تأمين حرية الإنسان في العيش في وطن آمن بلا عوز وفقر وجهل وأمية وأمراض على قائمة إهتمام معالي العسعوسي الكويتية التي تقيم في اليمن. هجرت بلادها من أجل احتراف العمل الخيري في مساعدة الفقراء والمحتاجين والنساء المعوزات والأطفال والأيتام وهي تقدم ما تعجز حكومات وهيئات خيرية عنه في المناطق الأشد ضررا. تصل إليهم معالي بكل سهولة فهي هناك منذ ما يقارب تسع سنوات ولم تتخل عنهم الآن وسط القصف وأصوات القنابل.
ومن أجل تمكين الإنسان والمرأة تحديدا قامت بتأسيس مبادرة «تمكين « في 2007 في الجمهورية اليمنية، والتي تحولت إلى مؤسسة تنموية تحمل على عاتقها مهمـة الإسهام في الارتقاء بنوعية حياة أفضل للمجتمع بشكل عام والمرأة والأطفال بشكل خاص، من خلال إنشاء المشاريع التنموية بلا أهداف ربحية.
وحرصت على توسيع أعمال المؤسسة في منطقة الشرق الأوسط بإقامة العديد من الشراكات المحلية والتي أثرت المؤسسة بالدعم الفني والمادي. أما عالميا، فمنذ بداية تأسيس المبادرة قامت العسعوسي بعقد عدة شراكات مع المنظمات العالمية وذلك من أجل تطوير ورفع مستوى اداء العمل المؤسسي التنموي حتى يتماشى أداء المؤسسة مع المبادئ والقوانين والجودة العالمية. وأيضا في مطلع عام 2010 عقدت شراكة مع (ALIF.US ) وذلك لدعم الأسر المنتجة والمهمشة في جمهورية أثيوبيا وكانت تلك بداية لمشاريع كبرى في المستقبل القريب. ولتكملة مشوار رسالتها الإنسانية انضمت مؤخرا لجمعية العون المباشر والتي أسسها المرحوم د.عبدالرحمن السميط لتترأس قطاع اليمن، وتعتبر معالي العسعوسي أول امرأة تترأس مكتبا خارجيا في تاريخ العون الذي يعود إلى 33 سنة.
ترشحت في عام 2011 لتكون أفضل شخصية إنسانية في الخليج العربي، وأيضا حصلت مؤسسة «تمكين» ولأول مره على جائزة «أفضل مبادرة مستقلة» ضمن جائزة رواد المجتمع المدني في العام نفسه، كما حصلت العسعوسي على جائزة «الخدمة المجتمعية» ممثلة عن الكويت عام 2013 وصنفت ضمن الــ (35) إمرأة اللاتي غيرن العالم العربي في كتاب (Arab Women Rising) الذي أصدرته جامعة (Wharton) في الولايات المتحدة الأمريكية للعام 2014. كما اختيرت في نهاية 2014 لعرض تجربتها في مؤتمر جامعة هارفارد السنوي في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي مطلع 2015 صنفت في قائمة أقوى 100 امرأة عربية نضير انجازاتها في تنمية المجتمع والعمل الإنساني. وحصلت مؤخرا على جائزه التميز في العمل الإنساني للعام 2016 في الكويت. من خلال رحلتها في عالم العطاء المجتمعي استطاعت العسعوسي تغيير حياة أكثر من 120 الف أسرة ومساعدتها لتصبح أسرا منتجة في مجتمعاتها، وأنقذت أكثر من 24500 شخص في اليمن من العمى وأمراض العيون، حيث سعت لتوفر لهم جراحات وعلاجات مجانية، كما شاركت في تدريب وتأهيل وتمكين أكثر من 120 جمعية ومؤسسة غير ربحية ومبادرة شبابية في منطقه الشرق الأوسط في مجال الخدمة المجتمعية. وبهذا تكون معالي العسعوسي أول امرأة كويتية في منطقة الخليج رسمت في مخيلتها أهدافا سامية نفذتها بجدية واقتدار من أجل تغيير حياة آلاف البشر حول العالم وقد التقتها «القدس العربي» في هذا الحوار.
