حاول مقيم يمني بالمملكة العربية السعودية رسم سيناريو مزعوم عن تعرضه لعملية اختطاف وسرقة مبلغ مالي كان بحوزته يعود لشركة كبرى في جدة، أثناء ذهابه إلى أحد البنوك المحلية لإيداعه، قبل أن يقع في فخ تزييفه إثر اعترافه بأنه الجاني.
المقيم الذي يعمل أمينا للصندوق في الشركة التي كانت تقوم في نهاية السنة الميلادية بإجراء جرد سنوي، زعم اعتراض شخصين يستقلان مركبة من نوع فورد تورس أسود اللون، أثناء خروجه من مقر عمله في المجمع الصناعي شرقي جدة نحو الساعة العاشرة صباحا وفق بلاغه المقدم للأجهزة الأمنية، متجها للبنك لإيداع المبلغ (700 ألف ريال)، إلا أن الجناة (وفق مزاعمه) انتحلوا شخصية رجال الأمن حيث كانوا مزودين بأجهزة لاسلكية وقاموا بتفتيشه واستدعوا دورية مدنية أخرى حضرت للموقع وطلبت إحالته لمركز الشرطة، في تلك الأثناء اصطحبته الدورية معه وتجولت به في عدة طرقات بحجة التأكد من الوضع الأمني في المنطقة، إلا أنهم اعتدوا عليه بالضرب وسرقوا ما بحوزته من أموال وتركوه وحيدا.
مقدم البلاغ زعم أيضا أنه لم يستطع تمييز لوحة السيارة المستخدمة في الجريمة كون اللوحات مطموسة، إلا أنه نجح في تسجيل 4 أرقام كانت واضحة أمامه وأدلى بها لرجال الأمن الذين تعاملوا مع البلاغ بجدية وشرعوا في التحقيق بمتابعة من مدير شرطة جدة اللواء مسعود العدواني والذي شكل فريقا لفك طلاسم الجريمة والوصول إلى الجناة، إذ ضم عناصر ذات خبرة ودراية بمثل هذه الجرائم عملت في اتجاهين، الأول لحصر السيارات المطابقة وإجراء التعاميم اللازمة للوصول إلى السيارة التي أشار إليها مقدم البلاغ، فيما عمل الفريق الآخر على استدعاء الضحية المزعوم وإعادة الاستماع لأقواله بهدف ضبطها وكشف مكامن الخلل فيها، ليرصد رجال الجنائية اختلاف أقواله وتناقضها وتغييرها ما جعل الشكوك تتزايد حوله، خاصة بعد اصطحابه لتحديد المسار الذي كان يسير به، إذ استمر تناقض أقواله ولم يستطع تحديد خط سير الجناة وموقع الحادثة وضبطها بشكل دقيق، فيما رصد ضباط التحقيق عدم وجود أي إصابات على جسده رغم ادعاء ضربه من الجناة مما عزز الشبهات في الضحية المزعوم ليجري تضييق الخناق عليه ليسقط معترفا بجريمته، مؤكدا أن كافة أقواله وهمية ولم يتعرض للسرقة أو الضرب، مشيرا إلى أن البلاغ المقدم كاذب، فيما أشار خلال اعترافاته إلى أنه طمع في الأموال التي كان ينقلها إلى البنك لإيداعها في حساب الشركة، مقرا بتحويل المبالغ المسروقة إلى اليمن على 3 دفعات لغرض شراء أراض هناك، وتبقى لديه 61 ألف ريال أخفاها في مستودع بمنزل والده، حيث انتقلت الفرق الأمنية إلى المنزل وجرى تحريز المبلغ المالي وإحالته لجهات الاختصاص.
الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة العقيد دكتور عاطي القرشي، أكد أن مركز السامر بشرطة جدة تبلغ من مقيم عربي في العقد الرابع من العمر، عن تعرضه للضرب وسرقة مبلغ يتجاوز (700 ألف ريال) تابع للشركة التي يعمل بها، حيث جرى انتقال رجال الأمن والمختصين للموقع، وصدرت توجيهات مدير شرطة جدة اللواء مسعود العدواني بتكثيف البحث والتحري لكشف ملابسات القضية وأطرافها، حيث كشفت جهات التحقيق ملابسات القضية وتوجيه الاتهام للمدعي والذي يعمل أمين صندوق بالشركة وبسماع أقواله أفاد أنه استحوذ على المبلغ وحول جزءا منه لبلاده وأخفى المتبقي بمنزل والده والادعاء بعملية السرقة لضمان عدم مطالبته فيما بعد، حيث ضبط المتهم تمهيدا لإحالته لجهة الاختصاص بتهمة السرقة والإدلاء بمعلومات غير صحيحة للجهات الأمنية.