تحمل كيسها الكبير على رأسها وتقضي نهارها متنقلة بين منازل الحي من أجل بيع بعض المقتنيات والملابس النسائية، عبر عرضها على النسوة في لقاءاتهن المسائية الخاصة. هذا هي حال الدلّالة خديجة الحيمي (44 عاماً) التي بدأت في ذلك قبل أكثر من عقد ونصف العقد، إلا أنها اليوم تشكو من تراجع العمل كثيراً وترى أنّ لا جدوى من الخروج اليومي للعمل في دلالة الكماليات النسائية في ظل استمرار الحرب التي قللت من لقاءات النساء المسائية وأثرت على القدرة الشرائية للأسر اليمنية.
تقصد الحيمي منازل يمنيين تستضيف لقاءات نسائية يومية، تسمى في اليمن "التفرطة" وتُعقد عادة بين العصر والعشاء. خلالها تجتمع نساء الحيّ ليخزّن القات بالإضافة إلى تدخين النرجيلة أو "المداعة" باللهجة المحلية. أما هي، فتعرض بضاعتها أمام هؤلاء.
لكن الحرب في البلاد، كانت لها تداعياتها على فرص الدلّالات على الرغم من محدوديتها أصلاً. يُذكر أنّ الحيمي كانت تعتمد على الدلالة لمساندة زوجها في تأمين بعض الاحتياجات التي كان يعجز عن توفيرها. هو عامل بسيط مياوم في مجال البناء، يؤدي أعمالاً مختلفة.
وتقف الحيمي عاجزة أمام مشكلة حقيقية نتجت اليوم عن عدم قدرتها على بيع بضاعتها التي تكدست لديها، على الرغم من حرصها على حضور مختلف المناسبات النسائية وتغطيتها الأحياء المجاورة لتعويض النقص في الحركة. عن تأثيرات الحرب عليها وعلى أعمالها، تقول: "تضاءلت قدرتنا على الحركة. صحيح أنّ الحركة كانت مقيّدة قبل الحرب، إلا أنّ الأوضاع الأمنية اليوم أجبرت النساء على تقليل لقاءاتهن وجلساتهن، فيما انخفض عدد النساء اللواتي يجتمعن. كأن الحرب جاءت لمعقابة النساء، في الرزق وفي الترفيه أيضاً".
وتخبر الحيمي "العربي الجديد" أنّ "زوجي توقف عن العمل منذ بداية الحرب، وتضررت أناً أيضاً. أولويات شراء الأسر التي فرضتها الحرب، منعت النساء من الشراء من بضائعي على الرغم من محاولاتي المتعددة لزيارتهن". وتشير إلى أنّ عميلاتها بأكثرهن اليوم، لا يشترين منها إلا بالآجل (على الحساب)، وهذا أمر لا تستطيع التجاوب معه دائماً بسبب طول فترة السداد وضآلة رأسمالها الذي لا يتجاوز 40 ألف ريال يمني (أكثر من 180 دولاراً أميركياً).
وتؤكد الحيمي على عدم جدوى تنقلها بين المنازل لبيع بضاعتها هذه الأيام، وهو ما جعلها تقلل من نشاطها وملازمة منزلها إلا في حال طُلبت منها سلعة محددة عبر الهاتف. تضيف: "تفرض علينا العادات والتقاليد عدم ممارسة التجارة في المواقع العامة حيث الاختلاط مع الرجال، لهذا لم يكن أمامي إلا ممارسة عمل الدلالة منذ سنوات طويلة"، لافتة إلى أنّ هذا العمل لم يعد مجدياً وأنها تفكر في تركه نهائياً بعد استنفاد ما لديها من بضائع والتفكير في عمل مجدي آخر.
تختلف مشكلة الدلّالة علوية العولقي (45 عاماً) قليلاً في التفاصيل عن الحيمي، إذ توقفت تماماً عن عملها في تصنيع وبيع خلطات العطور والبخور المتنوعة. تقول: "ارتفعت الأسعار كثيراً بعد تدهور الوضع الأمني مع تزايدت التفجيرات والاشتباكات. بالتالي، أصبحت عميلاتي محدودات جداً، وكذلك مدة عرض البضاعة وترويجها. وهذا ما يجعل جدوى هذا العمل صعباً في هذه الظروف". تضيف أنها أصيبت بآلام في ظهرها نتيجة حمل بضاعتها على رأسها لمسافات طويلة. وغالباً ما تبيع الدلّالات الملابس النسائية ومستلزمات الأطفال والإكسسوارات والعطور.
من جهتها، ترى فتحية العُلفي بأنّ الدلالة في صنعاء كانت إلى وقت قريب جزء من لقاءات النساء. وتشير إلى أنها من النساء اللواتي لا يستطعن الخروج إلى الأسواق، لذا يعتمدن على ذوق الدلّالة في شراء وتوفير ما يردن من ملابس عبر الهاتف. فتوفّر لهن المطلوب وتوصله إليهن بطريقتها. وتوضح العُلفي أنّ النساء كنّ يلجأن في السابق إلى خدمات الدلّالة لعدم تمكنهن من التوجه إلى المحلات التجارية في شوارع محدودة، لشراء ما يرغبن به من ملابس ومستحضرات تجميل. تضيف أنّ اليوم ونتيجة تردّي الأوضاع الأمنية في مناطق كثيرة داخل العاصمة ونتيجة ارتفاع أجرة التاكسي من جرّاء تضاعف سعر المحروقات، يمنع بعض الرجال نساءهم من الذهاب لهذه المحلات، مشيرة إلى أن هذا الأمر يجعل النساء يطلبن مساعدة الدلّالات لتوفير بعض حاجياتهن الشخصية وبسعر أرخص.
