الرئيسية / شؤون محلية / ابن عمر وبرينان يلتقيان هادي قبل يومين من تنصيبه خلفاً لصالح
ابن عمر وبرينان يلتقيان هادي قبل يومين من تنصيبه خلفاً لصالح

ابن عمر وبرينان يلتقيان هادي قبل يومين من تنصيبه خلفاً لصالح

19 فبراير 2012 09:01 صباحا (يمن برس)
وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء يوم أمس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر مساعد الرئيس الأمريكي ونائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب جون برينان قبل يومين من إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستطوي 33 عاماً من حكم الرئيس علي عبدالله صالح بانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً جديداً للبلاد .

وأكد بن عمر بعد لقائه هادي أن المجتمع الدولي بأسره يتابع عملية التسوية السياسية في البلاد، والتي قال إنها ستكون نموذجاً رائعاً في منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أهمية التهيئة لمناخات الأمن والاستقرار وسحب كافة المظاهر المسلحة والمليشيات من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى حتى يلمس الناس والمجتمع اليمني كله المعاني العظيمة لما أنجز في طريق الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة .

وقال بن عمر إن الانتخابات الرئاسية جاءت في إطار المبادرة الخليجية، قائلاً إنها “تمثل خطوة مهمة فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية القادمة وهي بداية مرحلة جديدة وحدث تاريخي مهم في البلاد، مشيراً إلى أن لدى الأمم المتحدة خبراء وفريق عمل موجودين في اليمن يعملون مع اللجنة العليا للانتخابات .

وقال إن الانتخابات الرئاسية المبكرة تمثل بداية مرحلة تاريخية مهمة وأن هناك أحداثاً قادمة بعد الانتخابات كمؤتمر الحوار الوطني وإعادة صياغة الدستور وهي خطوات مهمة جدا جاءت في إطار التسوية السياسية بين الأطراف السياسية اليمنية” .

من جانبه، نقل برينان لهادي رسالة خطية من الرئيس باراك أوباما تضمنت تأكيد الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب اليمن حتى خروجه من الظروف الصعبة والأزمة الراهنة وبلوغ كامل أهداف المرحلة الانتقالية، كما أشادت بدور هادي في إدارة الأزمة التي مرت بها البلاد، مشيراً إلى أن “أوباما يتطلع إلى تهنئة الرئيس المنتخب هادي بصفة شخصية للعمل معا نحو إخراج اليمن إلى مستقبل أفضل ومتطور ولولوج مرحلة تاريخية قوامها العدل والمساواة ومراعاة حقوق الإنسان”، قائلاً إنه “يحظى بالثقة على مختلف المستويات إقليمياً ودولياً وأن هناك تفهماً من المجتمع الدولي على أهمية دعم اليمن في المرحلة الانتقالية” .

وتزامن وصول بن عمر وبرينان إلى صنعاء في وقت تستعد فيه سائر القوى السياسية للعملية الانتخابية المقررة بعد غد الثلاثاء وسط إجراءات أمنية مشددة خصوصاً في المحافظات الجنوبية التي شهدت انتشاراً كبيراً لقوات الجيش من أجل حفظ الأمن وضمان السير قدما في العملية الانتخابية، وأعلن قادة في الحراك الجنوبي أن عدم مشاركة الجنوبيين في الانتخابات تعد استفتاء شعبياً على مطالب قوى الحراك بالانفصال وفك الارتباط .

وفود دولية للمشاركة في حفل التنصيب
بدأت الوفود الدولية وممثلو الحكومات العربية والغربية بالتوافد إلى صنعاء لحضور الانتخابات الرئاسية والمشاركة في احتفالية تنصيب هادي رئيساً جديداً للبلاد، حيث وصل إلى صنعاء عضو مجلس اللوردات البريطاني إيما نيكلسون؛ فيما أكدت دوائر سياسية وصول ممثلين عن الحكومات الفرنسية والألمانية والروسية للإشراف على سير عملية الانتخابات الرئاسية المبكرة وتنصيب الرئيس الجديد .

