وجدت دراسة جديدة أن النساء كان بإمكانهن أن يحصلن على أعلى الدرجات إن كانت امتحانات دخول الجامعة التحضيرية هي الامتحانات الفعلية. لكن النتائج لم تكن نفسها بالنسبة للرجال، ما يعزز الفكرة القائلة إن طريقة عمل الامتحانات "القياسية" متحيزة جنسياً.
في هذا الصدد، قامت مجموعة من الباحثين في جامعة سنغافورة الوطنية بتحليل أداء 8000 شاب وشابة في امتحان الالتحاق بجامعة الصين الوطنية، وتتبعت النتائج لكل من الاختبارات الفعلية والاختبارات التحضيرية فوجدت أن النساء أكثر قابلية للأداء الجيد في الاختبارات التحضيرية عنهن في الاختبارات الفعلية، فتقريباً 1 من بين كل 6 نساء ممن لم يتأهلن للالتحاق بمدرسة عليا كن ليتأهلن إن كانت نتائج الاختبارات التحضيرية هي التي يتم اعتمادها، حسب تقرير نشرته صحيفة آبوورثي الأميركية، السبت، 19 مارس/آذار 2016.
ما السبب وراء هذا التفاوت؟
وبينما لم تحدد الدراسة بدقة سبباً واضحاً لهذا التفاوت، يمكن أن تعطينا دراسات سابقة إشارة لهذا السبب، فكما لاحظ راديو "إن بي آر" مثلاً أن كلمة "المنافسة" التي تُحفز الرجال قد تكون السبب.
وحسبما أوضح "شانكار فيدانتام"، مراسل أخبار العلوم الاجتماعية لدى راديو" إن بي آر"، أن العديد من الدراسات وجدت أن النساء في المتوسط لا ينجذبن نحو المنافسة كما ينجذب الرجال، كما وجدت الدراسات في الولايات المتحدة - على سبيل المثال - أنه عند وجود بيئة أو موقف تنافسي للغاية فالقليل من النساء يتخذن خطوة تجاهه، حتى وإن كان من المرجح أن يؤدين أداءً حسناً فيه".
هذا التفاوت بين الجنسين يمكن أن يلعب دوراً في كيفية أداء المرأة وشعورها أثناء اختبارات القبول (الفعلية) في الجامعات، وهي من أكبر مواقف "المنافسة" التي قد يشارك فيها المرء طوال حياته.
هل يمكن القول إذاً إن المرأة هي المسؤولة عن أوجه القصور فيها؟ وإنها ينبغي أن ترفع من قدرتها التنافسية أمام الرجال؟
ليس صحيحاً. فكما أشار "فيدانتام" أثناء عرضه لبحث آخر، إلى أن الرجال ليسوا بطبيعتهم الأقدر على المنافسة من النساء بشكل مطلق، لكنهم يميلون لذلك بشكل كبير في المجتمعات الأبوية (البطريركية)، وبالتالي، كما تفترض النظرية، كلما كان المجتمع أكثر أبوية، كان الرجال أكثر قدرة على المنافسة، ما قد يؤثر بشكل سلبي على النساء في تلك المجتمعات. إضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى قد تكون مؤذية للمرأة في طريقة أداء الاختبار.
فنتائج اختبارات الـ"سات" في الولايات المتحدة تميل إلى توقعات أقل لنتائج النساء في التعليم العالي، وربما يكون ذلك لأن طريقة عمل الاختبارات الموحدة تضع المرأة في وضع غير مناسب.
وُجد أيضاً أن الرجال يميلون إلى الحصول على نتائج أفضل في أسئلة الاختيار من متعدد، حيث إنهم أكثر استعداداً لتخمين إجابات الأسئلة التي يجهلونها، إضافة إلى استفادتهم من نظام الاختبارات المحدودة بوقت معين. وقد وجدت إحدى الدراسات أنه عند إلغاء نظام الوقت المحدد لاختبار الـ"سات"، بدأت نتائج الفتيات بتجاوز نتائج الأولاد.
الصورة النمطية السلبية
ومن العوامل الأخرى كذلك عامل "الصور النمطية السلبية"، فعلى سبيل المثال، عندما تتقدم فتاة لاختبار رياضيات تشكل الصورة الذهنية الشائعة عن كون الفتيات غير مؤهلات لتعقيدات هذه المادة ضغطاً (بشكل لاشعوري أحياناً) يدفعها لمحاولة دحض هذا الافتراض السلبي ما يجعلها أكثر اضطراباً وتشوّشاً في الاختبار، وكذا الأمر بالنسبة لطالب "أسود" أو "لاتيني" أخبره المجتمع بطريقة أو أخرى بأنه أقل أداءً من نظرائه البيض.
قد يساعد مصطلح "الصورة النمطية السلبية" إذن في تفسير ما وجدته دراسة أخرى من كون الفتيات أكثر عرضة للأداء السيئ في اختبار التفاضل والتكامل إذا ما لاحظن خانة تسجيل "الجنس" في ورقة الاختبار قبل الانتهاء من الاختبار وليس بعده.
لابد من تغيير شيء ما إذن، فعندما تخبرنا الدراسات بأن أحد الجنسين (أو أي فئة معينة أخرى) تكون في وضع غير عادل أثناء أداء الاختبارات بالطريقة المتعارف عليها، ألا يكون ذلك دافعاً لنا لإعادة النظر في هذه الطرق؟
قد لا تكون المسألة مسألة حياة أو موت، لكنها مسألة نجاح أو فشل، وهذا بدوره قد يصنع فارقاً ضخماً في حياة شخص، أو في حياة البشرية كلها.
