الرئيسية / شؤون محلية / هادي في القصر الجمهوري خلفاً لـ "الراقص على رؤوس الثعابين"
هادي في القصر الجمهوري خلفاً لـ \"الراقص على رؤوس الثعابين\"

هادي في القصر الجمهوري خلفاً لـ "الراقص على رؤوس الثعابين"

22 فبراير 2012 04:30 صباحا (يمن برس)
دخل اليمن أمس الثلاثاء مرحلة جديدة في تاريخه، في ظل قيادة رئيس جديد من خارج القوى الحاكمة لليمن منذ عشرات السنين، ويتوقع المراقبون أن يكون هادي رئيساً جيداً خلفاً للرئيس السابق، الذي كان يحلو له أن يؤكد أنه حكم بوساطة “الرقص على رؤوس الثعابين”، ويقولون انه الرجل الذي يحتاج اليمن إليه في هذه المرحلة، ويقدم هادي نفسه كرئيس يمتلك رؤية جديدة وعقلية متفتحة .

كان هادي دائماً في الظل، وخلال أشهر الثورة اليمنية ظلت مواقفه غامضة، لكن خطاباته خلال حملته الانتخابية تقدم هادي كرئيس سيقود البلاد بمسؤولية، حيث يلخص رؤيته في عبارة مميزة “لكي ننجح علينا أن نغادر الماضي ونتطلع إلى المستقبل” .

وفي خطاب تدشين الحملة الانتخابية، دعا اليمنيين إلى فتح صفحة جديدة، كما استخدم أكثر من مرة عبارة “إخراج اليمن من عنق الزجاجة” كمهمة عاجلة للمرحلة الانتقالية التي يقول إنها ستكون علامة فارقة، يقول “من خلال الانتخابات نعبر إلى فترة الانتقال التاريخية التي، وان كانت بحساب الزمن قد تكون قصيرة إلا أنها وبحكم القضايا التي سيتم نقاشها والتغيير الذي ستحدثه في مختلف المجالات والمناحي الشاملة، ستكون بالتأكيد علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث” .

يحظى هادي بثقة الأطراف المتصارعة في اليمن، ويقول أمين عام حزب الإصلاح عبدالوهاب الآنسي “نحن على ثقة بمقدرة الرئيس عبد ربه منصور هادي على تحمل مسؤولية السير بشعبنا نحو الأمام وذلك لما يمثله من عامل توازن بين الجميع وما يملكه من كفاءة واقتدار وسيرة نضالية وعلمية متميزة، وما يحظى به من توافق وإجماع” .

لم يقدم الرئيس الجديد وعوداً بأن يجعل البلاد مزدهرة، فأمامه تحديات ضخمة، وملفات شائكة ومعقدة، وفي بيان للشعب عشية الانتخابات، تحدث هادي عن استعادة الدولة كأولوية أولى، يقول “من أوجبِ الواجباتِ هو استعادةِ الدولةِ التي تم انهاكُها لتعاودَ القيام بدورها الأساس بتأمينِ حياةِ الناسِ معيشياً” .

ويعاني اليمن أزمات إنسانية فضلا عن أزماته السياسية والاقتصادية المزمنة، وحذرت منظمات دولية من أزمة إنسانية خطيرة، وقال صندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إن 57 في المئة من أطفال اليمن البالغ عددهم 12 مليونا يعانون سوء تغذية مزمناً وهي أعلى نسبة لسوء التغذية المزمن على مستوى العالم بعد أفغانستان .

ويقول محمد الميتمي، الاقتصادي في جامعة صنعاء إن عشرات الآلاف من اليمنيين فقدوا وظائفهم عام 2011 وارتفعت أسعار السلع الرئيسية مثل الأرز بما يصل إلى 60 في المئة .

وسيحتل ملف الاقتصاد أولوية في أجندة الرئيس الجديد، الذي جدد طلبه من الدول الشقيقة والصديقة للإسراع في تبني الدعم العاجل من خلال تحريك ما تم رصده في مؤتمر المانحين وأصدقاء اليمن، كما تمنى على الدول العشرينَ الصناعيةِ تبني مؤتمرٍ لدعم اليمن اقتصادياً لمُساعدتِها على مواجهةِ التحدياتِ المقبلة .

وفي أولويات المرحلة الانتقالية يأتي الحوار الوطني باعتباره نقطة تحول، ومحطة للحل السياسي وإيجاد حلول للقضية الجنوبية وقضية صعدة، بالإضافة إلى إيجاد حلول لقضية المعتصمين في الساحات وتلبية مطالبهم، والاهتمام بملف شهداء وجرحى الثورة .

قضايا أخرى مهمة ينتظر إنجازها على رأسها توحيد الجيش الذي يعاني الانقسام وإعادة هيكلته، ثم قضايا النازحين وأولهم نازحو أبين الذين يقدر عددهم بنحو مئة ألف نازح .

وينتظر المجتمع الدولى من الرئيس الجديد تعهدات بمواصلة الحرب ضد الإرهاب واستمرار تطهير المناطق اليمنية التي تسيطر عليها عناصر تنظيم القاعدة، وقد تعهد الرئيس الجديد بوضع حد لما سماها “الأعمال الإرهابية الخارجة على الدين والقانون” ووعد ب “استئصال سرطان ليس لتمدده حدود”، مشيراً إلى أن الحرب على الإرهاب تقتضي مساندة أبناء الوطن واستمرار الدعم الإقليمي والدولي .

ويقول محللون سياسيون إن على الرئيس الجديد أن يبدأ حكمه بقرارات جريئة وقوية تعيد الأمل للشارع المتطلع للتغيير والدولة الحديثة .

ويدور الكثير من الجدل حول شخصية هادي ودوره في رسم معالم مستقبل بلاده، ففي حين يقول مراقبون إن شخصيته ضعيفة، يرى آخرون أن قبوله بتحمل قيادة البلد في هذا الظرف الاستثنائي والخطير، قرار يدل على شجاعة الرجل وقوته، ويقول الكاتب الصحافي حسن العديني “عبد ربه ليس ضعيفاً، يمتلك الكثير من نقاط القوة، وإرادة الشعب تعطيه القوة، كما أن السلطة تصنع القوة وسيكون شخصاً قوياً” .

ويشير العديني إلى أن المرحلة المقبلة لن تكون مرتبطة بشخص، وان الذين سيصنعون المستقبل هم تيار التغيير” .

ويخشى المراقبون من استمرار نفوذ صالح الذي حكم اليمن لفترة تزيد على 33 عاماً وأنشأ شبكة مصالح لن يكون القضاء عليها يسيراً، وهناك من يذهب إلى القول إن هادي سيكون واجهة لصالح، لكن سياسيين يقولون إن هادي وصالح ليسا على وفاق، وان هادي لن يكون ميدفيديف، وصالح ليس بوتين .

ويؤكد الصحافي باسم الشعبي أن هادي يمتلك الكثير من نقاط القوة، ويقول “تتمثل نقاط قوته في” استمرار الثورة الشعبية وعلاقاته الواسعة بمختلف القوى، ووجود رؤية سياسية تكونت من خلال مطالب الشباب امتزجت داخلها مطالب الحراك والقوى المختلفة الحاملة للقضية الجنوبية .
شارك الخبر