وقالت إن احتفالية خاصة ستنظم في الصالة الكبرى في مجمع القصر الجمهوري لتنصيب هادي رئيساً جديداً خلفاً لصالح بعد إعلان نتائج الاقتراع في حضور سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي .

وتوقعت مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية حضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني ومبعوثين شخصيين لكل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وسلطان عمان لهذه الفعالية التي ستدشن فيها أولى خطوات المرحلة الثانية من اتفاق التسوية الخليجي المتمثلة بخطة إعادة هيكلة الجيش وتنصيب محافظين جدد في المحافظات .

وكانت مصادر إعلامية قد أكدت أن واشنطن نصحت المرشح التوافقي للانتخابات الرئاسية المشير هادي في البقاء في منزله وعدم الانتقال إلى القصر الجمهوري لدواع أمنية، خصوصاً بعدما تعرض لمحاولتي اغتيال خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن أطرافاً دولية زودت هادي بسيارات مصفحة حديثة ونظام أمني لتعزيز إجراءات الأمن في مقر إقامته المؤقت .

تحركات نشطة لإقناع المعارضين
دشن العديد من الأطراف الراعية والموقعة على المبادرة الخليجية تحركات ميدانية وسياسية نشطة لتأمين الأجواء المواتية لإجراء الانتخابات في أجواء هادية .

وبادر وزراء المعارضة الممثلون في حكومة الوفاق الوطني، خاصة المنحدرين من المناطق الشرقية والجنوبية مثل عدن، أبين، شبوة، الضالع، حضرموت إلى التوجه إلى مناطقهم بتكليف من رئيس مجلس الوزراء ومجلس التنسيق الأعلى لتكتل أحزاب اللقاء المشترك في مهمة طارئة تستهدف حشد الزخم الشعبي لإنجاح الانتخابات في مواجهة التصاعد المضطرد لدعوات المقاطعة التي أطلقتها قوى الحراك الجنوبي، المطالبة بالانفصال واستعادة دولة الجنوب .

ودشن حزب التجمع اليمني للإصلاح، اكبر الأحزاب القائمة في البلاد، حملة واسعة النطاق في كافة المدن الرئيسة والمديريات كرست لحشد الناخبين على التوجه إلى المراكز الانتخابية بعد غد الثلاثاء لانتخاب هادي رئيساً جديداً للبلاد .

وشهد العديد من المدن والمديريات انتشاراً لافتا وغير مسبوق لناشطي حزب الإصلاح الذين كرسوا منابر المساجد والساحات العامة لمخاطبة جمهور الناخبين وحثهم على المشاركة الحاشدة والفاعلة في الانتخابات الرئاسية المبكرة بالترافق مع تحركات مماثلة لناشطي حزب المؤتمر الشعبي العام في العديد من المناطق، كما دعا زعيم قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية الشيخ صادق الأحمر كافة أبناء قبيلته والقبائل الأخرى إلى دعم هادي لدخول مرحلة جديدة في تاريخ اليمن .

وتزامنت هذه التحركات مع مبادرة العديد من الدبلوماسيين الغربيين بصنعاء إلى تكثيف اتصالاتهم وتحركاتهم الهادفة إلى تعزيز الأجواء الآمنة لإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في موعدها المحدد .

وأكدت مصادر دبلوماسية غربية موثوقة ل”الخليج” أن ثمة اتصالات مباشرة وعبر وسطاء محليين أجراها عدد من الدبلوماسيين الممثلين للدول الغربية الراعية للمبادرة الخليجية مع بعض الشخصيات المؤثرة في قوى الحراك الجنوبي لحثها على التهدئة والتزام التقيد بالانضباط وعدم إثارة الفوضى أو محاولة عرقلة إجراء الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في موعده بدون عراقيل .

وأشارت ذات المصادر إلى أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر يقوم بالتواصل الشخصي مع القائد الميداني لجماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي لحثه على الالتزام بتعهداته التي قطعها له في اللقاء الذي جمعهما قبل ما يقدر بشهر ونصف في صعدة بدعم إحلال التسوية السياسية والسلمية للأزمة القائمة في البلاد .
شارك الخبر