الرئيسية / محليات / يمنية استيقظت ووجدت رسائل قبول من أشهر 5 جامعات عالمية..اقرأ نصائحها للالتحاق بهارفارد وأوكسفورد
يمنية استيقظت ووجدت رسائل قبول من أشهر 5 جامعات عالمية..اقرأ نصائحها للالتحاق بهارفارد وأوكسفورد

يمنية استيقظت ووجدت رسائل قبول من أشهر 5 جامعات عالمية..اقرأ نصائحها للالتحاق بهارفارد وأوكسفورد

20 مارس 2016 07:30 مساء (يمن برس)
ماذا لو استيقظت ذات صباح ووجدت في بريدك رسائل قبول من 5 جامعات عالمية كبرى؟ هل سيكون من السهل عليك اختيار إلى أي واحدة ستنتمي؟ هذا ما وقع للصحافية اليمنية صفاءعبد السلام كرمان، حين تمكنت من الحصول على قبول من جامعات هارفارد، وأكسفورد، وكولومبيا، وجورج تاون وبركلي، لتطلب من أصدقائها على فيسبوك مساعدتها في تحديد الاختيار الصحيح.

تقول صفاء، التي كانت أول صحفية يمنية تنضم للجزيرة وعملت في مقرّ القناة بالدوحة لـ 5 أعوام وكانت من أبرز الصحفيين الذين غطوا ثورات الربيع العربي، إنها لم تستطع بعد أن تحدد الجامعة التي ستلتحق بها كون كل البرامج مغرية، لكنها تحاول أن تختار ما بين جامعتي هارفارد وأكسفورد، فالبرنامجان مختلفان، حيث توفر لها هارفارد دراسة القانون بينما تضمن لها أكسفورد السياسة العامة.

الحصول على القبول
تضيف صفاء في حديثها مع "هافينغتون بوست عربي" أنها تحاول أن تجمع بين الاثنين إن أمكن، لأن الجامعتين تسمحان بتأجيل الدراسة لعامٍ واحد في حالة وجود أسباب مقنعة، قبل أن توضح "إن لم يكن الأمر ممكناً، فعلى الأغلب أني سأختار جامعة هارفارد، لأنها حلم طفولتي".

وعند قصة حصولها على القبول من أفضل الجامعات العالمية، تؤكّد الصحافية الشابة أن ذلك لم يكن سهلاً، حيث عملت منذ تخرجها من الثانوية على بناء سيرة ذاتية قوية ومتنوعة، سواء بالتحصيل العلمي أو المهني أو النشاط الاجتماعي، وبعد انتهاء سنواتها الخمس في الجزيرة، كان لديها شعور عميق بأنه الوقت المناسب للاكتساب المعرفي وتطوير نفسها أكثر.

يقول باولو كويلو في كتابه الخيميائي "عندما ترغب في شيء، يتآمر الكون كله ليسمح بتحقيق رغبتك"، وتعتقد صفاء أن ذلك ينطبق عليها، ففي شهر سبتمبر/أيلول 2015، وبعد انقطاع طويل، كانت في اتصال مع زميلها وضاح الشجاع، الذي كان الداعم الأول لها في التقديم للجامعة، حيث فوجئت حينما أخبرها أنه يَدرس بهارفارد، ليوقظ حلم الدراسة بتلك الجامعة الدفين في داخلها منذ سنوات، خصوصاً حينما أخبرها بأن شروط القبول بها متوفرة عندها.

بعد تلك المحادثة، بدأت صفاء مشوار البحث عن المجال الذي يناسبها لإتمام دراستها بسلك الماجستير والذي يضمن لها فرص قبول أكبر بالنظر إلى خبرتها المهنية وخططها المستقبلية، فسافرت إلى بوسطن الأميركية وبقيت هناك أسبوعين لتتشبع من جو الجامعة وتتعرّف أكثر عليها وتستأنس بتجارب من سبقوها إليها.

ولأنها تضع دائماً احتياطات للفشل، كما أوضحت، فإنها قدمت على عدة برامج وقُبلت في 5 أهمها في جامعتي هارفارد وأكسفورد.

نصائح للشباب العرب
تنصح صفاء، وهي شقيقة توكّل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام، الشباب العرب أولاً بالصبر، بالنسبة لها كل شيء يأتي في وقته. كما تدعوهم إلى تطوير ذواتهم وعدم فقد الإيمان بأنفسهم "لأنه حتماً ستأتيك فرصة من مكان ما في وقت ما، والمهم أن تكون جاهزاً حينما تأتي".