تحدثت عن وضع الإنسان في اليمن، وسط ظروف الحرب فقالت: قبل أن تطأ قدماي اليمن عام 2007، تخيلتها مثل باقي دول الخليج لكنني صدمت من وضع التنمية والمؤسسات والشعب وهي المحاطة بدول خليجية غنية، ولديها إمكانات بشرية ضخمة وتمتلك طبيعة ساحرة ناهيك عن الموانئ والموقع الجغرافي المهم الذي تتمتع به.
اعتصرني الألم حين شاهدت حالات وظروفا مزرية، فهناك نساء يبعن شرفهن في الشوارع بسبب الفقر، وباعة من الأطفال، ومبان مدمرة وتلوث. وبعد عودتي من اليمن دارت الأفكار في رأسي حول ضرورة عمل شيء لتغيير ما أستطيع تغييره في حياة هؤلاء الناس، وفعلا بدأت بعمل محدود وهو مساعدة 50 أسرة.
وأضافت: تطورت الأمور على المستوى الإنساني بشكل أكبر بعد عمل عدد من الدراسات وجمع المعلومات، فتعديت مرحلة أن أوفر غذاء وملابس لإناس فقراء، وبدأت في المشاريع الخاصة بالنساء لأنهن مهمشات في اليمن، ووضعنا قائمة أولويات كالتعليم والتوعية الصحية والتمكين الاقتصادي، وقمت بالتواصل مع جهات إنسانية دولية، ووجدت ان أكثر استثمارها الإنساني في الأسرة والمرأة تحديدا، إذ إن العائد الإنساني أكبر حين يوجه للمرأة على عكس الرجل.
وكانت البداية في اختيار بنات من 6 قرى لتعليمهن وتوعيتهن بخطر المشاكل التي يعيشها من هن في سنهن، كالختان وما يجره من أمراض تؤدي إلى الوفاة، وفعلا استطاع بعضهن إكمال الدراسة الثانوية لكن بعد شقاء ومشاكل اجتماعية وأخذ تعهدات من ولي الأمر وشيخ الدين ورئيس القبيلة.
واستطعت إيجاد المدارس في حضرموت، وبعد عودتي للكويت تواصلت مع الجمعيات الخيرية لمد يد العون، لكني وجدت ان عملية التمكين وعمل الدراسات ليست من ثقافة هذه الجمعيات التي كانت تركز على كفالة اليتيم وحفر الآبار وبناء المساجد.
وتذكر العسعوسي رجل الخير الأبرز بقولها: أذكر الدور الكبير الذي قدمه لي د. عبدالرحمن السميط، رحمه الله، ولم أتوقع في يوم أن أكون ضمن خط جمعية العون المباشر، كما أنا اليوم، بعدها كتبت خطابا لمنظمة اوكسفام البريطانية، ووجدت استجابة من خلال الموافقة على تمويل مشروع «تمكين» ومشروع القابلات والإسعافات الأولية حتى يتم تدريب الفتيات على العناية بالحوامل ورعايتهن، واستغرق هذا المشروع 4 سنوات.
وبعد هذه الخطوة تعددت المشاريع وكبرت، ووجدت انه لابد من عمل كيان إداري تطوعي يستطيع ان يدير مثل هذه المشاريع التطوعية، ومن هنا كانت مؤسسة «تمكين» التي تعمل على التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي والحرف اليدوية وغيرها.
أما العمل الإغاثي فتم استغلاله للدخول إلى مناطق وقرى يصعب الدخول لها من دون تقديم غذاء وملابس، وخاصة في المناسبات الدينية كالأعياد ورمضان. بعد هذه الخطوة دخلنا في نظام الشراكات مع المنظمات العالمية، حيث نتكفل بالتمكين الاقتصادي، وتقوم هي بأعمال التوعية.
وأوضحت، أن جزءا من اهتمامها كان في حماية المصابات بالايدز فتقول: بدأنا في مشروع حماية المصابات بالايدز، من خلال تسليمهن مشاريع صغيرة، وتم تنفيذ 48 مشروعا، وعملنا مشروع دعم الفتيات وتعليمهن بالتخصصات العلمية التي تحتاجها القرية، فكنا في الحقيقة نستثمر الفتيات لإحداث ثورة في منطقتها.
