الرئيسية / تقارير وحوارات / باليمن.. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
باليمن.. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة

باليمن.. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة

09 يناير 2016 09:33 صباحا (يمن برس)
يوما بعد آخر تتعقد فصول الصراع في اليمن، ومع إصرار جميع الأطراف على التصعيد والمواجهة، يعتقد كثير من اليمنيين بأن قوات الشرعية بمساندة ودعم التحالف العربي تجهز لحسم عسكري ينهي الحرب في اليمن.

ومما يعزز هذا التصور استمرار القتال في فترة الهدنة التي استمرت نحو أسبوعين، واخترقتها مليشيا الحوثي في الساعات الأولى من بدء سريانها بقصف تعز، كما تصاعدت وتيرة المعارك خلالها في الجوف وصنعاء وحجة وتعز وشمال الضالع، ناهيك عن محاولات الحوثيين المتكررة لاقتحام الحدود السعودية.

كما لم تنجح جولتا المفاوضات اللتان جرتا في سويسرا برعاية الأمم المتحدة في وقف القتال باليمن، الذي اندلع منذ سيطرة الحوثيين وقوات موالية لصالح على العاصمة صنعاء أواخر سبتمبر/أيلول 2014، قبل أن يجتاحوا معظم محافظات البلاد.

ويرى محللون يمنيون أن الحل العسكري بات هو السبيل الوحيد لإسقاط انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية، بعد أن فشلت المحادثات السياسية التي رعتها الأمم المتحدة في دفع الحوثيين لتنفيذ القرار الأممي رقم 2216 الذي نص على وقف العنف وانسحاب المليشيات من العاصمة صنعاء وكافة المدن، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

ويؤكد خبراء عسكريون أن فتح قوات الشرعية جبهات قتال عديدة شرق صنعاء وباتجاه صعدة، وفي غرب البلاد على البحر الأحمر؛ ستؤدي إلى تضييق الخناق على الانقلابيين في صنعاء، وفرض خيار الاستسلام أو مواجهة الموت.

معركة كبرى
وقال الخبير العسكري الدكتور علي الذهب إن "المؤشرات تؤكد أن هناك ما يشبه التحضير لمعركة كبيرة وحاسمة، وأن الهدف الأول والأخير لها هو العاصمة صنعاء، وأن ذلك لن يتأتى إلا بتطويقها وعزلها عن محيطها الذي تستمد منه قوتها المادية والبشرية، وهو ما تجري التهيئة له الآن، لما من شأنه تسهيل الانقضاض عليها من عدة جبهات".

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن "مشهد حصار السبعين يوما الذي شهدته صنعاء بين عامي 1967 و1968 سيتكرر اليوم، لكنه سيكون أكثر دراماتيكية وأوسع ميدانا وأثخن جراحا، فضلا عن كون المعركة إقليمية تستهدف كسر الذراع الإيرانية التي زرعت بقصد تهديد وجود واستقرار أنظمة دول الخليج العربي ومسخ هوية شعوبها فكرا وانتماء".

ورأى الذهب أن استعادة ميناء ميدي على البحر الأحمر يأتي في سياق خنق مليشيا الحوثيين وقطع الإمدادات عنهم، بحيث تكون الجبهة ممتدة من صعدة إلى الحديدة، مرورا بالمناطق الواقعة بينهما في حجة وعمران، لتكوين الطوق الذي يستهدف المركز في العاصمة صنعاء، وهي عملية معقدة، وتحتاج الكثير من الجهد والمثابرة والتضحيات.

انتصارات حاسمة
بدوره، أكد رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاّب أن الحل العسكري هو الطريق الوحيد لاستعادة الشرعية وتحرير العاصمة صنعاء من قبضة المليشيات الحوثية وقوات شريكهم بالحرب والانقلاب المخلوع صالح.

وقال -في حديث للجزيرة نت- إن "المتغير الجديد في معركة التحرير وإسقاط الانقلاب أن المقاومة والجيش الوطني حققا انتصارات ميدانية حاسمة، وتمكنا من الوصول إلى تخوم صنعاء، بعد تحرير معظم محافظتي مأرب والجوف".

وأضاف أن التقدم الميداني لقوات الشرعية حدث خلال مشاورات سويسرا، منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما فتحت المقاومة والجيش الوطني جبهات بمحافظة صعدة عبر منفذ البقع، وهذا تحول جديد في سياق المعركة، ناهيك عن تحرير منفذ الطوال ومنطقة حرض وتحرير ميناء ميدي بمحافظة حجة، في عملية محكمة لمحاصرة الانقلاب.

ورأى غلاّب أن دخول اللواء على محسن الأحمر، الخصم اللدود للحوثيين والمخلوع صالح، في الفترة القادمة ميدان المعركة يعد في غاية الأهمية لتغيير معادلات الصراع في جبهات المحافظات الشمالية، وتحديدا صعدة وعمران وصنعاء وحجة وذمار.

ورأى أن الجنرال الأحمر، مستشار الرئيس هادي لشؤون الدفاع والأمن، لديه من الخبرة العسكرية والميدانية الكافية للتعامل مع أطراف الانقلاب في صنعاء، ويمتلك مفاتيح كثيرة بوصفه شخصية مؤثرة ويتقن التعامل مع القبيلة ونسج التحالفات، لا سيما أن المعركة تحتاج إلى طاقات متحركة بالمحافظات الشمالية التي يوجد بها حاضنة للمخلوع صالح والحركة الحوثية".

شارك الخبر