وتضيف لـ"هافينغتون بوست عربي" رغم تصغير الكثيرين للشباب أمام أنفسهم، ومحاولاتهم إفقادهم الثقة في أنفسهم، إلا أن "علينا كشباب أن لا نقل لا لأي فرصة نكتسب منها مهارة في الحياة، فكل شيء تتعلمه سيأتي يوم ما وتنتفع منه". لكنها لا تنسى أن تنبه إلى ضرورة إتقان الإنجليزية لأنها تفتح آفاق المستقبل.

ومن أجل الحصول على قبول من جامعات عالمية مشهورة، تقول إن هناك شروطاً عامة لابد من توفرها كمستوى اللغة الإنجليزية وتجاوز عدد من الامتحانات المطلوبة بحسب كل تخصص، غير أن هذه الأشياء عادة لا تكفي للدخول في هذه الجامعات، فالعالم مليء بالمتفوقين وما يرجح الكفة في اعتقاد صفاء هو معرفة نقطة قوتك التي ستقنع مثل هذه الجامعات بأنك مميز عن بقية المتقدمين، من خلال الربط ما بين قصتك وتجاربك الشخصية وهدفك المستقبلي وما ستقدمه الجامعة لك.

قطعة تكمل الأخرى
"التقديم على هذه الجامعات مثل أحجية الصورة، كل قطعة تكمل الأخرى حتى إذا انتهت لجنة التقييم من قراءة كامل أوراق التقديم رأت أمامها صورة كاملة عنك"، هكذا تشرح أكثر الطريقة التي يمكنك أن تضمن بها قبولاً من هارفارد، وتزيد بأن هذا النوع من الجامعات يريد أن يتعرف على الطالب من جانبين، "الأول علمي عملي يظهر في سيرتك الذاتية ونتائج الاختبارات. والثاني شخصي، وهو ما يظهر في المقالات التي تكتبها للإجابة عن أسئلة التقديم، وفي التزكيات التي يكتبها المسؤولون عنك، سواء أساتذة أو مدراء عمل".

وتنصح الشباب العربي أيضاً بالاطلاع على مقاطع الفيديو والمعلومات التي تنشرها الجامعات للراغبين في الانضمام إليها، حيث إنها تحتوي على إرشادات للطلاب حول الأمور التي ينبغي أن يضعوها بعين الاعتبار عند التقديم لها، ومن بينها الحديث عن تجربة شخصية مرّ بها المتقدّم تسمح للجنة بالتعرف عليه أكثر.

المسار المهني أم التكوين الأكاديمي
كثيرون يجدون أنفسهم ذات يوم في مفترق طرق، ويجبرون على الاختيار ما بين المسار المهني والتكوين الأكاديمي، غير أنه بالنسبة للصحافية صفاء، فإن المسارين المهني والأكاديمي يكملان بعضهما البعض، أهم شيء هو التوقيت، بحيث تستطيع أن تُحدد وقت الدراسة ووقت العمل الصحيح، "وهذه أمور تفرضها ظروف الشخص وفرصه وما يريد، والأهم هو أن يكون مسارك مبنياً على ما تريد وتبدع فيه وليس على ما فرضته الظروف عليك وقررت الاستسلام له"، حسب تعبيرها.

ويتطلب اتخاذ القرار ما بين المسار المهني والتكوين الأكاديمي في بعض الأحيان كثيراً من الشجاعة والمغامرة، وعن هذا تقول إن على الفرد أن يُصغي لإحساسه الداخلي جيداً، لأنه لا يخذل، وهو ما لجأت إليه حينما احتارت ما بين الاستمرار في العمل داخل قناة الجزيرة والتقديم للجامعات، لكنها لا تنسى أن تنبّه إلى ضرورة أخذ احتياطاتٍ للفشل عند خوض المغامرة.

وتختم الصحافية اليمنية كرمان حديثها لـ"هافينغتون بوست عربي" بالقول أنها تعتبر الجزيرة بيتها الأول دائماً، لكن قرار الالتحاق بالجامعة كان مغامرة تستحق الخوض،" الخطوة التي سأقدم عليها كبيرة، حيث سأواصل دراستي ومشواري العلمي، وتحقيق حلمي في أن أكون في المجال الذي أحب، وحلم والدي في أن أكون خليفته في القانون، كما أني سأبذل جهدي لخدمة مجتمعي من خلال ما كسبته من خبرة في الإعلام وما سأكتسبه من معرفة في القانون".
شارك الخبر