الرئيسية / تقارير وحوارات / ما وراء تقاطر المسؤولين الغربيين إلى اليمن خلال الفترة الراهنة ؟
ما وراء تقاطر المسؤولين الغربيين إلى اليمن خلال الفترة الراهنة ؟

ما وراء تقاطر المسؤولين الغربيين إلى اليمن خلال الفترة الراهنة ؟

13 مارس 2012 11:01 صباحا (يمن برس)
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء عقب انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا في 21 فبراير الماضي ، زيارة العديد من المسؤولين الغربيين ، للتهنئة احيانا وللمشاركة في عملية انتقال السلطة التي رسمتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، حسب ما يتم اعلانه من قبل وسائل الاعلام الرسمية .

مصدر سياسي يمني بصنعاء اشار إلى ان تلك الزيارات التي يقوم  بها مسؤولين غربيين إلى اليمن خاصة البريطانيين ، تأتي في اطار توزيع الادوار بين تلك الدول بشان مواصلة تنفيذ التسوية السياسية التي بدأت بتوقيع المبادرة الخليجية في نوفمبر الماضي ، والتي باركها العالم ، والتي تم بموجها تشكيل لجنة عسكرية لإعادة القوات إلى ثكناته وإزالة المظاهر المسلحة من المدن ووقف العنف، وإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة وانتخاب رئيس جديد للبلاد ،  لتدخل اليمن مرحلة انتقالية ثانية هي الاصعب ،لتضمنها أهمل القضايا المتمثلة بالحوار الوطني الشامل وإعادة هيكلة وهما امران يحملان الكثير من الصعاب والحساسية، لذى يتطلب تعاون دولي وإقليمي كبير لتنفيذيهما.

وأضاف: الزيارات المكثفة لمسؤولين ودبلوماسيين غربيين إلى صنعاء يبعث على  التفاؤل لا الريبة ، حيث ان العملية السلمية في اليمن تسير تحت رقابة واشراف دولي وهذه ضمانة لجميع الاطراف ، كما تعد وسائل ضغط عليهم حتى لا يتنصل اي من الموقعين على المبادرة الخليجية عما وقع عليه.

موضحا ان  الزيارات تأتي في اطار المخاوف التي تشعر بها تلك العواصم من  انهيار العملية السياسية في اليمن ودخول البلاد في اتون حرب قد تؤثر بشكل  مباشر على مصالحها وأمنها القومي، واستشعارا للخطر المحدق في حال دخلت اليمن في حروب وصراعات على منابع النفط وطريقه الدولي الذي يربط منابعها بعواصم الدول الغربية.

وأشار إلى ان معظم تلك الزيارات تحمل الطابع التعاوني المحفوف بالحذر من المجهول ، خاصة وان اليمن تمثل لتلك الدول مرتعا للإرهاب ومصدر للمتاعب، وانهياره سيزيد من الوضع سواء .. لذا تسعى تلك الدول بكل ما لديها من وسائل للسيطرة على الوضع من خلال تقديم المساعدات احيانا ، وتقديم المقترحات والتشاور والحلول والضغط .. فهي تستخدم ورقتي الدعم والتهديد في آن واحد في حواراتها مع صنعاء – حسب وصفه.

في هذا الصدد استقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال الساعات القليلة الماضية مسؤولين بريطاني وهولندي وقبلها بساعات وزير الخارجية الالماني ، لكن لغة الدبلوماسية كانت السائدة في تصريحات الجانبين.

وحسب وكالة الانباء اليمنية الرسمية سبأ فقد استقبل الرئيس هادي ، الاثنين بمكتبه بدار الرئاسة وزير التعاون الدولي والشؤون الأوروبية بن كناين الذي وصل إلى صنعاء اليوم مبعوثا من الحكومة الهولندية في زيارة دعم ومساندة لليمن.

واستعرض اللقاء طبيعة الوضع السياسي والاقتصادي والأمني وما لحقه من أضرار بليغة على الحياة العامة في اليمن وبصفة خاصة منذ نشوب الأزمة مطلع العام الماضي. مشيرا إلى أن القوى السياسية بعد ذلك قد اتفقت على قبول المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة كمخرج مشرف وسليم لإنقاذ اليمن من الجنوح إلى العنف والحرب، وحيث كان اليمن على مفترق الطرق، وقد تغلب خيار الوئام والسلام والعبور إلى الغد المأمول بطريق نحو تطبيق المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم 2014 إلى محطة الانتخابات الرأسية المبكرة التي جرت في 21 من فبراير الماضي بنجاح كبير وكان لها دلالات كبيرة بأن الشعب اليمني أراد الخروج من الأزمة بعزيمة كبيرة عكستها تلك الانتخابات من اجل التبادل السلمي  للسلطة.

