وهو أيضاً من الدعاة السلفيين المعروفين في عدن.
في سياق متصل، جاءت الحوادث الأخيرة في عدن، متزامنة مع عودة لافتة لملف الاغتيالات، إذ اغتيل، أمس الأحد، شخص برصاص مجهولين بينما كان يقود سيارته، في مديرية الشيخ عثمان. عدا عن محاولة اغتيال استهدفت محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، ومدير أمن المدينة شلال علي شائع (تبناها تنظيم القاعدة)، كما شهدت المدينة هجوماً بقنبلة يدوية ألقاها مجهولون في بوابة مطار عدن.
وكان تنظيم "القاعدة" قد دشّن العمليات المسلحة للمرة الأولى منذ أكثر من عام، حين هاجم مسلحوه معسكر الصولبان لقوات الأمن وسيطروا عليه لساعات قبل أن تتمكن القوات الحكومية من استعادة المعسكر، بعد تدخل طائرات التحالف العربي.
الجدير بالذكر، أن حوادث الاغتيالات كانت عنواناً متكرراً للتطورات في مدينة عدن، منذ تحريرها من الحوثيين وحلفائهم في يوليو/تموز العام الماضي. وتركّزت أغلب العمليات على استهداف القيادات الأمنية والعسكرية وقيادات في "المقاومة" بالمدينة، لكن الحوادث الأمنية تراجعت نسبياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة، قبل عودتها أخيراً، مع تنفيذ قوات الأمن بدعم من التحالف عمليات للسيطرة على أحياء كانت ما تزال تحت سيطرة تنظيم "القاعدة"، وأبرزها مديرية المنصورة.
في سياق عودة الاغتيالات، توضح مصادر محلية في عدن، لـ"العربي الجديد"، أن "إمام مسجد الحسني في محافظة لحج، شمال عدن، الشيخ بشار السلفي، أُصيب بجروح بين المتوسطة إلى خطيرة، نُقل على أثرها إلى عدن للعلاج، جراء محاولة اغتيال نفّذها مجهولون. وجاءت العملية بعد ساعات فقط، من محاولة اغتيال تعرض لها، إمام جامع الفاروق، في منطقة دار سعد، شمال عدن، عائد خطيب، ونتج عن العملية إصابته إصابة حرجة".
وكان لافتاً وقوع العمليتين، بعد حادثة اغتيال إمام وخطيب مسجد الرحمن، عبد الرحمن الزهري، فجر الجمعة، بالقرب من منزله في مديرية المنصورة. والزهري من الدعاة السلفيين المعروفين في عدن. كما اغتيل، يوم الخميس، قيادي سلفي آخر في "المقاومة الشعبية" بعدن، وهو فائز الضبياني، وذلك بواسطة عُبوة ناسفة زُرعت في سيارته.
وفي حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اغتيال الزهري والمحاولتين اللتين استهدفتا عائد خطيب في عدن والسلفي في لحج (جميعها خلال 24 ساعة)، تبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عملية اغتيال الضبياني، وبرّر سبب اغتياله بأنه "عميل للتحالف"، في إشارة إلى التحالف العربي.
في هذا الإطار، يشير مصدر سلفي بتصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "معظم الشخصيات السلفية المستهدفة، تنتمي للتيار الدعوي، الذي يرفض الدخول في العمل السياسي ويشدد على طاعة ولي الأمر. وأغلبهم كذلك من خريجي المدارس السلفية المعروفة لهذا التيار. وأبرزها معهد دماج الذي كان في محافظة صعدة، وأغلقه الحوثيون بعد حرب وحصار للسلفيين في المنطقة استمرا أشهراً، انتهى بنزوح السلفيين في يناير/كانون الثاني 2014".
