مع تأجل محادثات السلام اليمنية التي كان يفترض أن تنطلق في سويسرا الخميس 14 يناير/كانون الثاني الجاري، تبرز عدة أسباب لتعثر التسوية من بينها دور الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في ذلك.
حلقة السبت (16/1/2016) من "حديث الثورة" تساءلت عما تبقى من وزن لصالح في معادلة التسوية، ومدى قدرة الأمم المتحدة على إكمال طريق التسوية وإلزامه وجماعة الحوثي بالقرار الأممي 2216، وبتعهدات جنيف2، ومنها الإفراج عن المعتقلين السياسيين وفك حصار تعز.
يأتي هذا كله مع تصريح صالح مؤخرا بأن الحرب لم تبدأ بعد، الأمر الذي وصفه المتحدث باسم الجيش الوطني اليمني سمير الحاج بأنه تصريح للاستهلاك الإعلامي فقط.
جيش خاص
وحول الأساس الذي جعل لصالح دورا في توفير غطاء للحوثيين، قال سمير الحاج إن الجيش اليمني أفرغ من كينونته ليصبح جيشا خاصا يرأسه أبناء المخلوع وأقاربه.
ومضى يقول إنه بينما لم تدخل الجيش قطعة سلاح واحدة منذ 15 عاما، كان التسليح النوعي والتدريب العالي يذهب إلى الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي، وجميعها تابعة لصالح.
من ناحيته قال عدنان العديني نائب رئيس الدائرة الاعلامية في حزب التجمع اليمني للإصلاح إن صالح عمل على تأسيس شبكة ولاءات خارج نسق الدولة ارتبطت به شخصيا، وأصبحت مدمجة في عملية الفساد.
لكنه رأى مع ذلك أن صالح الآن ليس بالشخص القوي الذي يروج له، فكثير من قواعد المؤتمر الشعبي العام (الحزب الذي أسسه صالح) ترى أنه ورطها في معارك لا تريدها، كما ترى حجم الجرائم التي ارتكبت في محافظات مثل تعز وإب.
ولاءان لصالح وللوظيفة
بدوره قال عضو الحوار الوطني اليمني مانع المطري إن الجيش له ولاءان إما لعلي صالح أو للوظيفة، وهؤلاء الأخيرون يقاتلون دفاعا عن حقهم الوظيفي، لافتا إلى تقصير حكومة الشرعية في استيعابهم. وأضاف أن التحالف بين صالح والحوثي عميق، لكن الانهيارات تحدث في المؤتمر الشعبي.
أما الناطق باسم المقاومة الشعبية في صنعاء عبد الله الشندقي فقال إن علي صالح استطاع "توريط الناس مثل إبليس" ليربطهم به شخصيا، فهو يعرف أن تطبيق قرار الأمم المتحدة 2216 وتعهدات جنيف-2 ليس في مصلحته ولذلك هو يعارضها.
وحول تعثر التسوية وإمكانيات ضرب موعد قريب لجولة محادثات، قال مانع المطري إنه لا جدوى ولا معنى للدخول في جولة ثالثة دون الالتزامات المرتبطة بإجراءات بناء الثقة، وفي مقدمتها فك الحصار عن تعز والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
سمير الحاج قال إنه في جنيف2 كان ثمة شقان: الأول بناء الثقة والثاني الشق السياسي، ولم يجر البدء في الثاني بسبب الاصطدام بتعنت الحوثيين حتى في الالتزامات التي تعهدوا بها فيما يتعلق بالمعتقلين وتعز.
مع ذلك أكد الحاج أن المعطيات على الأرض تقول إن 30% من الأرض هي تحت سيطرة الحوثي وصالح، و70% بيد قوات الشرعية.
مفاوضات عبثية
أما عبد الله الشندقي فقال إن هذه المفاوضات عبثية وتشرعن "الإرهاب"، وإن صالح والحوثيين لم يفاوضوا إلا حين كانوا يحاصَرون.
من جهته رأى عدنان العديني إن على الأمم المتحدة ألا تحشر تعز كشرط تفاوضي، فحصار المدينة قضية إنسانية يجب أن يحل بصرف النظر عن المسار السياسي.
وأضاف أن المسألة السياسية تتعلق أساسا بالانقلاب على المسار السياسي اليمني والذي ترتب عليه القرار 2216 الذي يطلب إزالة آثار الانقلاب، وما لم يستجب الحوثيون فعلى الأمم أن تتحرك وفق البند السابع.