المسؤول الهولندي اكد من جانبه وقوف بلاده إلى جانب اليمن ، مشيرا الى انهم يدركون حجم التحديات التي تواجهها القيادة الحالية على مختلف المستويات. وقال لهادي :” نحن في هولندا نقدر شجاعتكم وزعامتكم الاستثنائية في الظرف الاستثنائي لليمن ونعبر عن التهنئة الخالصة لليمن لخروجه من الأزمة بطريقة سياسية ومدروسة أساسها المبادرة الخليجية جنبت اليمن مآسي الحروب والانقسام والاختلاف وهناك أعمالا كثيرة ومهام وتحديات صعبة نتمنى أن تتجاوزوها بسلام وستعمل هولندا بصفة منفردة وكذلك مع الاتحاد الأوروبي والمانحين على مساعدة اليمن في المستقبل القريب وبما يدعم عملية نجاح المرحلة الانتقالية بصورة كاملة “.

كما استقبل الرئيس هادي وزير الدولة في وزارة التنمية الدولية البريطانية آلان دونكن الذي وصل إلى صنعاء حاملا رسالة خطية من جلالة الملكة إليزابيث ملكة المملكة المتحدة.

واستعرض الوزير البريطاني مع الرئيس ،مجريات تنفيذ التسوية السياسية التاريخية في اليمن المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 حتى الانتهاء من المرحلة الأولى بالانتخابات الرئاسية المبكرة والولوج إلى المرحلة الثانية التي ستكون حافلة بالمهام الكبيرة التي يأتي في طليعتها الحوار الوطني الشامل لكل أطياف ومكونات الشعب اليمني السياسية والحزبية والثقافية والاجتماعية.

وقد أشاد المسئول البريطاني بتلك الجهود العظيمة والاستثنائية التي بذلها الرئيس عبدربه منصور هادي في سبيل تجنيب اليمن ويلات الصراع والحرب الأهلية.

وقال:” نحن في المملكة المتحدة فخورين بالعلاقات الثنائية الطيبة مع اليمن وبما نقوم به من تعاون على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والإنسانية خصوصا عبر الرعاية الاجتماعية والصحية الأولية“.

مشيرا إلى تقديم مساعدات في مجال الرعاية الصحية تقدر بـستة ملايين جنيه استرليني غير المساعدات التي تقدم بصورة ثنائية وعبر الدول المانحة ومجموعة أصدقاء اليمن والمتضامنة مع المجتمع الدولي لإخراج اليمن من الظروف الصعبة والأزمة الطاحنة إلى آفاق التطور والنماء.

إلى ذلك بحث رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد باسندوة مع وزير التعاون الدولي والشئون الأوروبية الهولندي بن كنابن والوفد المرافق له الذي يزور اليمن حاليا، الجهود المبذولة لاستكمال تنفيذ المرحلة الانتقالية الثانية في اليمن وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة، والنجاح المحقق في المرحلة الأولى بالانتقال السلمي للسلطة والتفاعل الشعبي مع انتخاب رئيس جديد، والدعم الدولي المطلوب لمساعدة اليمن على مواجهة التحديات الراهنة خاصة الاقتصادية والتنموية، وبما يكفل تجاوز الوضع الراهن والعبور بالبلد إلى بر الأمان.

وبحث اللقاء التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي يضم كافة الأطياف السياسية في اليمن لطرح جميع القضايا والمشكلات التي تواجه البلد بشفافية وإيجاد الحلول الناجعة لها، وكذا الدور الهولندي المطلوب لدعم ومساندة اليمن خلال المرحلة القادمة في الجوانب الاقتصادية والتنموية، بما في ذلك ترتيبات عقد مؤتمر أصدقاء اليمن المقرر الشهر القادم في العاصمة السعودية الرياض.

وقد أكد الوزير الهولندي دعم بلاده لليمن .. مشيرا إلى استعداد رجال الأعمال الهولنديين للاستثمار في اليمن.

ومع كل ذلك يبقى السؤال مطروحا .. ما وراء تقاطر المسؤولين الغربيين إلى اليمن خلال الفترة الراهنة خاصة البريطانيين؟
شارك الخبر