الرئيسية / تقارير وحوارات / الجنوبيون يعتبرون إنتخاب هادي فرصة للوصول إلى السلطة وحكم اليمن الموحد
الجنوبيون يعتبرون إنتخاب هادي فرصة للوصول إلى السلطة وحكم اليمن الموحد

الجنوبيون يعتبرون إنتخاب هادي فرصة للوصول إلى السلطة وحكم اليمن الموحد

20 فبراير 2012 04:00 مساء (يمن برس)
ينظر الجنوبيين إلى الإنتخابات من زوايا مختلفة أدت إلى وجود إنقسامات حادة بين أطراف جنوبية جنوبية، فبعض الجنوبيين ينظرون إلى الإنتخابات الرئاسية المبكرة أنها لا تعنيهم، وأن مطالبهم الحقيقية تتمثل في إنفصال اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي والعودة إلى الوراء إلى ما قبل عام 1990 ويرفض حتى هؤلاء العودة إلى ما قبل 1994.

وتنظر شريحة أكبر من الجنوبيون إلى الإنتخابات الرئاسية المبكرة بأنها فرصة للوصول إلى السلطة وحكم اليمن الموحد، وهي أول فرصة تاريخية لوصول رئيس جنوبي لحكم اليمن الموحد منذ إعلان الوحدة قبل أكثر من 21 عاماً في 22 مايو 1990.

وأكد الكثير من المواطنيين في عدن ومحافظات آخرى أنهم سيتوجهون إلى صناديق الإقتراع يوم غدٍ الثلاثاء لدعم ومساندة مرشح الوفاق الوطني الذي تعود جذوره إلى محافظة أبين، في خطوة يعدونها الخطوة الأولى نحو الشراكة السياسية بين الشمال والجنوب وتأسيس نظام ديمقراطي وعدالة ومواطنة متساوية.

الكثير من الجنوبيين اليوم ينظرون إلى الإنتخابات الرئاسية المبكرة على أنها خطوة مهمة في إعادة الإعتبار للوحدة بين الشمال والجنوب التي حظيت بدعم شعبي كبير في عام 1990 لكن زخمها بدأ يتراجع بعد حرب صيف 1994.

مما زاد من حنق الجنوبيين وعدم رغبتهم في الإستجابة لدعوات المقاطعة التي يدعو لها الحراك الجنوبي هو أن الحراك الجنوبي بدأ بتوجيه أسلحته إلى صدور الجنوبيين في خطوة غير مسبوقه منه، وبدأ بمهاجمة مراكز إنتخابية ومقار حكومية أكثر العاملين فيها من أبناء الجنوب، وتهديده بمهاجمة من يحاول المشاركة في الإنتخابات الرئاسية المبكرة من الجنوبيين.

وأثارت مهاجمة الحراك الجنوبي لساحات الإعتصام في عدن وحضرموت وإحراقها مزيد من الحنق ضد الحراك، أو بالأصح ضد الفصيل المسلح من الحراك، وأصبح ينظر إليه على أنه رمز للغوغائية وعدم تقبل الرأي الآخر حتى لو كان من أطراف جنوبية.

كما ينظر الجنوبيون إلى تصريحات الحراك الجنوبي المسلح إلى ان الثورة في اليمن لا تعنيهم بأنها نوع من الإستخفاف بدماء الجنوبيين الذين كانوا أول من ضحى في الثورة الشبابية السلمية وسقط أول شهداء الثورة في مدينة عدن، وينظر أبناء عدن إلى أنهم من اوائل من أشعلوا فتيل الثورة مع أبناء محافظة تعز لكن الحراك يصر على أنه غير معني بهذه الثورة ويتجاهل تضحيات الجنوبيين.

محمد جرادة 25 عاماً طالب ماجيستير من أبناء محافظة عدن تحدث إلى يمن برس بمرارة عن الحراك الذي كان أحد مؤيديه طوال السنوات السابقة لكنه وجد أن الحرك مدفوعاً من إيران، فمقاطعة الإنتخابات جاءت بقرار من طهران، على حد تعبيره، خاصة ان الحوثيين والحراك هم الوحيدين على الساحة من أعلنوا مقاطعتهم للإنتخابات الرئاسية المبكرة وخاصة أن كلا الطرفين تربطهما علاقات وثيقة بإيران ويتلقيا منها أموال طائلة، حد تعبير محمد.

وأصر جرادة على أن الحراك الجنوبي يوجه سلاحه إلى صدور الجنوبيين وأن هناك فصائل في الحراك سعت للخروج عن نهج السلمية الذي أنتهجه الحراك وعرف به.

نبيل صالح سائق تاكسي تحدث ايضاً إلى يمن برس بلهجة تكشف عن عصبية مناطقية وقال يكفي ان نحكم الزيود سنتين ونموت، لذلك أنا سأذهب إلى الإنتخابات ومن لا يريد الإنتخابات فهو عبيط.

كما أدى تقارب الحراك مع إيران إلى إيجاد نوع من إنعدام الثقة في الحراك الجنوبي لدى مؤيديه، فأصبحوا ينظرون إلى أن الحراك أصبح أداة بيد طهران تلوح بها في وجهة الدول الخليجية كما أن هذه العلاقة قد تؤدي إلى فقدان المحافظات الجنوبية الكثير من مصالحها المرتبطة مع الدول الخليجية، فمن العمالة المنتشرة في دول الخليج إلى الإستثمارات الخليجية في تلك المحافظات، بالإضافة إلى أن إي نظام مستقل قد يظهر سيكون في حالة عداء مع اليمن الشمالي وفي حالة عداء أكبر مع دول الخليج، كونه سيكون صنيعة إيرانية بإمتياز.
شارك الخبر