تشن أوساط سياسية إسرائيلية ومجموعات يمينية متطرفة حملة إعلامية ودبلوماسية للمطالبة بطرد الباحثة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة خلود بدوي من وظيفتها، بعد قيامها بنشر صورة لطفلة مقتولة في قطاع غزة على صفحتها على موقع "تويتر".
وكانت خلود بدوي وهي ناشطة سياسية فلسطينية وعاملة في إحدى مؤسسات الأمم المتحدة قد نشرت على صفحتها على "تويتر"، خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، صورة لطفلة فلسطينية مخضبة بالدماء، ويحملها والدها بين ذراعيه، وقد كتبت تعليقا عليها "فلسطين تنزف: طفل يُقتل من قبل إسرائيل ووالد آخر في غزة يدفن ابنه".
طلب اعتذار رسمي
وتفاجأت بدوي بحملة إعلامية شرسة تشن ضدها، حيث تلقت مكاتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في القدس، وفي نيويورك مئات الرسائل التي تطالب بطردها من منصبها وبتقديم اعتذار لإسرائيل، بحجة أن صورة الطفلة مزورة وأن الفتاة كانت قد قتلت في حادث سير في العام 2006 وليس جراء القصف الإسرائيلي الأخير على غزة.
ونشر الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان صورة على أحد مواقع شبكات التواصل الاجتماعي تظهر عائلة إسرائيلية تفترش الأرض للاحتماء من الصواريخ، التي تطلق من قطاع غزة، رداً على الصورة التي نشرتها بدوي.
وبدوره نشر الجيش الإسرائيلي عبر مدونته على الإنترنت بياناً أكد فيه أن الصورة المنشورة للطفلة المقتولة في غزة قديمة وإسرائيل ليست مسؤولة عنها.
ورغم أن بدوي امتنعت عن الرد أو التعليق عما حدث، تتصاعد الحملة ضدها في إسرائيل وتشارك فيها هيئات حكومية ورسمية، وآخر فصولها كان تدخل سفير إسرائيل في الأمم المتحدة رون بروس مطالباً في رسالة وجهها إلى الأمم المتحدة بإقالة بدوي من عملها في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، مدعيا أن الصورة المزيفة قد ألحقت أضرارا جسيمة بإسرائيل.
وطالب السفير الإسرائيلي الأمم المتحدة بتقدم اعتذار فوري لإسرائيل، وبإعادة النظر في طبيعة عمل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لما يقوم به من تكذيب الحقائق لصالح الفلسطينيين، حسب قوله.
حملة مضادة
ومن ناحيتها ردت فاليري أموس، مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة على المطالبة الإسرائيلية قائلةً إنه من المؤسف أن يقوم أحد موظفي الأمم المتحدة بنشر صورة خاطئة على "تويتر"، تتعلق بعملها بشكل مباشر وأن ما نشر لا يمثل آراء مكاتب تنسيق الشؤون الإنسانية ولا يعكس وجهة نظره.
أما المتحدثة باسم المكتب المذكور، أماندا بيت، فأكدت أن خلود بدوي ما زلت تمارس وظيفتها بشكل كامل، حتى الانتهاء من تحقيق داخلي يظهر ما الإجراءات التي يجب اتخاذها بحقها.
وفي المقابل يسعى نشطاء فلسطينيون ومناصرون للقضية الفلسطينية بالقيام بحملة إعلامية مضادة، لمساندة بدوي، وقاموا بنشر تقريرٍ سابق لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية "بيت سيلم"، يثبت أن الطفلة المتوفاة التي تظهر في الصورة كانت قد قتلت في العام 2006 نتيجة وقوعها عن أرجوحة بعد أن سقطت قذيفة إسرائيلية على بعد 100 متر منها وليس نتيجة حاثة اصطدام سيارة، كما ادعت إسرائيل.
كما نشر النشطاء الفلسطينيون عشرات العناوين البريدية الخاصة لمسؤولين في الأمم المتحدة، على أن يجري إرسال رسائل لهم تحثهم على الإبقاء على خلود بدوي في وظيفتها وتوضح أن الحملة الإسرائيلية ضدها هي مجرد ذريعة للضغط والانتقام من عمل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بسبب عمله المتميز في توثيق الجرائم الإسرائيلية الممارسة ضد الفلسطينيين.