الرئيسية / تقارير وحوارات / الحرب تضاعف مشكلة سوء التغذية في اليمن
الحرب تضاعف مشكلة سوء التغذية في اليمن

الحرب تضاعف مشكلة سوء التغذية في اليمن

03 يناير 2016 12:58 مساء (يمن برس)
تعيش آلاف من الأسر اليمنية في الوقت الحاضر انعداماً في الأمن الغذائي، وسوء التغذية لدى أفرادها كافة، تزامناً مع تصاعد حدة الحرب في اليمن خلال الشهور العشرة الماضية.
 
وبات الكثير من اليمنيين، يعانون من وضع معيشي سيء، نتيجة توقف العديد من القطاعات الحيوية في البلاد، وفقدان آلاف أرباب الأسر لمصادر رزقهم، الأمر الذي فاقم مشكلة الوضع الغذائي، وزاد من ظاهرة التسول. خاصة في المدن التي تشهد نزاعات وقصفاً بشكل يومي.
 
محمد العباسي، في العقد الرابع من عمره، يقول للأناضول إنه لم يعد قادراً على الحصول على الغذاء اليومي لأفراد أسرته، البالغ عددهم ستة أشخاص، نتيجة فقدانه لوظيفته مع اندلاع الحرب الأخيرة في اليمن في مارس آذار الماضي".
 
ويضيف "أعيش وضعاً معيشياً صعباً، ولم أعد أحصل على أدنى الاحتياجات الأساسية لأسرتي بسبب الأوضاع العامة في البلاد (...)، هناك أناس يتعاونون معي بتزويدي ببعض الغذاء للعائلة، ونأمل أن تنتهي الحرب كي نعود لأعمالنا".
 
وحذر برنامج الأغذية العالمي مطلع نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، من أن "وضع الأمن الغذائي في اليمن يتدهور بسرعة"، قائلاً إن "10 من أصل 22 محافظة يمنية تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطواريء".
 
وجدد البرنامج تحذيره، نهاية ديسمبر/كانون ثاني الماضي، من أن النزاع اليمني فاقم أزمة الأمن الغذائي، "إذ انضم أكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى صفوف الجياع في أقل من سنة"، فيما أظهر تقرير عن الحاجات الإنسانية للأمم المتحدة لعام 2016، أن 7.6 مليون شخص في اليمن يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد، وهو مستوى من العوز يتطلّب توفيراً سريعاً لمساعدات غذائية خارجية، كما أن 21.2 مليون شخص، أي 82٪ من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية.
 
ويرى المحلل الاقتصادي أحمد سعيد شماخ، في حديث مع الأناضول "أن الكثير من الأسر اليمنية باتت تعاني من سوء التغذية، نتيجة الحروب الدائرة في أجزاء واسعة من البلاد، التي أدت إلى شلل في الحركة الاقتصادية وتسريح نسبة عالية من موظفي القطاع الخاص وإغلاق مصانع عديدة".
 
وتابع، "إن الحرب الدائرة دفعت غالبية أسعار السلع الأساسية نحو الارتفاع، في الوقت الذي لم يعد الكثير من المواطنين قادر على تغطية احتياجاتهم من الغذاء، لعدم وجود السيولة النقدية بين أيدي المستهلكين".
 
ولفت أن "الحروب المستمرة في اليمن أدت إلى توقف أعمال المقاولات والإنشاءات، وتضرر قطاعي الزراعة والسياحة، في الوقت الذي تعتمد فيه آلاف الأسر على هذه القطاعات كمصدر رزق".
 
من جانبه، يقول علي الديلمي"طبيب" لوكالة الأناضول، إن مسألة سؤء التغذية موجودة من قبل الحرب في البلاد، "غير أن الحصار والعدوان على اليمن أدى إلى تفاقم المشكلة"، في إشارة إلى الغارات الجوية التي يقوم بها طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد مسلحي الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق "علي عبد الله صالح".
 
وتدور في عدة محافظات يمنية، منذ مارس/آذار الماضي، معارك بين جماعة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع صالح من جهة، والقوات الحكومية والمقاومة الشعبية التابعة للرئيس هادي من جهة أخرى.
 
وفي الشهر ذاته، أطلق التحالف العربي بقيادة السعودية، عملية "عاصفة الحزم" العسكرية، أعقبها بعملية "إعادة الأمل"، التي قال إن من أهدافها شق سياسي متعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة.

"الأناضول"
شارك الخبر