نشرت صحيفة ميدل إيست منيتور البريطانية، تقريرا تحدثت فيه عن عمليات الخطف التي شهدتها اليمن، منذ 2011، والتي كان الحوثيون أبرز المسؤولين عنها.
وأشار التقرير، إلى أن الحوثيين، الذين يتخذون من محافظة صعدة شمال اليمن، معقلا لهم، هم أحد أهم الأطراف المسؤولة عن عمليات الخطف، التي تزايدت منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أنهم في البداية كان هناك اعتقاد بأنهم يريدون محاربة الفساد، إلا أن الأمر تغير بعدما تحالفوا مع أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح لإسقاط الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.
وتحدث التقرير، عن الجرائم التي ارتكبها الحوثيون منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء، في سبتمبر من العام 2014، بعد أن تحالفوا مع مؤيدي الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذين ساهموا في الانقلاب على الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، إما بدوافع سياسية، أو بدافع الولاء القبلي، في حين رأى بعض رجال القبائل أن تحركات الحوثيين قد تصب في مصلحة الشعب.
وقال التقرير، إنه منذ ذلك الحين، تحالف الحوثيين مع الرئيس السابق صالح لقلب نظام الحكم، لافتا إلى قيامهم بقصف المدنيين، وفرض الحصار على المدن، بدوافع انتقامية من صالح والحوثيين، حيث تسبب الحرب التي شنوها بتشريد الكثيرين.
وأضاف التقرير، أنه جراء ذلك زادت عمليات الخطف، على خلفية التعبير عن الرأي، بهدف تكميم أفواه الناشطين الإعلاميين والحقوقيين.
وقال التقرير إن هناك ثلاثة دوافع لعمليات الخطف في اليمن، منها الدوافع القبلية، والأخرى سياسية، بينما الأخيرة جنائية.
وأشار إلى أن عمليات الخطف القبلية، تكون غالبا بسبب النزاعات القبلية، التي تأخذ طابعا ثأريا، أو بهدف الحصول على صفقات تجارية أيضا.
في حين تمثل الدوافع السياسية والجنائية لعمليات الخطف، حيث قليلا ما يكون لها هدف محدد، في حين تكون عمليات خطف السياح الأجانب بشكل عشوائي، كوسيلة للضغط على الحكومة.
وأشار التقرير إلى أنه منذ بدء عملية عاصفة الحزم، ازداد الطابع الاستبدادي للحوثيين، حيث كان قاسيا بشكل استثنائي لكل من يعترضهم.
من هؤلاء الذين تعرضوا للاختطاف الدكتور عبد القادر الجنيد، أحد الأطباء البارزين في مدينة تعز، حيث يقوم بتسليط الضوء على جرائم الحوثيين منذ وقت مبكر، قبل أن تصبح تلك الجرائم معروفة على مستوى العالم.
وأضاف التقرير، بأن الجنيد، أصبح صديقا للكثيرين في تعز، بعد أن تطوع لإنقاذ المصابين والمرضى في مدينة تعز المحاصرة، بشكل مجاني، وخصوصا في المناطق الريفية في تعز.
ونقل تقرير ميدل إيست مينتور – حسب الترجمة التي نشرها «مندب برس» - عن شهود عيان، قولهم عن الدكتور الجنيد: "إنه لطيف جدا، ويحظى باحترام كبير جدا ويحترم كل شخص آخر في المقابل".
وأضاف بأنه كان يقوم بإيصال حقيقة ما يحدث في تعز لوسائل الإعلام العربية والدولية، حتى تمكن من نقلها إلى العالم.
وأشار التقرير، إلى أنه في 5 أغسطس الماضي، اختطفه الحوثيون، بعد أن قاموا باقتحام منزله، واقتادوه من أمام أطفاله وزوجته.
وأضاف نجله، أن رجال مسلحين يرتدون ملابس مدنية، اقتحموا المنزل، وقاموا باختطافه باستخدام القوة البدنية، من داخل منزله، وقاموا بتهديد زوجته، ثم قاموا بنهب المنزل.
وقال نجل الدكتور الجنيد: "لقد سرقوا أشياء ثمينة وبعض القطع الأثرية التي تركها لنا الجد الأكبر، تلك التي تعني الكثير لعائلتنا".
وأضاف: " سرقوا المال كمبيوتر محمول واحد وثلاثة الهواتف النقالة، حتى أنهم هددوا أمي إن لم تتعاون معهم"، ثم وضعوه في السيارة، ومنذ ذلك الحين لم تره عائلته أبدا.
وأشار تقرير ميدل إيست مينتور، إلى الحملة التي دشنها ناشطون تحت وسم #FreeGuneid ، لمطالبة الحوثيين بالإفراج عن الدكتور الجنيد، وهي حملة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال التقرير، إن حادثة اختطاف الدكتور الجنيد، لا تزال واحدة من أبرز الأمثلة على اضطهاد المثقفين والقوميين من قبل ميليشيات الحوثي وصالح.
وقال التقرير: " من المهم أن نتذكر أنه هو واحد من العديد من الذين اضطهدوا بسبب التعبير عن آرائهم وللتحدث ضد جرائم الحوثي / صالح في منطقتهم".
ونقل الموقع/عن نجله دعوته للمجتمع الدولي، بعدم التخلي عن والده وأن يدعم الحملة المطالبة بالإفراج عنه، وكذا الإفراج عن جميع المختطفين في سجون المليشيات الحوثية، منذ سبتمبر 2014.