الرئيسية / تقارير وحوارات / الحوثيون وصالح.. من يكتوي بنيران معركة «التخوين»؟
الحوثيون وصالح.. من يكتوي بنيران معركة «التخوين»؟

الحوثيون وصالح.. من يكتوي بنيران معركة «التخوين»؟

29 يناير 2016 12:12 مساء (يمن برس)

دخل الصراع الدائر بين طرفي الانقلاب في اليمن، مرحلة غاية في الدقة والحساسية، حيث كشفت وسائل إعلام يمنية في العاصمة صنعاء، عن حراك محموم يقوم به المخلوع للتضييق على الحوثيين.

وقالت المصادر إن صالح، أدرك أنه لا مجال للتفاهم مع مليشيات الحوثي وأنه لا مفر من الخلاص منهم، بعد أن قاموا بإجراءات استفزازية تجاهه، ترجمها بشكل أساسي إقدام الحوثيين على وضع أكثر من 20 شخصية مقربة منه تحت الحراسة والمراقبة، وهو ما دفع بصالح لعقد اجتماعات سرية مع زعماء قبليين وقيادات من حزبه، وبعض رجال الأعمال في مسعاه للتحرك سياسياً وشعبياً لتأجيج الشارع في صنعاء ضد الحوثيين.

وكشف مقربون منه، أنه وضع سيناريو جاهزا سيحاول تمريره في الأيام القادمة، يتضمن إلغاء مجلس الحوثي الثوري والسيطرة على كامل المؤسسات وطرد أتباعهم منها.

ونقلت صحيفة “عكاظ” السعودية، أن المخلوع يريد من لقاءاته الأخيرة “إجبار المليشيات على مغادرة المؤسسات واستبدالها بعناصر من أتباعه، وتشكيل مجلس قيادة للانقلاب بديلا عن المليشيات من حزبه وأحزاب أخرى موالية له”.

واتهم صالح، قيادات الحوثيين بنهب المال العام والثراء السريع، مما أدى إلى انهيار رصيد البنك المركزي من العملة الصعبة، وخلق عجزاً في الموازنة، وفق ما ردد المخلوع في مجالسه الخاصة.

حصار المخلوع

ومن جانبها، اعتبرت جماعة الحوثي، أن تصرفات صالح مرفوضة، مؤكدة أنه باتت يقوم بأعمال عدائية غير مقبولة ضدها، متهمة إياه بالوقوف وراء احتجاجات موظفي الدوائر الحكومية، ورفض قوات الحرس الجمهوري والخاصة المشاركة في حربها ضد الجيش الوطني، وحالة الانهيار المعنوي في صفوف أنصارها.

 وضمن الحرب الكلامية، والتنابز بين قطبي الانقلاب على الشرعية في اليمن، تفنن الطرفان في فضح مواقف بعضهما البعض، خصوصا بعد أن خرجت الخلافات عن نطاق السيطرة، وباتت الاغتيالات والتصفية وتهم الفساد وتدبير المؤامرات الشغل الشاغل لعناصر الصراع الحالي.

وفي مسعاها للحد من فاعلية صالح، فرضت قيادة التمرد الحوثي حصاراً إعلامياً عليه، تمثلت في إصدارها توجيهات صارمة بعدم نشر أو بث أي تصريحات أو أحاديث له في وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرتها، كما أغلقت وزارة الاتصالات خدمة الرسائل الإخبارية التابعة لصحيفة “الميثاق”، الناطقة باسم حزب “المؤتمر الشعبي”، وهي إجراءات فسرت بأنها خطوة على طريق عزل المخلوع عن المشهد السياسي.

وصايا إيران

ويرى مراقبون، أن إجراءات الحوثيين هذه، جاءت بعد أوامر صادرة من طهران حذرت المتمردين من مكر المخلوع صالح، خصوصا بعد تسريبات عن جهود يقوم بها لتوفير خروج آمن له مقابل التخلي عن الانقلابيين، بينما يرى آخرون أن الحوثيين باتوا يبحثون بدورهم عن طريقة للخلاص من صالح، خصوصا بعض رفض الكثير من قواته المشاركة في العمليات العسكرية جنباً إلى جنب مع المليشيات، ولا يستبعد أصحاب هذا الطرح أن تكون لغة الاغتيالات والتصفية آخر الحلول المتاحة أمام “تحالف الأعداء”، لانفراد أحد الطرفين بالقرار.

 

شارك الخبر