الرئيسية / علوم وتكنولوجيا / لعبة «بوكيمون غو».. جاسوس مجاني يعمل لمصلحة «إسرائيل»
لعبة «بوكيمون غو».. جاسوس مجاني يعمل لمصلحة «إسرائيل»

لعبة «بوكيمون غو».. جاسوس مجاني يعمل لمصلحة «إسرائيل»

24 يوليو 2016 05:45 صباحا (يمن برس)
بعد أن سيطرت لعبة (Pokémon Go) "بوكيمون غو" على عقول الملايين في العالم، وأصبحت الحدث الأبرز، واستطاعت دون سابق إنذار التسلل إلى جميع الدول بسرعة البرق، بدأت هذه اللعبة التي أسماها البعض بـ"الخبيثة"، باجتياح الهواتف الذكية للفلسطينيين، وخاصة سكان قطاع غزة الذي يحمل طابعاً أمنياً خاصاً.

فخلال أيام قليلة، حمل آلاف الفلسطينيين من سكان القطاع التطبيق الخاص بلعبة "بوكيمون غو" على أجهزتهم الخلوية الذكية، وبدؤوا يواكبون ما تقدمه لهم من تسلية وهروب من الواقع المرير الذي يعيشونه بفعل الحصار الإسرائيلي، رغم التحذيرات من الأخطار المترتبة على "إدمان" تلك اللعبة.

وتقوم هذه اللعبة على تقنية الواقع المعزز التي تضيف عناصر افتراضية إلى العالم الحقيقي الذي يظهر عبر الكاميرات الموجودة في الهواتف الذكية، وتعتمد بشكل أساسي على فتح الإنترنت، ونظام (GPS)، الذي يعمل على الأقمار الصناعية لتحديد المواقع، وهو ما يشكل خطراً حقيقياً على حياة الغزيين.

- خطر يهدد الغزيين
ويقول أحد قادة الجهاز الأمني في قطاع غزة لـ"الخليج أونلاين": "إن انتشار اللعبة بشكل كبير على هواتف الشخصية للمواطنين في قطاع غزة، يُشكل خطراً كبيراً أولاً على حياتهم، ثانياً في كشف مواقع تتبع للمقاومة أو المقاومين".

وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أي تقنية حديثة على الهواتف الشخصية للفلسطينيين، تقدم له أي معلومات مجانية عن المقاومة، أو المواقع العسكرية التابعة لها في قطاع غزة، وقد تكون لعبة "بوكيمون غو" وسيلة لذلك، وستستغلها إسرائيل لحسابها".

ولفت القائد الأمني إلى "أن هوس المواطنين في التعامل مع اللعبة الخبيثة، وفتح الإنترنت والكاميرا الخاصة بهم بشكل دائم، والتعامل بنظام تحديد المواقع لـ GPS، وملاحقة البوكيمونات الافتراضية في الشوارع وبين المنازل، سيؤدي إلى مراقبة تلك الهواتف بشكل أكبر من قبل الاحتلال، ومن ثم سيتم توفير كل المعلومات الأمنية اللازمة لها دون أن يعلم صاحب الهاتف الأخطار التي دخل فيها".

ودعا الجميع، وخاصة سكان غزة، إلى عدم التعامل مع لعبة "بوكيمون غو"، والحذر من الأخطار التي يمكن أن يقع فيها متابعو تلك اللعبة، ومدى أهمية وسرية المعلومات التي ستُقدم للاحتلال من خلالها، مشيراً إلى أن "المقاومة في غزة ستنشر خلال الساعات المقبلة تنويهات وإرشادات مهمة تحذر المواطنين من التعامل مع لعبة بوكيمون غو".

الخطر لم يقتصر على سكان غزة، بل سارع الجيش الإسرائيلي إلى حظر لعبة "بوكيمون غو" على أفراده، ومنعهم من المشاركة في اللعبة على الأجهزة الخلوية الذكية في أثناء وجودهم في القواعد العسكرية.

