الرئيسية / شؤون محلية / ملف أمني معقد ومتدهور يواجه الرئيس اليمنى الجديد في المرحلة الانتقالية
ملف أمني معقد ومتدهور يواجه الرئيس اليمنى الجديد في المرحلة الانتقالية

ملف أمني معقد ومتدهور يواجه الرئيس اليمنى الجديد في المرحلة الانتقالية

28 فبراير 2012 05:30 مساء (يمن برس)
في أول يوم من تنصيب عبدربه منصور هادي، رئيسا لليمن أمس السبت، شهدت البلاد عملا إرهابيا تبناه تنظيم القاعدة استهدف بسيارة مفخخة القصر الجمهوري في مدينة المكلا شرق البلاد أسفر عن سقوط 21 قتيلا من قوات الحرس الجمهوري وتسعة مصابين.

ولذلك يمثل الملف الأمني المعقد والمتدهور اكبر تحدى أمام الرئيس الجديد المنتخب في اليمن عبدربه منصور هادي، والمحددة ولايته بعامين هي المرحلة الانتقالية التي حددتها المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية.

وشهدت اليمن الثلاثاء الماضي انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا للبلاد كمرشح توافقي بناء على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، لقيادة المرحلة الانتقالية في البلاد والمحددة بعامين.

أكد هادي في خطاب ألقاه أمس عقب ادائه اليمين الدستورية أمام البرلمان، استمرار الحرب ضد تنظيم القاعدة كواجب وطني وديني.

هذا وينشط تنظيم القاعدة في عدد من المدن الشرقية والجنوبية اليمنية، مستغلا الأوضاع الأمنية المتدهورة التي رافقت الاحتجاجات التي اندلعت مطلع فبراير الماضي 2011، كما لا تزال اعداد من الجماعات والمظاهر المسلحة تنتشر في المدن الرئيسية اليمنية.

وظهر مؤخرا الحراك الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال إلى قائمة العمل المسلح، وهو ما يعد جديد المشهد الأمني المتوتر في البلاد كما تمثل حركة المتمردين الحوثيين المسلحة شمال البلاد، مشكلة أمنية خطرة تواجه البلد المنهك.

وأكدت مصادر قبلية مستقلة قبل أمس (الأحد) مقتل العشرات في مواجهات بين الحوثيين (شيعة) ورجال قبائل (سلفيين) في عدد من المناطق بمحافظة حجة شمال غرب صنعاء.

بدورها، أكدت وزارة الداخلية اليمنية اليوم (الأحد) أنها ستعمل جاهدة من اجل إغلاق الملف الأمني والذي يعد من أهم التحديات التي تواجه المرحلة القادمة.

وقال مصدر امني مسئول في وزارة الداخلية، إن التحديات الأمنية في البلاد مستمرة، وان الأجهزة الأمنية في حالة من اليقظة لمواجهة أي تطورات أمنية خلال المرحلة القادمة.

وأوضح المصدر لوكالة أنباء (شينخوا) ان إغلاق الملف الأمني في اليمن بحاجة إلى وقت وقد تقابله بعض الصعوبات، مضيفا ان هناك خططا وتوجهات بإغلاق الملف الأمني خلال المرحلة القادمة مهما كلف ذلك.

وأشار المصدر، الذى طلب عدم ذكر هويته، إلى ما حدث بالأمس من عمل إرهابي في مدينة المكلا، واستهداف القصر الجمهوري، يأتي ضمن تداعيات المرحلة، ولن تستمر هذه الأعمال في المرحلة القادمة، وسيتم مواجهتها بحزم وبشدة.

وأكد المصدر ان استقرار البلاد امنيا هي من أهم عناصر الأجندة المطروحة، وان الأجهزة الأمنية قادرة على مواجهة وتجاوز أي صعوبات أو عوائق قد تعترض تنفيذ تلك الأجندة من اجل يمن مستمر وامن.

وقال الكاتب الصحفي اليمني، علي ربيع، إن عوامل عدة تجعل من الملف الأمني في البلاد معقدا ومتدهورا وأضاف ربيع لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الملف الأمني في اليمن معقد جدا في ظل الانشقاق القائم في القوات المسلحة والأمن وفي ظل تفاقم التنظيمات المسلحة، وفي ظل انتشار السلاح بكثافة، وهزال جسد الدولة المنهك.

وأضاف ربيع " على الرئيس الجديد أن يحسم تلك المسائل من خلال إزالة أسباب الانشقاق في الجيش وسرعة هيكلة المؤسسة الأمنية والعسكرية على أساس مؤسسي وطني لا علاقة له بالسياسة أو الحزبية أو المكونات القبلية".

