الرئيسية / تقارير وحوارات / اختفى عبدالملك الحوثي وظهر (القائد الحقيقي) للانقلاب.. الأسباب والتفاصيل
اختفى عبدالملك الحوثي وظهر (القائد الحقيقي) للانقلاب.. الأسباب والتفاصيل

اختفى عبدالملك الحوثي وظهر (القائد الحقيقي) للانقلاب.. الأسباب والتفاصيل

15 يناير 2016 08:16 مساء (يمن برس)
أثار الظهور اللافت والمتكرر للرئيس السابق علي عبد الله صالح، بخطابات متلفزة، تساؤلات عديدة بشأن بروزه الإعلامي، حيث يبدو وكأنه قائد الانقلاب الفعلي على الشرعية في اليمن، وما زال يتحدث وكأنه رئيس للبلاد.
 
المخلوع صالح برز في خطابات متلفزة في ظرف أسبوعين فقط، سجلت له في أماكن مجهولة، وكأن بيده تحديد مسار الحرب عبر دعوته السعودية للحوار معه، في وقت رأى مراقبون أنه اللاعب الأساسي، فهو من يستخدم مليشيا الحوثيين كأداة في الحرب كما استخدم قوات الحرس الجمهوري الخاضعة لسيطرته، وسخر أجهزة الدولة العميقة في الانقلاب على سلطة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.
 
في المقابل، غاب عن المشهد قائد الحركة الحوثية عبد الملك الحوثي الذي برز قبل وعقب سيطرة مليشياته المسلحة على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014.
 
وتتردد أنباء عن وجود الحوثي خارج اليمن منذ ما قبل بدء عاصفة الحزم التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية، تأييداً للشرعية ورفضاً للانقلاب، وقطعاً للأيدي الإيرانية العابثة بأمن واستقرار اليمن.
– مصير مجهول
إلا أن الناشط السياسي والمحامي خالد الآنسي توقع أن يكون “عبد الملك الحوثي تحت قبضة المخلوع صالح شخصياً في حالة أشبه بالاعتقال أو الإقامة الجبرية، أو يكون محتجزاً في مكان سري حتى يضمن صالح أن لا يهرب أو ينقلب عليه”.
 
ولم يستبعد الآنسي في حديث لـ “الخليج أونلاين” “أن يلجأ المخلوع إلى تصفية الحوثي، كما صفى من قبل أخاه الأكبر حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس الحركة بجبال مرّان بمحافظة صعدة، ليموت وتموت أسرار العلاقة بين صالح وبينه”.
 
وبشأن ما يردده بعض الحوثيين بمواقع التواصل الاجتماعي أنهم يحذرون صالح ويهددونه بالقبض عليه وإيداعه السجن إذا تجاوز في خطاباته، قال الآنسي: “المخلوع يحاول أن يخدع السعودية بمثل هذه الإشاعات لكي تتحالف معه مجدداً، ولكي يلعب دور المنقذ من الحوثيين، وهذا كان هو سيناريو المخلوع قبل أن تكتشف السعودية أن صالح عميل لإيران وأن علاقته بها قديمة وأن الحركة الحوثية لم تكن سوى غلاف يخفي فيه تلك العلاقة، وليست علاقة طارئة مبعثها رغبة المخلوع في الانتقام ممن خلعوه”.
 
وأضاف الآنسي: “لو كان صالح خصماً للحوثي لكان الحوثي شنقه يوم دخول مليشياته صنعاء، كما شنق مقتدى الصدر صدام حسين، لكن الأيام أثبتت أن حروب صعدة العبثية لم تكن سوى لعبة من لعب المخلوع التي أخفى وراءها علاقته بإيران”.
 
ومن وجهة نظره، فإن “السعودية اليوم اقتنعت أن بقاء الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثي كأشخاص وكمنظومة سياسية وفكرية لم يعد يمثل خطراً فقط على اليمن وإنما يتجاوز اليمن إليها، وهذا ما أدركه المخلوع أخيراً وجعله يصرخ في خطاباته أن المعركة لم تبدأ بعد”.
 
– لقاءات سرية
بالمقابل، أرجع الكاتب عبد الوهاب الشرفي، المختص بشؤون جماعة الحوثيين، غياب عبد الملك الحوثي، إلى أنه “يظهر في خطابات متلفزة عادة ما تكون مقترنة بمناسبات دينية أو سياسية، وليس هناك جديد في طبيعة حضوره، والمتابع لخطاباته يلاحظ أنه يتجنب عمداً الإكثار من الظهور الإعلامي مع أن متابعته للواقع الميداني تبدو حثيثة وبأدق تفاصيلها”.
 
ورداً على سؤال عن تردد معلومات تفيد بأن عبد الملك الحوثي ليس في اليمن منذ بداية الحرب، وإلا لكان ظهر وسط أنصاره وليس عبر خطابات متلفزة نادرة، رأى الشرفي في حديث لـ “الخليج أونلاين” أنه “لا يمكن الحكم في قضية كهذه من خلال الالتقاء بقيادات أو فعاليات علناً باعتبار الحركة الحوثية لم تتبلور حتى الآن كمكون سياسي واضح المعالم، وما زال البعد العسكري هو الغالب عليها، فمن الطبيعي أن تكون لقاءاته بأنصاره سرية، لكون الحوثي هدفاً للعدوان السعودي”، بحسب قوله.
 
واستبعد الشرفي تماماً أن يكون عبد الملك الحوثي غادر اليمن، وقال: “لا داعي لذلك حالياً فما زال لجماعته سيطرة واسعة وعلاقات واسعة في البلد تمكنه من البقاء دون أي مخاوف، فضلاً عن أن موقفه من مغادرة البلد هو الموقف ذاته المعلن لصالح بعدم المغادرة تحت أي ظروف كانت”.
 
وبشأن ما يتردد عن أن صالح هو من يحرك الحوثيين كما يتحكم بقوات الحرس الجمهوري، قال الشرفي: “ليس لصالح أي دور في تحريك الحوثيين وإن كان هناك توجه واضح للتنسيق معهم فيما يتعلق بالعمل الميداني ما أمكن، وتظل إدارة مؤسسات الدولة بيد اللجنة الثورية التي شكلها الحوثيون، ونجد أنها تستوعب رغبات حزب المؤتمر الشعبي من وقت لآخر”.
شارك الخبر