ووزعت إدارة المعلومات الأمنية في جيش الاحتلال على الجنود رسالة تحذير جاء فيها: "اللعبة هي مصدر لجمع المعلومات، لا يمكن المشاركة في هذه اللعبة أثناء التواجد في القاعدة العسكرية"، وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني: إن "مبعث منع هذه اللعبة هو أن المشاركة فيها يتطلب تحديد موقع اللاعب إضافة إلى تشغيل الكاميرا".

وأوضحت الصحيفة أن "إدارة المعلومات الأمنية في الجيش تحاول محاربة استخدام الجنود للتطبيقات وشبكات التواصل الاجتماعي التي تسمح بنشر صور على الشبكة العنكبوتية".

- جاسوس مجاني
بدوره، أكد المهندس محمد طافش، الخبير في مجال تطبيقات الهواتف الذكية، أن المتابع في بداية الأمر للعبة "بوكيمون غو" يظهر له انطباع أنها لعبة عادية جداً، ولكن في علم البرمجيات يظهر عكس ذلك، خاصة أن اللعبة انتشرت خلال أيام قليلة، وغزت العالم بأسره.

وأضاف طافش لـ"الخليج أونلاين": "ما يثير الخوف والقلق من تحميل تطبيق اللعبة، هو فتح الكاميرا للمستخدم والتعرف على موقعه بسبب إتاحة معلومات GPS، وملاحقة أي بوكيمون تجده في طريقك حتى لو كان ذلك بالقرب من موقع أمني خاص بالمقاومة، أو بالكشف عن سر أمني خطير دون قصد".

وذكر أن تطبيق "بوكيمون غو" يجعلك مراقباً للعالم والجميع يعرف أين أنت، ويراقب الكاميرا الخاصة بك في كل مكان تسير له، "وهذا أخطر ما يمكن أن تحمله تلك اللعبة، وخاصة أن الاحتلال الإسرائيلي يتربص بنا، ويحاول جمع أي معلومات أمنية عن كل فلسطيني في غزة".

وتابع: "اللعبة تجعلك تصور كل الأماكن دون أن تدري، يبدأ من بيتك ومحيطه، ثم تصوير أماكن عامة أو أمنية حساسة، وكلها لها بعد أمني، وأخطار تترتب عليها فيما بعد، وكل هذه الصور تسجل، وتنقل إلى سيرفر اللعبة، وكأنك جاسوس مجاني تنقل كل شي للعدو".

كما حذرت المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، فئة الشباب المنجذبة إلى لعبة "بوكيمون"، والتي تتطلب فتح الكاميرا أثناء اللعب، حيث ذكرت المنظمة أن خرائط اللعبة المتصلة بالإنترنت والشبكات للإمساك بـ"البوكيمون"، لكن في الحقيقة أنت تصور منزلك والشوارع ومرافق الدولة، والمنشآت الحكومية، والوزارات، وغيرها، على مدار الساعة.

وأضافت المنظمة أن الكارثة الحقيقية هي تجنيد الشباب في الشوارع والعديد من المنشآت المهمة دون أن يعلم، وكل ما يخطر بباله أنها مجرد لعبة على الإنترنت، ولا يدري أنه ينقل الصورة على الهواء مباشرة لأخطر الأجهزة الأمنية والمخابراتية العالمية من خلال الإنترنت.

يشار إلى أن لعبة "بوكيمون غو" تستخدم تقنية الواقع المعزز، وطورتها شركة "نينتندو"، للهواتف المحمولة التي تعمل بنظامي "أندرويد" و"آي أو إس"، وطرحت الشركة التطبيق في عدد من الدول مجاناً، في 6 يوليو/ تموز الجاري.

ويقوم مبدأ اللعبة على ملاحقة واصطياد ما تسمى بـ"البوكيمونات" الافتراضية، المأخوذة من مسلل لأفلام الكرتون، في مواقع يحددها التطبيق عبر خرائط وأماكن حقيقية باستخدام تقنية "جي بي إس"، ويستخدم التطبيق مكاناً من أرض الواقع، عبر كاميرا و"GPS"، وتدمج في أرض الواقع بوكيمونات وهي عناصر افتراضية تماماً.
 
شارك الخبر