صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تقول إن إسلام أباد تشعر باستياء كبير جراء استخدام الولايات المتحدة طائراتها بدون طيار في مناطقها الحدودية مع أفغانستان،
لأن هذه الطائرات تسببت في سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء. ولهذا السبب توجهت وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني خار إلى نظيرها البريطاني وليام هيغ راجية بريطانيا التدخل،
لإقناع الإدارة الأمرييكية بالكف عن استخدام هذه الطائرات التي تعتمد عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في ملاحقة المسلحين من عناصر طالبان.
وتشير معطيات أمريكية إلى أن أربعين دولة فقط من دول العالم تنتج هذا النوع من الطائرات، لكنها على الأغلب طائرات بسيطة وخفيفة، مصممة لتنفيذ مهمات تكتيكية كالتجسس والاستطلاع.
كما أن تلك الطائرات تستخدم أحيانا لتنفيذ بعض المهام غير العسكرية. ففي لندن على سبيل المثال قررت السلطات البريطانية الاستعانة بهذه الطائرات للمراقبة خلال دورة الألعاب الأولمبية، التي ستجري الصيف القادم في بريطانيا.
وتستخدم دول الاتحاد الأوروبي هذه الطائرات لمراقبة الحدود. لكن عددا قليلا من الدول يستطيع إنتاج الطائرات القاذفة بدون طيار لأن تصنيعها يتطلب توفر إمكانات علمية وتقنية ومالية كبيرة.
ويضم نادي الدول المنتجة لهذا النوع من الطائرات كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي والصين وإسرائيل.
فالطائرات الأمريكية من طراز "بريداتور" (المفترس) مزودة بصواريخ جوـ أرض، علما بأن الولايات المتحدة تسمح ببيع هذه الطائرات لحلفائها فقط، كإيطاليا وبريطانيا.
والطائرات الإسرائيلية من طراز "غاربيا" مصممة للبحث عن الرادارات ووسائل الدفاع الجوية المعادية وتدميرها. أما الاتحاد الاوروبي فيجري العمل فيه على انتاج طائرات بدون طيار من هذا النوع.
ويؤكد خبراء أن الطائرات المصممة للاستخدامات العسكرية، أظهرت فعالية كبيرة في القضاء على الأهداف التي توجه إليها.
وقد استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لتنفيذ مهمات قتالية على نطاق واسع في باكستان، ولضرب قواعد تنظيم القاعدة في اليمن، وفي الصومال، وفي مناطق أخرى من العالم.
كما أن استخدام هذا السلاح، يشبه إلى حد كبير معارك ألعاب الفيديو، التي يقتصر دور العنصر البشري فيها على ضغط الأزرار. ومن الملاحظ أن الاعتماد على الطائرات بدون طيار، يحظى بتأييد العسكريين والسياسيين على حد سواء.
وتشير توقعات الخبراء الأوروبيين إلى أن الطلب العالمي على الطائرات بدون طيار على اختلاف أنواعها، سوف يزداد بشكل ملحوظ، خلال الأعوام القليلة القادمة.
والسبب في ذلك يعود إلى تنامي الحاجة لهذه الأنظمة، عاما بعد عام، من جانب العسكريين، والأجهزة الأمنية، والشرطة، ولأن دولا كثيرة سوف تحرص على دعم ترساناتها بعدد من هذه الطائرات، ما يعني أن بيع الطائرات بدون طيار قد يتحول الى تجارة رائجة تدر مليارات الدولارات.
اذ يقدر الخبراء حجم الصفقات المتوقعة المتعلقة بهذا النوع من السلاح، بـ 6 مليارات دولار سنويا، خلال السنوات الـ5 القادمة. وبحلول العام 2018 قد يرتفع إلى 12 مليار دولار سنويا .