تقصد الحيمي منازل يمنيين تستضيف لقاءات نسائية يومية، تسمى في اليمن "التفرطة" وتُعقد عادة بين العصر والعشاء. خلالها تجتمع نساء الحيّ ليخزّن القات بالإضافة إلى تدخين النرجيلة أو "المداعة" باللهجة المحلية. أما هي، فتعرض بضاعتها أمام هؤلاء.
لكن الحرب في البلاد، كانت لها تداعياتها على فرص الدلّالات على الرغم من محدوديتها أصلاً. يُذكر أنّ الحيمي كانت تعتمد على الدلالة لمساندة زوجها في تأمين بعض الاحتياجات التي كان يعجز عن توفيرها. هو عامل بسيط مياوم في مجال البناء، يؤدي أعمالاً مختلفة.
وتقف الحيمي عاجزة أمام مشكلة حقيقية نتجت اليوم عن عدم قدرتها على بيع بضاعتها التي تكدست لديها، على الرغم من حرصها على حضور مختلف المناسبات النسائية وتغطيتها الأحياء المجاورة لتعويض النقص في الحركة. عن تأثيرات الحرب عليها وعلى أعمالها، تقول: "تضاءلت قدرتنا على الحركة. صحيح أنّ الحركة كانت مقيّدة قبل الحرب، إلا أنّ الأوضاع الأمنية اليوم أجبرت النساء على تقليل لقاءاتهن وجلساتهن، فيما انخفض عدد النساء اللواتي يجتمعن. كأن الحرب جاءت لمعقابة النساء، في الرزق وفي الترفيه أيضاً".
وتخبر الحيمي "العربي الجديد" أنّ "زوجي توقف عن العمل منذ بداية الحرب، وتضررت أناً أيضاً. أولويات شراء الأسر التي فرضتها الحرب، منعت النساء من الشراء من بضائعي على الرغم من محاولاتي المتعددة لزيارتهن". وتشير إلى أنّ عميلاتها بأكثرهن اليوم، لا يشترين منها إلا بالآجل (على الحساب)، وهذا أمر لا تستطيع التجاوب معه دائماً بسبب طول فترة السداد وضآلة رأسمالها الذي لا يتجاوز 40 ألف ريال يمني (أكثر من 180 دولاراً أميركياً).
وتؤكد الحيمي على عدم جدوى تنقلها بين المنازل لبيع بضاعتها هذه الأيام، وهو ما جعلها تقلل من نشاطها وملازمة منزلها إلا في حال طُلبت منها سلعة محددة عبر الهاتف. تضيف: "تفرض علينا العادات والتقاليد عدم ممارسة التجارة في المواقع العامة حيث الاختلاط مع الرجال، لهذا لم يكن أمامي إلا ممارسة عمل الدلالة منذ سنوات طويلة"، لافتة إلى أنّ هذا العمل لم يعد مجدياً وأنها تفكر في تركه نهائياً بعد استنفاد ما لديها من بضائع والتفكير في عمل مجدي آخر.
تختلف مشكلة الدلّالة علوية العولقي (45 عاماً) قليلاً في التفاصيل عن الحيمي، إذ توقفت تماماً عن عملها في تصنيع وبيع خلطات العطور والبخور المتنوعة. تقول: "ارتفعت الأسعار كثيراً بعد تدهور الوضع الأمني مع تزايدت التفجيرات والاشتباكات. بالتالي، أصبحت عميلاتي محدودات جداً، وكذلك مدة عرض البضاعة وترويجها. وهذا ما يجعل جدوى هذا العمل صعباً في هذه الظروف". تضيف أنها أصيبت بآلام في ظهرها نتيجة حمل بضاعتها على رأسها لمسافات طويلة. وغالباً ما تبيع الدلّالات الملابس النسائية ومستلزمات الأطفال والإكسسوارات والعطور.
من جهتها، ترى فتحية العُلفي بأنّ الدلالة في صنعاء كانت إلى وقت قريب جزء من لقاءات النساء. وتشير إلى أنها من النساء اللواتي لا يستطعن الخروج إلى الأسواق، لذا يعتمدن على ذوق الدلّالة في شراء وتوفير ما يردن من ملابس عبر الهاتف. فتوفّر لهن المطلوب وتوصله إليهن بطريقتها. وتوضح العُلفي أنّ النساء كنّ يلجأن في السابق إلى خدمات الدلّالة لعدم تمكنهن من التوجه إلى المحلات التجارية في شوارع محدودة، لشراء ما يرغبن به من ملابس ومستحضرات تجميل. تضيف أنّ اليوم ونتيجة تردّي الأوضاع الأمنية في مناطق كثيرة داخل العاصمة ونتيجة ارتفاع أجرة التاكسي من جرّاء تضاعف سعر المحروقات، يمنع بعض الرجال نساءهم من الذهاب لهذه المحلات، مشيرة إلى أن هذا الأمر يجعل النساء يطلبن مساعدة الدلّالات لتوفير بعض حاجياتهن الشخصية وبسعر أرخص.