الفزع يسلب الإنسان حريته
وتعتبر العسعوسي أن أصعب ما تواجهه الحالة اليمنية في الوقت الراهن هو الفزع، الذي يسلب الإنسان حرية الحركة في وطنه وسط تعتيم إعلامي، منوهة بخوف كبار السن من الحركة والتنقل في شوارع المدن بسلام، وفزع الأطفال من صوت القنابل والمتفجرات، وفزع الحوامل، وفزع المعاقين وخوفهم أيضا. فهل لك ان تتخيلي أن هناك قرى كاملة لا توجد فيها وسيلة إعلامية تنقل لسكانها ما يجري في بلدهم، لا تلفزيون ولا راديو ولا معلومات، هم يسمعون أصواتا فقط، هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون ولسنا نحن.
وتعود بالذاكرة للوراء لتسترجع متاعب البداية فتكشف: في البداية كان الأمر صعبا، وهذه كانت أحد المشاكل التي واجهتها، إذ كان عملي بالنسبة للعائلة مبهما وكانوا يظنون ان الأمر سيقتصر على مشاركتي في التدوين والأبحاث فقط، خاصة بالنسبة لوالدتي التي عارضت فكرة ذهابي لليمن من باب خوفها علي. كانت تتمنى كأي أم أن تراني في بيت الزوجية مستقرة وكان إخوتي يشاركونها الاعتراض فلم أجد سبيلا لإقناعهم إلا باصطحابهم إلى هناك معي ليروا بأنفسهم المهمة التي أقوم بها والدور الذي ألعبه، وبعد زيارتهم لليمن لرؤية عملي تفاجأوا بحجم العمل الإنساني وإنه ينطلق بوجود مؤسسة وفريق عمل رائع حيث لم تكن أمي تتوقع أن عملي بهذا الحجم، ومن ثم اقتنعت وتحول أهلي إلى أهم عامل للنجاح في عملي اليوم بدلا من ان يكونوا عائقا أمامي.
عقبات مادية ومهنية
وتتذكر مشاق نقطة الانطلاق والمشاكل التي واجهتها في اليمن فتقول: في البداية التمويل والأبحاث والدراسات وفريق العمل كانت أهم المشاكل، وقد ضحيت بوظيفتي الحكومية ومن بعدها بشركتي الخاصة وأغلقتها نهاية عام 2009 بعد ان استمرت 5 سنوات في السوق وكان أول مشروع لها فيلم وثائقي في كينيا بالتعاون مع شركة افريقية إلى جانب شركة كويتية اسمها ديجتال، وهذا ما أعطى دفعة مميزة وقوية للشركة، وكان عملي ناجحا والوضع المالي للشركة ممتازا. عندما انتقلت لليمن كان تفكيري في ضرورة إنشاء مصدر مدر لدخل للمؤسسة لتغطية المصاريف وذلك من خلال المشاريع وأدارتها خصوصا وأن رخصتها مؤسسة تنموية غير ربحية تصدر من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في اليمن. وبعد نجاح هذه التجربة كانت بداية نقلها إلى الكويت مطلع عام 2012 إذا قررنا فتح كيان في الكويت. وكان من الضروري إجراء دراسة وبحث ليكون له اثر اجتماعي وقد تأخر تأسيس الشركة هنا نظرا لعدم إعطاء رخص في السابق للشركات غير الربحية أما الآن فقد أختلف الوضع، صار لنا شركاء في العمل الخيري من الخليج والعالم . كما ان لفريق العمل دور كبير في نجاح المبادرة والمؤسسة وتخطي كل العقبات المادية والمهنية. ومؤخرا انضممت لجمعية العون المباشر لإدارة مكتبها في اليمن بعد الأحداث الأخيرة والتي أضافت لنا المتسع الكبير في المشاريع الإنسانية.
وحول شركائها اليوم في اليمن تبتسم بفخر وتذكر: لدينا الآن 250 شريكا على أرض اليمن وفي قطر جهة واحدة وفي البحرين جهتان وفي الكويت 6 جهات رسمية، كما ان الشراكات المحلية والعالمية ايجاييات عدة، حيث ان وجود الشركاء يحمي العمل خاصة في حال حدوث حروب ومشاكل، وقد حصل ذات مرة هجوم على مقرنا في اليمن واستطاع شركاؤنا في الخارج حماية أموالنا وتنفيذ مشاريعنا.
