شبام حضرموت تلك المدينة اليمنية القابعة في أحضان "الربع الخالي"، ولا تزال تداعب خيال المؤرخين والزائرين من خلال أبنيتها الشاهقة والمتناسقة، بعد أن يتم طلاء داخلها وخارجها بمادة الجير أو ما يعرف "بالنورة" لتظهرها بحلة البياض الناصع فتثير الدهشة والتوقف.
لكنه سرعان ما يقفز الى الذهن كيف يتم صنع هذه المادة الخاصة؛ والتي تضيف إلى شكلها الجمالي الخاص عاملا مساعدا يحفظها من عوامل التعرية ومواسم الأمطار، خصوصا وأن أصل المباني من الطين.
الجواب في الواقع تتم عملية صناعة المادة بطريقة تقليدية تبدأ من مرحلة البحث عن نوعية خاصة من الأحجار يتم جلبها من الأودية، تتم بعدها عملية رصد وترتيب الأحجار بطريقة هندسية تسمح بدخول النار بينها، من خلال أكواخ أسطوانية مفتوحة من الأعلى مبنية من البن والطين وتشتهر باسم "الميافي".
المرحلة الثانية مباشرة وهي عملية حرق تلك الأحجار بدرجات حرارة مرتفعة يستخدم فيها الطريقة التقليدية أيضا، من خلال استخدام أغصان النخيل وزيوت السيارات وذلك في عملية الإحراق التي تستمر لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام.
بعد ذلك تصبح مادة النورة شبه جاهزة من خلال وضع الأحجار بعد علمية الإحراق بداخل أحواض خاصة، تضاف لها كميات كبيرة من المياه لتفريغها وتبريدها من الحرارة التي كسبتها من عملية الإحراق، ويتم عصرها لمدة يومين باستخدام آلة خاصة أو من خلال ضربها، وتوضع في أكياس خاصة تحفظها من التلف وتنقل للاستخدام من أماكن التصنيع وتصدر إلى بقية المحافظات اليمنية.
هي إذا "مانهاتن الصحراء" كما يطلق عليها البعض وتقع الى أقصى جنوب الجزيرة العربية وشرق اليمن من محافظة وادي حضرموت، والمدينة التي لا يزال أهلها يتشبثون بهوية البناء وفقا لطريقتهم التي توارثتها أجيالهم من الأجداد القدامى ويتفننون في صناعتها.
بحسب الدراسات فقد بدأ نجم المدينة يظهر بهذا اللون عندما ابتكر هذا الشكل الهندسي الجميل خلال حقبة العقد الثاني من القرن العاشر الهجري، عندما عكف أغلب الناس على بناء منازلهم وتوجوها بطابق أخير يعلوه سقف مسطح مكلل ومطلي بالنورة، كتاج أبيض يزين أعالي كل منزل وقلادة أخرى من النورة والنقوش ملقاة على واجهات جميع المنازل المترابطة، قبل أن تصبح المنازل بأكملها مكسية بالنورة البيضاء.
وأقدم منازل المدينة مثلا عمره 400 سنة، وهناك من يقول إن عمر المنازل الحالية يصل إلى 800 سنة، وعدد منازل المدينة الآن 500 منزل، ويتراوح ارتفاع مبانيها من 25 إلى 30 مترا، ويقدر ارتفاع الطابق الواحد ما بين 4 إلى 6 أمتار، كما يصل سمك جدران الدور الأرضي ما بين متر ونصف ومترين.
لكن الخطر الأكبر الذي يهدد أصالة وتراث هذه المباني يبقى هو الانهيار بسبب الفيضانات التي يمكن أن تحدث في أي وقت، وكانت آخرها نهاية العام الماضي وأحدثت ما أحدثت من أضرار.
لكنه سرعان ما يقفز الى الذهن كيف يتم صنع هذه المادة الخاصة؛ والتي تضيف إلى شكلها الجمالي الخاص عاملا مساعدا يحفظها من عوامل التعرية ومواسم الأمطار، خصوصا وأن أصل المباني من الطين.
الجواب في الواقع تتم عملية صناعة المادة بطريقة تقليدية تبدأ من مرحلة البحث عن نوعية خاصة من الأحجار يتم جلبها من الأودية، تتم بعدها عملية رصد وترتيب الأحجار بطريقة هندسية تسمح بدخول النار بينها، من خلال أكواخ أسطوانية مفتوحة من الأعلى مبنية من البن والطين وتشتهر باسم "الميافي".
المرحلة الثانية مباشرة وهي عملية حرق تلك الأحجار بدرجات حرارة مرتفعة يستخدم فيها الطريقة التقليدية أيضا، من خلال استخدام أغصان النخيل وزيوت السيارات وذلك في عملية الإحراق التي تستمر لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام.
بعد ذلك تصبح مادة النورة شبه جاهزة من خلال وضع الأحجار بعد علمية الإحراق بداخل أحواض خاصة، تضاف لها كميات كبيرة من المياه لتفريغها وتبريدها من الحرارة التي كسبتها من عملية الإحراق، ويتم عصرها لمدة يومين باستخدام آلة خاصة أو من خلال ضربها، وتوضع في أكياس خاصة تحفظها من التلف وتنقل للاستخدام من أماكن التصنيع وتصدر إلى بقية المحافظات اليمنية.
هي إذا "مانهاتن الصحراء" كما يطلق عليها البعض وتقع الى أقصى جنوب الجزيرة العربية وشرق اليمن من محافظة وادي حضرموت، والمدينة التي لا يزال أهلها يتشبثون بهوية البناء وفقا لطريقتهم التي توارثتها أجيالهم من الأجداد القدامى ويتفننون في صناعتها.
بحسب الدراسات فقد بدأ نجم المدينة يظهر بهذا اللون عندما ابتكر هذا الشكل الهندسي الجميل خلال حقبة العقد الثاني من القرن العاشر الهجري، عندما عكف أغلب الناس على بناء منازلهم وتوجوها بطابق أخير يعلوه سقف مسطح مكلل ومطلي بالنورة، كتاج أبيض يزين أعالي كل منزل وقلادة أخرى من النورة والنقوش ملقاة على واجهات جميع المنازل المترابطة، قبل أن تصبح المنازل بأكملها مكسية بالنورة البيضاء.
وأقدم منازل المدينة مثلا عمره 400 سنة، وهناك من يقول إن عمر المنازل الحالية يصل إلى 800 سنة، وعدد منازل المدينة الآن 500 منزل، ويتراوح ارتفاع مبانيها من 25 إلى 30 مترا، ويقدر ارتفاع الطابق الواحد ما بين 4 إلى 6 أمتار، كما يصل سمك جدران الدور الأرضي ما بين متر ونصف ومترين.
لكن الخطر الأكبر الذي يهدد أصالة وتراث هذه المباني يبقى هو الانهيار بسبب الفيضانات التي يمكن أن تحدث في أي وقت، وكانت آخرها نهاية العام الماضي وأحدثت ما أحدثت من أضرار.