الرئيسية / تقارير وحوارات / آثار اليمن ومؤسساته الثقافية في مرمى الحرب
آثار اليمن ومؤسساته الثقافية في مرمى الحرب

آثار اليمن ومؤسساته الثقافية في مرمى الحرب

17 يناير 2016 06:15 مساء (يمن برس)
لم تسلم المؤسسات الثقافية والمواقع الأثرية التاريخية في اليمن من لهيب جحيم الحرب المستعرة منذ مارس/آذار 2015، حيث مسها القصف والحرق والتدمير والنهب أيضا.

معالم اليمن الأثرية وإرثه التاريخي التي تعود لثمانية آلاف سنة قبل الميلاد، مستها آلة الحرب بالأضرار جراء استخدامها مواقع عسكرية من قبل مليشيات الحوثيين وقوات حليفهم بالانقلاب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وقد تعرض سد مأرب رمز مملكة سبأ العظيمة المذكورة بالقرآن الكريم للأضرار جراء قصف مسه، بينما أدى تمركز الانقلابيين بمدينة مأرب القديمة إلى تدمير شواهدها ومعالمها التاريخية، وهو نفس الحال الذي شهدته مدينة براقش عاصمة دولة معين بمحافظة الجوف، وغيرها من المواقع الهامة في تعز والحديدة وعدن وذمار والضالع وحجة وحتى صعدة.

وفي تعز التي تعاني حصارا خانقا من الحوثيين وقوات صالح منذ أكثر من ثمانية شهور، تعرضت معالمها التاريخية والثقافية للقصف والاستهداف، حيث قصفت قلعة القاهرة الأثرية التي كان يتمركز بها الحوثيون ويقصفون منها أحياء المدينة.

الاستهانة بالإرث
وآخر ما أثار الاستياء بالأوساط اليمنية قصف مبنى ومقر مؤسسة السعيد الثقافية في تعز، التي تعرضت للقصف وأحرقت مكتبتها التي تضم مئات آلاف الكتب القيمة، وهو ما جعل كثيرين يعبرون عن الألم والاستغراب جراء الاستهانة بالإرث الثقافي والتاريخي للبلاد، وتعريضه للدمار والقصف، من خلالها اتخاذها مواقع عسكرية.

وقال مدير مؤسسة السعيد الثقافية بتعز، فيصل سعيد فارع، في حديث للجزيرة نت، إن قصف واستهداف المراكز الثقافية والمعالم الأثرية والمواقع التاريخية يعد كارثة بكل المقاييس، ومن المؤسف أن تتعرض للتدمير، فهي معالم ذات دلالة رمزية لليمن وبما تشكله من تراكم لقيم وثروة معرفية لا تقدر بثمن.

وكانت منظمة اليونسكو وجهت نداء في يونيو/حزيران الماضي، لأطراف الصراع باليمن، باحترام اتفاقية عام 1954 بشأن حماية المؤسسات الثقافية في حالة الحروب، عن طريق الإحجام عن استهداف المواقع الأثرية والثقافية، أو استخدامها لأعمال حربية.

وثمة اتهامات للمليشيات الحوثية التي سيطرت على العاصمة صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول 2014، وأعلنت الانقلاب على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، واستولت على مؤسسات الدولة بالقوة، بأنها تتخذ عمدا المؤسسات الثقافية والتعليمية والمواقع الأثرية والتاريخية كالقلاع والحصون والمواقع المرتفعة ثكنات عسكرية وسجونا لمعارضيها وخصومها السياسيين والنشطاء الحقوقيين والصحفيين.

الجهل والخراب
وقال الباحث اليمني توفيق السامعي إن الحركة الحوثية المسلحة منذ بدايات نشأتها الأولى عمدت إلى تدمير معالم الثقافة والتعليم اللتين لا يمكن أن تعيش في ظلهما لأنهما ضدان لا يجتمعان، فلو وجدت الثقافة والتعليم لا يمكن أن يكون وجود للحوثية لأن بيئتها الجهل والخراب، وفق تعبيره.

وأضاف السامعي، في حديث للجزيرة نت، أن الحوثيين كحركة انقلابية متمردة لا تعترف بالمؤسسات العلمية ولا الثقافية، وقد عمدوا لتخريب المدارس الإسلامية منذ استيلائهم على مؤسسات الدولة وانقلابهم على الشرعية، فحاولوا تدمير مدارس وجوامع الأشرفية والمظفرية في تعز، وهدموا المدارس المنصورية في عدن، وحاولوا تدمير مدرسة العامرية وقلعتها في رداع.

وأشار إلى أن هناك وثيقة فكرية أصدرتها جماعة الحوثيين عام 2012، وهي تعتبر بمثابة دستورهم الرسمي، تعزز نهجهم في رفض الآخر والاستهانة به سواء كان إنسانا أو تاريخا أو ثقافة وعلوما.

وبشأن قصف وحرق مؤسسات مدينة تعز عاصمة اليمن الثقافية، قال السامعي "إن الحوثية تستهدف كل شيء في تعز بثقافتها وإنسانها بالقصف والدمار والحصار والخنق، ولو استطاعوا أن يمنعوا عن تعز أوكسجين السماء لفعلوا، لأنهم جاؤوا من ظلام كهوف التاريخ ويحقدون على كل شيء له صلة بالعلم والحياة والثقافة والمدنية".

شارك الخبر