الرئيسية / تقارير وحوارات / اليمن: انفراجات تعزز حظوظ المحادثات والخلافات تعصف بالمليشيات
اليمن: انفراجات تعزز حظوظ المحادثات والخلافات تعصف بالمليشيات

اليمن: انفراجات تعزز حظوظ المحادثات والخلافات تعصف بالمليشيات

17 يناير 2016 07:16 صباحا (يمن برس)
ترتفع حظوظ إمكانية توصل الأمم المتحدة، عبر مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى تحديد موعد جديد لاستئناف المحادثات بين ممثلي الشرعية اليمنية وممثلي مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بعد إفراج الحوثيين، أمس السبت، عن وزير التعليم الفني والتدريب المهني، عبد الرزاق الأشول، وأربعة آخرين من قيادات "الإصلاح"، هم: محمد العديل وعبدالله السماوي وحميد القعادي وعلي الحدمة، وذلك بعد يومين من إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن موافقتهم على الإفراج عن عدد من المعتقلين، في سياق إجراءات "بناء الثقة" تمهيداً للجولة المقبلة من المحادثات غير المحدد زمانها، فيما يظل مصير القيادي الإصلاحي محمد قحطان، المختطف منذ 4 أبريل/نيسان 2015، مجهول.

وجاء الإفراج عن المعتقلين الخمسة في الوقت الذي كان فيه ولد الشيخ أحمد يتواجد في الرياض، حيث اجتمع أمس مع نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء خالد بحاح، ونائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، في العاصمة السعودية، فيما أكدت مصادر مقربة من المليشيات لـ"العربي الجديد" أن جزءاً من فريق ولد الشيخ أحمد لا يزال يتواجد في صنعاء.

وكان المبعوث الأممي قد غادر صنعاء يوم الخميس الماضي، متوجهاً إلى الرياض بعدما تمكن من الإفراج عن مواطنين سعوديين كانا معتقلين في سجون الحوثيين، فيما كان حريصاً أمس السبت، عقب اجتماعه بالمسؤولين اليمنيين في الرياض، على التأكيد أن "الأمم المتحدة تلتزم بدعم الشرعية في اليمن، وجهودها ستستمر مع الطرف الآخر لإقناعه بتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه أخيراً من خلال مشاورات بيل السويسرية، الرامية بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وفتح الممرات أمام المساعدات الإغاثية للدخول إلى المدن والمحافظات المحاصرة".

وأكد ولد الشيخ أحمد، خلال لقائه مساء أمس المخلافي، استمرار جهود الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى وقف إطلاق نار مبدئي وتنفيذ القرار 2216". من جهته، حمّل المخلافي الحوثيين والمخلوع صالح مسؤولية "تأجيل استئناف المشاورات والتي كانت من المقرر عقدها منتصف الشهر الحالي".

وكان ولد الشيخ قد أطلع بحاح على نتائج زيارته الأخيرة إلى صنعاء، ولقائه بقادة مليشيا الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، والجهود التي بذلها في سبيل الإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين في إطار التحضير لانعقاد المشاورات في أقرب وقت ممكن وتنفيذاً للثقة المتفق عليها من خلال مشاورات بيل السويسرية، بين وفد الحكومة اليمنية الشرعية ووفد الحوثيين برعاية الأمم المتحدة. وأكد بحاح على "ضرورة التزام المليشيا الانقلابية بتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالشأن اليمني، خصوصاً تطبيق القرار 2216، وتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في محادثات بيل، المتمثلة بإطلاق سراح كافة المعتقلين من سجون المليشيا وفتح ممرات آمنة أمام دخول المساعدات الإغاثية الإنسانية إلى كافة المدن، خصوصاً تعز، ورفع الحصار المفروض عنها منذ أكثر من 8 أشهر وتفعيل لجنة التهدئة والتواصل على الميدان".

في سياق آخر، بدأت العلاقة بين مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والموالين لها، أو ما بات يُطلق عليهم تسمية "المتحوثين" في مناطق خارج حاضنتها الشعبية، في مناطق الوسط والشرق والغرب، تتوتر وتدخل مرحلة التهديدات والتصفيات، بعد تعقّد الأعمال العسكرية وفشل المليشيات في إيقاف تقدم قوات الشرعية و"المقاومة".

وكشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أن "قيادات حوثية وقيادات موالية للمخلوع، عقدت لقاءات في محافظات إب وتعز والبيضاء، مع بعض المتحوثين. وقد شهدت اللقاءات حالة من الشد والجذب بين قيادات المليشيات والشخصيات والقيادات المتحوثة، وصل إلى حد تهديد قيادات المليشيات بتصفية القيادات المتحوثة".

في سياق آخر، شنّت قوات الأمن عمليات مداهمات طالت مناطق في البريقة، غرب عدن، ومناطق في خور مكسر، بعد ارتفاع عمليات الاستهدافات الأمنية، التي تطال مرافق وشخصيات. وكان آخرها استهداف قائد عسكري، أمس السبت، في عدن بعبوة ناسفة في خور مكسر، ونجا منها وقامت قوات الأمن بمحاصرة المنطقة التي حصل فيها الاستهداف. وبدأت قوات الأمن في عمليات الملاحقات والمداهمات للخلايا والمناطق المشتبه بتواجد مشتبهين فيها، بعد أن ارتفعت الاستهدافات الأمنية في عدن، ووصلت حدّ تفجير أنبوب النفط في مصافي عدن.

ميدانياً، تواصلت الغارات الجوية للتحالف العربي في محافظة صعدة، معقل الحوثيين ومحافظات متفرقة بالبلاد، بالتزامن مع استمرار المواجهات المسلحة. وأعلن الحوثيون أن 30 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح جراء غارات نفذتها مقاتلات التحالف في مدينة ضحيان، بمحافظة صعدة، الأمر الذي لم يتسن الحصول على تفاصيل حوله من مصادر مستقلة.

كما نفذت التحالف سلسلة غارات على مواقع متفرقة في محافظات الحديدة، عمران، وضواحي صنعاء، وتركزت الغارات في تعز التي تشهد مواجهات متقطعة بين "المقاومة" من جهة والحوثيين والموالين للرئيس المخلوع من جهة أخرى.

شارك الخبر