الرئيسية / تقارير وحوارات / المرأة اليمنية تعاني إرث صالح وبطش الانقلابيين
المرأة اليمنية تعاني إرث صالح وبطش الانقلابيين

المرأة اليمنية تعاني إرث صالح وبطش الانقلابيين

24 مارس 2016 10:12 صباحا (يمن برس)
المرأة اليمنية التي لعبت أدواراً مهمة على مر التاريخ، باتت تعاني الأمرّيْن من ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح. معاناة لا تقتصر على ويلات القتل والدمار والنزوح والفقر وانقطاع الخدمات العامة، بل تمتد لانتهاكات سافرة بحقها، ومصادرة حقوقها وحرياتها.
 
الحرب التي افتعلها الحوثيون وحليفهم المخلوع، تركت آثارها على كل مناحي الحياة في اليمن، ودمرت الكثير من قطاعاته الحيوية، وأضافت عبئاً كبيراً على كاهل النساء اليمنيات، وسلبتهن حقوقاً حصلن عليها خلال الأعوام القليلة الماضية.
 
مهام شاقة
 
الدمار الذي خلّفه الانقلابيون فاقم معاناة اليمنيات، في ظل انقطاع الخدمات العامة ونقص أو انعدام مستلزمات الحياة الأساسية، ما أجبرهن على القيام بمهام شاقة لإعالة أسرهن، وتلبية احتياجاتها من خلال استخدام بدائل بدائية شاقة ومرهقة، مثل الاحتطاب ونقل المياه من الآبار وإنارة المنازل بالشموع أو المصابيح القديمة، فضلاً عن مشقة الأعمال المنزلية اليومية.
 
ويقول الخبير الاجتماعي أحمد حمود إن «المرأة اليمنية تعاني من ظروف النزوح واللجوء والتهميش وتفاقم مشاعر الحزن وخيبة الأمل». ويضيف إن «الحرب زادت من مشكلات المرأة ومسؤولياتها، فهي تسعى إلى سد الثغرات الاقتصادية للأسرة التي يخلفها غياب الرجل في المعارك، كما إن الحرب أدت إلى اتساع رقعة الفقر بين النساء وجعلتهن أكثر عرضة للتعدي على حقوقهن».
 
جرائم ضد الإنسانية
 
وتؤكد ناشطات يمنيات أن الحوثيين أشد بشاعة من نظام المخلوع علي عبدالله صالح، فهم يستهدفون النساء ويضيّقون الخناق عليهن على الصعد كافة .
 
وتقول الناشطة الحقوقية بشرى العامري إن ميليشيات المخلوع والانقلابيين تمارس أبشع أنواع وصور الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية في حق المرأة اليمنية، التي تتعرض منذ بداية الانقلاب إلى القتل والاعتقال والخطف، والتعذيب والتهديد بالاغتصاب، والتحرش اللفظي والجنسي، لاسيما في العاصمة صنعاء التي تشهد أبشع تلك الانتهاكات.
 
وبحسب إحصائيات، فإن نحو ربع الضحايا المدنيين في اليمن هم من النساء، حيث تمثلن نسبة 20 في المئة من القتلى و25 في المئة من الجرحى.
 
استهداف الناشطات
 
ورصدت منظمات إنسانية أخيراً أكثر من ثلاثين انتهاكاً ضد ناشطات، حيث يزعم الانقلابيون أن ممارسة المرأة العمل الحقوقي والنشاط السياسي «انسلاخ عن الإسلام». إلا أن تلك الممارسات البشعة لم تثنِ نساء اليمن عن تنظيم تظاهرات حاشدة ضد الانقلابيين، للتنديد بجرائمهم، والمطالبة بدولة مدنية خالية من الميليشيات والعصابات ومغتصبي السلطة.
 
انتهاك حرمات
 
كما أصبحت المرأة تتعرض للتوقيف والتفتيش في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون، الذين لا يتورعون عن اقتحام البيوت وانتهاك حرماتها في مخالفة صريحة للدين والأعراف والتقاليد، في حين يتعمد إعلامهم المشين تشويه صورة المرأة اليمنية بزعم أنها تسعّر الحرب وتضحي بأبنائها.
 
وتقول الناشطة اليمنية، المحللة السياسية وسام باسندوه: «بعد أن حققنا ما يشبه الإنجاز في قضايا المرأة والطفل، أطلت علينا هذه الجماعة المغتصبة للسلطة، والتي يغيب عن كل أجهزتها ومكوناتها أي تمثيل أو حضور للمرأة».
 
نظام المخلوع
 
انتهاك الانقلابيين لحقوق وحرمة المرأة اليمنية له جذور قديمة، حيث همّش نظام المخلوع اليمنيات وسلبهن حقوقهن.
 
وكشفت تقارير محلية ودولية صورة سوداوية لحجم معاناة اليمنيات في ظل حكم المخلوع وتمرد الانقلابيين، وأظهرت الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي تتعرض لها المرأة في اليمن، وما تعانيه من حرمان وعدم مساواة.
 
وذكرت شبكة إعلاميون من أجل مناصرة قضايا المرأة أن أبرز صورة لمعاناة اليمنيات منذ حكم المخلوع تتمثل في الفقر المدقع وانعدام الأمن الغذائي والعنف الأسري والاجتماعي والتمييز.
 
30 %
 
أنصفت المبادرة الخليجية المرأة في اليمن، حيث نصت آليتها التنفيذية على ضرورة إشراكها كعنصر مجتمعي مهم في مؤتمر الحوار الوطني، وهو ما قامت به اللجنة الفنية التي أعدت لمؤتمر الحوار الوطني، حيث فرضت على الأحزاب والقوى السياسية المشاركة حصة للمرأة لا تقل عن 30 في المئة من عدد ممثليها في المؤتمر، بالإضافة إلى تمثيل خاص للنساء المستقلات بـ 40 عضواً.
 
شارك الخبر