وفي السياق ذاته، قال عبدالباسط الشميري، رئيس تحرير صحيفة ((الشموع)) (أهلية مستقلة)، ان الملف الأمني احد أهم الملفات التي يجب أن يتعامل معها الرئيس اليمني الجديد بحزم.

وأوضح الشميري لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان الرئيس هادي أمامه فرصة سانحة ليثبت للجميع انه قادر على المهام الكبيرة والرجل مقتدر ولا احد يشكك في مدى قدرته على تجاوز كل العقبات وليس الملف الامنى.

وأضاف " أن التوافق الوطني على شخصية هادي لقيادة اليمن في هذه المرحلة الحساسة والعصيبة وكذا الدعم اللامحدود الإقليمي والدولي مع الحشد الجماهيري لهادي، يجب ان يكون نصب أعين الرئيس الجديد للبلاد، وان يتحمل مسئولياته تجاه ذلك التوافق والدعم في إخراج البلد مما هي فيه ".

وأكد الشميري" الأهم الآن أمام الرئيس هادي السيطرة على الملف الامنى وبصورة سريعة ولن يكون له ذلك ما لم يبدأ في إعادة هيكلة الجيش ودمج الوحدات العسكرية على أسس علمية ليكون الجيش اليمني جيشا لحماية الوطن والإنسان اليمني والحفاظ على مكتسبات الوطن وليس لحماية أفراد أو أشخاص ".

من جانبها، ادان عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات المحلية العمل الإرهابي الذي استهدف القصر الجمهوري شرق البلاد أمس والذي تزامن مع التحولات السياسية التي شهدتها البلاد.

واعتبرت أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية في اليمن)، تزامن هذا الحادث الإجرامي مع التحولات السياسية التي يشهدها اليمن بصورة سلمية محاولة لإعاقة الدخول في المرحلة الانتقالية الثانية التي بدأت بتنصيب عبدربه منصور هادي رئيسا لليمن بعد أدائه اليمين الدستورية تحت قبة البرلمان.

كما اعتبرتها محاولة يائسة لوقف عجلة التغيير التي انطلقت في الـ21 فبراير الجارى حيث انتصر فيه الشعب لإرادته الوطنية بإنجاح الانتخابات الرئاسية التوافقية وانتصر كذلك للجهد الإقليمي والدولي المساند لإرادة اليمنيين.

ودعا المشترك في بيان صحفي، حصلت ((شينخوا)) على نسخة منه، الجهات المختصة الاضطلاع بمسئوليتها في ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة وكشف الجهات التي تقف وراء تلك الجرائم وفضحها أمام الرأي العام.

وشدد المشترك على ضرورة وضع حدا لهذا العبث الذي يهدد حياة الوطن والمواطنين.

هذا وأعلنت اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن اليوم (الأحد) أن التحدي الأمني هو التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد خلال المرحلة القادمة.

وقال اللواء علي سعيد عبيد الناطق الرسمي باسم اللجنة إن " هناك احتمالات ان تواجه البلاد اختلالات أمنية خلال المرحلة القادمة، لكن لدينا خطط ستكون ناجحة في عدم المساس بأمن الوطن والمواطن".

وأوضح عبيد، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) في وقت سابق اليوم، أن ما حدث أمس السبت من عمل إرهابي في مدينة المكلا، والذي جاء بعد ساعة واحدة فقط من أداء اليمين الدستورية للرئيس الجديد لليمن عبدربه منصور هادي، لا يعتبر ردا على خطابه الذي أكد فيه استمرار الحرب على تنظيم القاعدة كواجب ديني ووطني.

وأكد عبيد أن اللجنة مستمرة خلال المرحلة الانتقالية في البلاد والمحددة بسنتين" حسب المبادرة الخليجية، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد إعادة هيكله قوات الجيش وإنهاء الانقسام في صفوفها، بالإضافة إلى الاستمرار في إنهاء كافة المظاهر المسلحة والنقاط الأمنية والعسكرية المستحدثة من المدن اليمنية الرئيسة.

وتابع " سنتعامل مع المرحلة الانتقالية بيقظة، لمواجهة أي احتمالات قادمة " مشيرا إلى أن التحديات الأمنية حاليا هي الأكبر، قائلا "سنعمل جاهدين من أجل إغلاق هذا الملف المعقد ".

وفي نهاية حديثة أكد الناطق الرسمي للجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والتي يرأسها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، أن المجاميع المسلحة والمتمثلة بجماعة الحوثيين والحراك الجنوبي المسلح تثير قلق الدولة، لكن سيتم معالجتها في مؤتمر الحوار الوطني والذي من المتوقع أن ينطلق حلال الفترة القادمة، وسيعالج المؤتمر قضاياهم " المجاميع المسلحة" وسيخرج بحلول لعدد من القضايا الأمنية في البلاد.
شارك الخبر