وتختم حديثها بقولها: بفضل الله وصل عدد الحملات الإنسانية الإغاثية فوق 30 حملة، كما تم تغيير حياة أكثر من 120 ألف أسرة جذريا ليكونوا أسرا منتجة في مجتمعاتهم، سواء في التعليم أو الصحة، كذلك تم نقل الخبرات لـ 120 جمعية في دول الشرق الأوسط من ضمنها الكويت وهناك 54 مبادرة كويتية تم تدريبها خلال هذه الفترة.
ومن أجل تمكين الإنسان والمرأة تحديدا قامت بتأسيس مبادرة «تمكين « في 2007 في الجمهورية اليمنية، والتي تحولت إلى مؤسسة تنموية تحمل على عاتقها مهمـة الإسهام في الارتقاء بنوعية حياة أفضل للمجتمع بشكل عام والمرأة والأطفال بشكل خاص، من خلال إنشاء المشاريع التنموية بلا أهداف ربحية.
وحرصت على توسيع أعمال المؤسسة في منطقة الشرق الأوسط بإقامة العديد من الشراكات المحلية والتي أثرت المؤسسة بالدعم الفني والمادي. أما عالميا، فمنذ بداية تأسيس المبادرة قامت العسعوسي بعقد عدة شراكات مع المنظمات العالمية وذلك من أجل تطوير ورفع مستوى اداء العمل المؤسسي التنموي حتى يتماشى أداء المؤسسة مع المبادئ والقوانين والجودة العالمية. وأيضا في مطلع عام 2010 عقدت شراكة مع (ALIF.US ) وذلك لدعم الأسر المنتجة والمهمشة في جمهورية أثيوبيا وكانت تلك بداية لمشاريع كبرى في المستقبل القريب. ولتكملة مشوار رسالتها الإنسانية انضمت مؤخرا لجمعية العون المباشر والتي أسسها المرحوم د.عبدالرحمن السميط لتترأس قطاع اليمن، وتعتبر معالي العسعوسي أول امرأة تترأس مكتبا خارجيا في تاريخ العون الذي يعود إلى 33 سنة.
ترشحت في عام 2011 لتكون أفضل شخصية إنسانية في الخليج العربي، وأيضا حصلت مؤسسة «تمكين» ولأول مره على جائزة «أفضل مبادرة مستقلة» ضمن جائزة رواد المجتمع المدني في العام نفسه، كما حصلت العسعوسي على جائزة «الخدمة المجتمعية» ممثلة عن الكويت عام 2013 وصنفت ضمن الــ (35) إمرأة اللاتي غيرن العالم العربي في كتاب (Arab Women Rising) الذي أصدرته جامعة (Wharton) في الولايات المتحدة الأمريكية للعام 2014. كما اختيرت في نهاية 2014 لعرض تجربتها في مؤتمر جامعة هارفارد السنوي في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي مطلع 2015 صنفت في قائمة أقوى 100 امرأة عربية نضير انجازاتها في تنمية المجتمع والعمل الإنساني. وحصلت مؤخرا على جائزه التميز في العمل الإنساني للعام 2016 في الكويت. من خلال رحلتها في عالم العطاء المجتمعي استطاعت العسعوسي تغيير حياة أكثر من 120 الف أسرة ومساعدتها لتصبح أسرا منتجة في مجتمعاتها، وأنقذت أكثر من 24500 شخص في اليمن من العمى وأمراض العيون، حيث سعت لتوفر لهم جراحات وعلاجات مجانية، كما شاركت في تدريب وتأهيل وتمكين أكثر من 120 جمعية ومؤسسة غير ربحية ومبادرة شبابية في منطقه الشرق الأوسط في مجال الخدمة المجتمعية. وبهذا تكون معالي العسعوسي أول امرأة كويتية في منطقة الخليج رسمت في مخيلتها أهدافا سامية نفذتها بجدية واقتدار من أجل تغيير حياة آلاف البشر حول العالم وقد التقتها «القدس العربي» في هذا الحوار.
تحدثت عن وضع الإنسان في اليمن، وسط ظروف الحرب فقالت: قبل أن تطأ قدماي اليمن عام 2007، تخيلتها مثل باقي دول الخليج لكنني صدمت من وضع التنمية والمؤسسات والشعب وهي المحاطة بدول خليجية غنية، ولديها إمكانات بشرية ضخمة وتمتلك طبيعة ساحرة ناهيك عن الموانئ والموقع الجغرافي المهم الذي تتمتع به.
