لم يكن الإعلامي السعودي عبدالله حمير القحطاني يتوقع أن يمسك هاتف طفل لم يتجاوز الـ12 من عمره ليجده مليئاً بروابط لمواقع جنسية عبر تويتر، وصدمته الأكبر كانت عندما تكرر الأمر مع هواتف أغلب أقاربه الأطفال.
القحطاني وبعد البحث تبيّن له أن هذه المواقع معروفة بين أغلب زملائهم في المدرسة وهم مدمنون على زيارتها يومياً، وهنا قرر إطلاق حملة واسعة للقضاء على تلك الحسابات ومن هنا بدأت فكرة #حملة_القضاء_على_الحسابات_الإباحية".
وحمّل الشاب السعودي إدارة موقع تويتر المسؤولية كاملة، مهدداً بمقاضاتها قائلاً: "إدارة تويتر بلا شك تتحمّل كامل المسؤولية، والأهم بالنسبة لي كسعودي إذ اكتشفنا أنه يوجد عدد هائل من الحسابات الجنسية العربية موجهة للمغردين في الشرق الأوسط، وأغلبها ينشر تغريدات بشكل تلقائي طوال اليوم، بمحتوى صور وروابط إباحية، من خلال تطبيق آلي، بحيث كل من يفتح هذه الروابط يدخل مباشرة إلى مواقع إباحية إما عربية أو أجنبية".
ويضيف لـ"هافينغتون بوست عربي" أنه سيقاضي جاك دورسي، المؤسس المشارك الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر" الأميركية وشركة تويتر في المحاكم الأميركية، وسيشكل فريقاً من المحامين العرب وغير العرب، المتطوعين والمتعاطفين مع هذه الحملة، مطالباً تويتر بتعويض ماليّ لا يقل عن مليار دولار "لإصلاح ما أفسده لدى الأسر والمجتمع"، على حدّ وصفه، مشيراً إلى أنه على ثقة من كسب هذه القضية، بما يملكه من أدلة وإثباتات تؤكد التورط في الترويج للجنس من خلال تويتر.
التبليغ عن هذه المواقع
التبليغ عن المواقع "المشبوهة" - كما يصفها القحطاني - لم يكن الخطوة الفعلية المتخذة من قبل الحملة، بل قاموا بإنتاج فيلمين حول طرق التبليغ بشكل مبسّط.
وذكر القحطاني أنه تمت الاستعانة بهاكرز من أجل تحقيق هدف الحملة، موضحاً "أعلم أن التعاون مع الهاكرز يعتبر مخالفاً للأنظمة والقوانين العالمية، ولكن وجدت نفسي مجبراً على ذلك، فطالما أن هذه الحسابات الإباحية ومن يقف وراءها يشنون علينا حرباً قذرة، كان من الواجب علينا استخدام سلاح الهاكرز كسلاح ردع".
فهذه المواقع الجنسية - بحسب القحطاني - تهدف إلى إغراق الشباب، وبات كل أب وأم يحاول إبعاد أبنائه عنها رغم صعوبة ذلك؛ نظراً للانفتاح التقني.
الجائزة 3 ملايين ريال سعودي
وبلغ عدد المشاركين أكثر من 20 ألف مغرد، ويوضح القحطاني أن "العدد في تزايد يومي، وهناك جوائز تحفيزية للمشاركة في الحملة تصل قيمتها إلى نصف مليون ريال سعودي".
وتكفل القحطاني من حسابه الخاص بجوائز ودعم مالي بهدف الإبلاغ عن الحسابات المسيئة أو اختراق تلك الحسابات وتدميرها، وتبرع بمبلغ 3 ملايين ريال سعودي (أي يعادل 800 ألف دولار أميركي) لذلك.
وسيتم تقديم تلك المبالغ لأكثر 5 هاكرز يقدرون على اختراق الحسابات الجنسية على تويتر، ولا تقف الجوائز عند هذا الحد بل تبرع أيضاً بسيارتين موديل 2016 بعد مضي عام على بداية الحملة للشخص الأكثر تبليغاً عن تلك الحسابات، والأكثر تهكيراً لها.
ورفض القحطاني ذكر المواقع التي تستهدف الشباب السعودي تحديداً بالقول: "لا أحبذ الإشارة إليها ذكر هذه المواقع، ولكن الروابط التي تنشرها الحسابات الجنسية تظهر لنا مواقع أجنبية وكذلك مواقع عربية، وتزعم أنها خليجية، من حيث نشر صور خليجيات".
وما إن بدأت #حملة_القضاء_على_الحسابات_الإباحية إلا وبدأ منظمو الحملة في تلقي الكثير الرسائل والاستفسارات من الآباء والأمهات، من خلال الخاص بالحساب الرسمي في تويتر، وبرنامج واتساب، والرقم المخصص للحملة الذي تم تجهيزه بموظفين على مدار الساعة للرد على استفسارات المشاركين في مسابقة الحملة، ليروي قصصاً مثيرة لا تصدق عما أحدثته تلك الحسابات بالمراهقين، وكيف تحول هؤلاء إلى عالة على أسرهم ومصدر خوف للأسرة والمجتمع.