أعلنت مصادر رسمية في اليمن الجمعة، مقتل خمسة عسكريين، بينهم ضابط برتبة مقدم، في هجوم شنه مسلحون ينتمون لجماعة "الحوثيين"، في الوقت الذي أعلن فيه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وفاة أحد أبرز قيادييه في اليمن.
وقالت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، في بيان، إن القتلى، وبينهم قائد كتيبة باللواء 103 مشاة، سقطوا بعد أن "طالتهم أيادي الغدر والخيانة، من قبل العناصر الحوثية"، في منطقة "الحيرة"، بمديرية سفيان، التابعة لمحافظة عمران، صباح الخميس.
ولفت البيان، الذي أوردته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إلى أن الهجوم وقع بينما كان المقدم نشوان علي أحمد الكليبي وعدد من رفاقه، في طريقهم، على متن سيارة أجرة، من محور "صعدة"، إلى العاصمة صنعاء، لقضاء إجازتهم السنوية بين أهلهم وذويهم.
وذكرت الوكالة الرسمية أن "الحادث الإجرامي الجبان" أدى أيضاً إلى جرح الملازم محمد عبدالله حبشي، والذي لا يزال محتجزاً لدى العناصر الحوثية، وفقدان شخص آخر، لم يتم الكشف عن هويته على الفور.
وذكر البيان أن "قيادة وزارة الدفاع، ورئاسة الأركان، وهي تنعي الشهيد نشوان ورفاقه، فإنها تدين وبشدة هذا الحادث الإجرامي البشع، وتطالب القيادة السياسية العليا، ومجلس النواب، والحكومة، والأحزاب، والتنظيمات السياسية في الوطن، بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الأعمال الغادرة والطائشة."
كما دعا البيان إلى "وضع حد للاعتداءات المتكررة على منتسبي القوات المسلحة والأمن، والتي تواجهها المؤسسة الدفاعية بأقصى درجات المسؤولية الوطنية وضبط النفس، حرصاً منها على الوئام والسلم الاجتماعي، وتهيئة الأجواء المناسبة لاستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية."
يُذكر أن الجيش اليمني خاض ستة حروب مع الحوثيين، دون أن يتمكن من القضاء عليهم، ووقعت المواجهات الأخيرة عام 2009 عندما امتد الصراع إلى المملكة العربية السعودية التي قامت بعمليات عسكرية ضد الحركة.
إلى ذلك، أعلن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، في بيان له الجمعة، وفاة أحد أبرز قادته في اليمن، وهو محمد أحمد الحنق، وقال إن "الشيخ المجاهد" توفي على فراش المرض، ولفت إلى أنه أفلت مراراً من الموت على "أيدي أعدائه."
وأضاف البيان، الذي نشر على عدد من المواقع "المتشددة"، قائلاً: "إننا نعزي الأمة المسلمة، ونخص منهم قبيلة أرحب الأبية، في وفاة شامة أعيانها، وفخر وجهائها، الشيخ المفضال، والداعية المجاهد، أبي عمر محمد الحنق.. الذي توفي ليلة الأحد (4 مارس/ آذار) بعد مرض ألم به، فارق الحياة على أثره."
وفيما أشار البيان، الذي أمكن لـCNN بالعربية الحصول عليه، إلى أن الحنق توفي في "إمارة وقار"، بولاية أبين، فقد تابع بقوله: "وبذلك ودعت الأمة حكيماً من الحكماء، وشيخاً من شيوخ الجهاد والنصرة، وعلماً من أعلام البذل، وفارساً من فرسان الدعوة."
وذكر البيان أن القيادي القاعدي "نجا مرات عديدة من موت محقق على يد أعدائه من الصليبين وأعوانهم، الذين تربصوا به على مدى السنوات الماضية"، كما أشار إلى أن أحد أبنائه "عمر"، قُتل في "الحملة الصليبية" على العراق، بينما قُتل الآخر "نور الدين" في غارة أمريكية يمنية على أرحب، قبل ثلاث سنوات.
ويُعتقد أن محمد أحمد الحنق، الملقب بـ"أبي عمر"، يقف وراء تهديدات إرهابية عام 2010، دفعت السلطات الأمريكية والبريطانية إلى إغلاق سفارتيهما في صنعاء بشكل مؤقت.
وفي أعقاب تلك التهديدات، ثارت تكهنات بمقتل الحنق أو اعتقاله، في هجوم استهدفه بمنطقة أرحب، إلا أنه عاد للظهور مجدداً، ليؤكد نجاته من ذلك الهجوم.