اعتصرني الألم حين شاهدت حالات وظروفا مزرية، فهناك نساء يبعن شرفهن في الشوارع بسبب الفقر، وباعة من الأطفال، ومبان مدمرة وتلوث. وبعد عودتي من اليمن دارت الأفكار في رأسي حول ضرورة عمل شيء لتغيير ما أستطيع تغييره في حياة هؤلاء الناس، وفعلا بدأت بعمل محدود وهو مساعدة 50 أسرة.
وأضافت: تطورت الأمور على المستوى الإنساني بشكل أكبر بعد عمل عدد من الدراسات وجمع المعلومات، فتعديت مرحلة أن أوفر غذاء وملابس لإناس فقراء، وبدأت في المشاريع الخاصة بالنساء لأنهن مهمشات في اليمن، ووضعنا قائمة أولويات كالتعليم والتوعية الصحية والتمكين الاقتصادي، وقمت بالتواصل مع جهات إنسانية دولية، ووجدت ان أكثر استثمارها الإنساني في الأسرة والمرأة تحديدا، إذ إن العائد الإنساني أكبر حين يوجه للمرأة على عكس الرجل.
وكانت البداية في اختيار بنات من 6 قرى لتعليمهن وتوعيتهن بخطر المشاكل التي يعيشها من هن في سنهن، كالختان وما يجره من أمراض تؤدي إلى الوفاة، وفعلا استطاع بعضهن إكمال الدراسة الثانوية لكن بعد شقاء ومشاكل اجتماعية وأخذ تعهدات من ولي الأمر وشيخ الدين ورئيس القبيلة.
واستطعت إيجاد المدارس في حضرموت، وبعد عودتي للكويت تواصلت مع الجمعيات الخيرية لمد يد العون، لكني وجدت ان عملية التمكين وعمل الدراسات ليست من ثقافة هذه الجمعيات التي كانت تركز على كفالة اليتيم وحفر الآبار وبناء المساجد.
وتذكر العسعوسي رجل الخير الأبرز بقولها: أذكر الدور الكبير الذي قدمه لي د. عبدالرحمن السميط، رحمه الله، ولم أتوقع في يوم أن أكون ضمن خط جمعية العون المباشر، كما أنا اليوم، بعدها كتبت خطابا لمنظمة اوكسفام البريطانية، ووجدت استجابة من خلال الموافقة على تمويل مشروع «تمكين» ومشروع القابلات والإسعافات الأولية حتى يتم تدريب الفتيات على العناية بالحوامل ورعايتهن، واستغرق هذا المشروع 4 سنوات.
وبعد هذه الخطوة تعددت المشاريع وكبرت، ووجدت انه لابد من عمل كيان إداري تطوعي يستطيع ان يدير مثل هذه المشاريع التطوعية، ومن هنا كانت مؤسسة «تمكين» التي تعمل على التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي والحرف اليدوية وغيرها.
أما العمل الإغاثي فتم استغلاله للدخول إلى مناطق وقرى يصعب الدخول لها من دون تقديم غذاء وملابس، وخاصة في المناسبات الدينية كالأعياد ورمضان. بعد هذه الخطوة دخلنا في نظام الشراكات مع المنظمات العالمية، حيث نتكفل بالتمكين الاقتصادي، وتقوم هي بأعمال التوعية.
وأوضحت، أن جزءا من اهتمامها كان في حماية المصابات بالايدز فتقول: بدأنا في مشروع حماية المصابات بالايدز، من خلال تسليمهن مشاريع صغيرة، وتم تنفيذ 48 مشروعا، وعملنا مشروع دعم الفتيات وتعليمهن بالتخصصات العلمية التي تحتاجها القرية، فكنا في الحقيقة نستثمر الفتيات لإحداث ثورة في منطقتها.
الفزع يسلب الإنسان حريته
وتعتبر العسعوسي أن أصعب ما تواجهه الحالة اليمنية في الوقت الراهن هو الفزع، الذي يسلب الإنسان حرية الحركة في وطنه وسط تعتيم إعلامي، منوهة بخوف كبار السن من الحركة والتنقل في شوارع المدن بسلام، وفزع الأطفال من صوت القنابل والمتفجرات، وفزع الحوامل، وفزع المعاقين وخوفهم أيضا. فهل لك ان تتخيلي أن هناك قرى كاملة لا توجد فيها وسيلة إعلامية تنقل لسكانها ما يجري في بلدهم، لا تلفزيون ولا راديو ولا معلومات، هم يسمعون أصواتا فقط، هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون ولسنا نحن.