وقد أدى السلفيون عموماً دوراً بارزاً في المواجهات مع مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في عدن، بين شهري مارس/آذار ويوليو/تموز 2015. وقد كان لهذا الأمر بصمته بعد الحرب، من خلال وزير الدولة المثير للجدل، هاني بن بريك، وتياره الذي أسس ما يُعرف بـ"قوات الحزام الأمني"، المسؤولة عن تأمين مداخل عدن، وتدعمها الإمارات، بوصفها الدولة التي تسلمت الترتيبات السياسية والأمنية في المحافظات الجنوبية عقب تحريرها من الانقلابيين.
وعلى الرغم من نفوذ التيار السلفي بشقه الذي يمثله بن بريك، الذي تطاوله الاتهامات بحملات التهجير للمواطنين المتحدرين من المحافظات الشمالية من عدن، خلال الأشهر الماضية، إلا أن نفوذ هذا التيار، لم يمنع الاغتيالات التي تستهدف السلفيين. في هذا الصدد، تفيد بعض المصادر السلفية بأن الشخصيات المستهدفة من الاغتيالات ليست من المرتبطين ببن بريك، بل إن بعضها على خلاف معه.
من جهته، يعتبر الناشط السلفي، يوسف الشبيلي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "مخطط تصفية علماء ورجال الدعوة السلفية في المحافظات الجنوبية لليمن، يهدف لإفراغ الساحة منهم وإفساح المجال للدعوات التي وُصفت بالمنفتحة، والتي لا ترفع للمخالفات الدينية رأساً. بالإضافة إلى دفع السلفيين إلى حمل السلاح كي يتم حشرهم في زاوية الإرهاب، ثم تتم محاربتهم". كما يرى أن "المخطط يهدف أيضاً لضرب السلفيين ببقية الجماعات الإسلامية، من خلال اتهام جماعات أخرى بالوقوف وراء تصفيتهم، وكذلك فصل سلفيي الجنوب عن سلفيي الشمال".
يشار إلى أن مسلسل استهداف الدعاة السلفيين في عدن، كان قد بدأ في الأشهر الماضية، بعد أن شهدت المدينة العديد من الاغتيالات، أبرزها استهداف الشيخ سمحان عبدالعزيز، المعروف بـ"الشيخ راوي"، في يناير/كانون الثاني الماضي. وقد كان عبدالعزيز أحد قادة "المقاومة" في منطقة البريقة. كما اغتيل في فبراير/شباط الماضي، الشيخ عبدالرحمن العدني، وهو أيضاً من الدعاة السلفيين المعروفين في عدن.
في سياق متصل، جاءت الحوادث الأخيرة في عدن، متزامنة مع عودة لافتة لملف الاغتيالات، إذ اغتيل، أمس الأحد، شخص برصاص مجهولين بينما كان يقود سيارته، في مديرية الشيخ عثمان. عدا عن محاولة اغتيال استهدفت محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، ومدير أمن المدينة شلال علي شائع (تبناها تنظيم القاعدة)، كما شهدت المدينة هجوماً بقنبلة يدوية ألقاها مجهولون في بوابة مطار عدن.
وكان تنظيم "القاعدة" قد دشّن العمليات المسلحة للمرة الأولى منذ أكثر من عام، حين هاجم مسلحوه معسكر الصولبان لقوات الأمن وسيطروا عليه لساعات قبل أن تتمكن القوات الحكومية من استعادة المعسكر، بعد تدخل طائرات التحالف العربي.
الجدير بالذكر، أن حوادث الاغتيالات كانت عنواناً متكرراً للتطورات في مدينة عدن، منذ تحريرها من الحوثيين وحلفائهم في يوليو/تموز العام الماضي. وتركّزت أغلب العمليات على استهداف القيادات الأمنية والعسكرية وقيادات في "المقاومة" بالمدينة، لكن الحوادث الأمنية تراجعت نسبياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة، قبل عودتها أخيراً، مع تنفيذ قوات الأمن بدعم من التحالف عمليات للسيطرة على أحياء كانت ما تزال تحت سيطرة تنظيم "القاعدة"، وأبرزها مديرية المنصورة.