في هذا الصدد، قامت مجموعة من الباحثين في جامعة سنغافورة الوطنية بتحليل أداء 8000 شاب وشابة في امتحان الالتحاق بجامعة الصين الوطنية، وتتبعت النتائج لكل من الاختبارات الفعلية والاختبارات التحضيرية فوجدت أن النساء أكثر قابلية للأداء الجيد في الاختبارات التحضيرية عنهن في الاختبارات الفعلية، فتقريباً 1 من بين كل 6 نساء ممن لم يتأهلن للالتحاق بمدرسة عليا كن ليتأهلن إن كانت نتائج الاختبارات التحضيرية هي التي يتم اعتمادها، حسب تقرير نشرته صحيفة آبوورثي الأميركية، السبت، 19 مارس/آذار 2016.
ما السبب وراء هذا التفاوت؟
وبينما لم تحدد الدراسة بدقة سبباً واضحاً لهذا التفاوت، يمكن أن تعطينا دراسات سابقة إشارة لهذا السبب، فكما لاحظ راديو "إن بي آر" مثلاً أن كلمة "المنافسة" التي تُحفز الرجال قد تكون السبب.
وحسبما أوضح "شانكار فيدانتام"، مراسل أخبار العلوم الاجتماعية لدى راديو" إن بي آر"، أن العديد من الدراسات وجدت أن النساء في المتوسط لا ينجذبن نحو المنافسة كما ينجذب الرجال، كما وجدت الدراسات في الولايات المتحدة - على سبيل المثال - أنه عند وجود بيئة أو موقف تنافسي للغاية فالقليل من النساء يتخذن خطوة تجاهه، حتى وإن كان من المرجح أن يؤدين أداءً حسناً فيه".
هذا التفاوت بين الجنسين يمكن أن يلعب دوراً في كيفية أداء المرأة وشعورها أثناء اختبارات القبول (الفعلية) في الجامعات، وهي من أكبر مواقف "المنافسة" التي قد يشارك فيها المرء طوال حياته.
هل يمكن القول إذاً إن المرأة هي المسؤولة عن أوجه القصور فيها؟ وإنها ينبغي أن ترفع من قدرتها التنافسية أمام الرجال؟
ليس صحيحاً. فكما أشار "فيدانتام" أثناء عرضه لبحث آخر، إلى أن الرجال ليسوا بطبيعتهم الأقدر على المنافسة من النساء بشكل مطلق، لكنهم يميلون لذلك بشكل كبير في المجتمعات الأبوية (البطريركية)، وبالتالي، كما تفترض النظرية، كلما كان المجتمع أكثر أبوية، كان الرجال أكثر قدرة على المنافسة، ما قد يؤثر بشكل سلبي على النساء في تلك المجتمعات. إضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى قد تكون مؤذية للمرأة في طريقة أداء الاختبار.
فنتائج اختبارات الـ"سات" في الولايات المتحدة تميل إلى توقعات أقل لنتائج النساء في التعليم العالي، وربما يكون ذلك لأن طريقة عمل الاختبارات الموحدة تضع المرأة في وضع غير مناسب.
وُجد أيضاً أن الرجال يميلون إلى الحصول على نتائج أفضل في أسئلة الاختيار من متعدد، حيث إنهم أكثر استعداداً لتخمين إجابات الأسئلة التي يجهلونها، إضافة إلى استفادتهم من نظام الاختبارات المحدودة بوقت معين. وقد وجدت إحدى الدراسات أنه عند إلغاء نظام الوقت المحدد لاختبار الـ"سات"، بدأت نتائج الفتيات بتجاوز نتائج الأولاد.
الصورة النمطية السلبية
ومن العوامل الأخرى كذلك عامل "الصور النمطية السلبية"، فعلى سبيل المثال، عندما تتقدم فتاة لاختبار رياضيات تشكل الصورة الذهنية الشائعة عن كون الفتيات غير مؤهلات لتعقيدات هذه المادة ضغطاً (بشكل لاشعوري أحياناً) يدفعها لمحاولة دحض هذا الافتراض السلبي ما يجعلها أكثر اضطراباً وتشوّشاً في الاختبار، وكذا الأمر بالنسبة لطالب "أسود" أو "لاتيني" أخبره المجتمع بطريقة أو أخرى بأنه أقل أداءً من نظرائه البيض.
قد يساعد مصطلح "الصورة النمطية السلبية" إذن في تفسير ما وجدته دراسة أخرى من كون الفتيات أكثر عرضة للأداء السيئ في اختبار التفاضل والتكامل إذا ما لاحظن خانة تسجيل "الجنس" في ورقة الاختبار قبل الانتهاء من الاختبار وليس بعده.
لابد من تغيير شيء ما إذن، فعندما تخبرنا الدراسات بأن أحد الجنسين (أو أي فئة معينة أخرى) تكون في وضع غير عادل أثناء أداء الاختبارات بالطريقة المتعارف عليها، ألا يكون ذلك دافعاً لنا لإعادة النظر في هذه الطرق؟
قد لا تكون المسألة مسألة حياة أو موت، لكنها مسألة نجاح أو فشل، وهذا بدوره قد يصنع فارقاً ضخماً في حياة شخص، أو في حياة البشرية كلها.