وتعود بالذاكرة للوراء لتسترجع متاعب البداية فتكشف: في البداية كان الأمر صعبا، وهذه كانت أحد المشاكل التي واجهتها، إذ كان عملي بالنسبة للعائلة مبهما وكانوا يظنون ان الأمر سيقتصر على مشاركتي في التدوين والأبحاث فقط، خاصة بالنسبة لوالدتي التي عارضت فكرة ذهابي لليمن من باب خوفها علي. كانت تتمنى كأي أم أن تراني في بيت الزوجية مستقرة وكان إخوتي يشاركونها الاعتراض فلم أجد سبيلا لإقناعهم إلا باصطحابهم إلى هناك معي ليروا بأنفسهم المهمة التي أقوم بها والدور الذي ألعبه، وبعد زيارتهم لليمن لرؤية عملي تفاجأوا بحجم العمل الإنساني وإنه ينطلق بوجود مؤسسة وفريق عمل رائع حيث لم تكن أمي تتوقع أن عملي بهذا الحجم، ومن ثم اقتنعت وتحول أهلي إلى أهم عامل للنجاح في عملي اليوم بدلا من ان يكونوا عائقا أمامي.
عقبات مادية ومهنية
وتتذكر مشاق نقطة الانطلاق والمشاكل التي واجهتها في اليمن فتقول: في البداية التمويل والأبحاث والدراسات وفريق العمل كانت أهم المشاكل، وقد ضحيت بوظيفتي الحكومية ومن بعدها بشركتي الخاصة وأغلقتها نهاية عام 2009 بعد ان استمرت 5 سنوات في السوق وكان أول مشروع لها فيلم وثائقي في كينيا بالتعاون مع شركة افريقية إلى جانب شركة كويتية اسمها ديجتال، وهذا ما أعطى دفعة مميزة وقوية للشركة، وكان عملي ناجحا والوضع المالي للشركة ممتازا. عندما انتقلت لليمن كان تفكيري في ضرورة إنشاء مصدر مدر لدخل للمؤسسة لتغطية المصاريف وذلك من خلال المشاريع وأدارتها خصوصا وأن رخصتها مؤسسة تنموية غير ربحية تصدر من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في اليمن. وبعد نجاح هذه التجربة كانت بداية نقلها إلى الكويت مطلع عام 2012 إذا قررنا فتح كيان في الكويت. وكان من الضروري إجراء دراسة وبحث ليكون له اثر اجتماعي وقد تأخر تأسيس الشركة هنا نظرا لعدم إعطاء رخص في السابق للشركات غير الربحية أما الآن فقد أختلف الوضع، صار لنا شركاء في العمل الخيري من الخليج والعالم . كما ان لفريق العمل دور كبير في نجاح المبادرة والمؤسسة وتخطي كل العقبات المادية والمهنية. ومؤخرا انضممت لجمعية العون المباشر لإدارة مكتبها في اليمن بعد الأحداث الأخيرة والتي أضافت لنا المتسع الكبير في المشاريع الإنسانية.
وحول شركائها اليوم في اليمن تبتسم بفخر وتذكر: لدينا الآن 250 شريكا على أرض اليمن وفي قطر جهة واحدة وفي البحرين جهتان وفي الكويت 6 جهات رسمية، كما ان الشراكات المحلية والعالمية ايجاييات عدة، حيث ان وجود الشركاء يحمي العمل خاصة في حال حدوث حروب ومشاكل، وقد حصل ذات مرة هجوم على مقرنا في اليمن واستطاع شركاؤنا في الخارج حماية أموالنا وتنفيذ مشاريعنا.
وتختم حديثها بقولها: بفضل الله وصل عدد الحملات الإنسانية الإغاثية فوق 30 حملة، كما تم تغيير حياة أكثر من 120 ألف أسرة جذريا ليكونوا أسرا منتجة في مجتمعاتهم، سواء في التعليم أو الصحة، كذلك تم نقل الخبرات لـ 120 جمعية في دول الشرق الأوسط من ضمنها الكويت وهناك 54 مبادرة كويتية تم تدريبها خلال هذه الفترة.