الشيخ المعلم: دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة وعلى أهل السنة اتخاذ الأسباب لإعادة الحق إلى نصابه
كيف يرى الشيخ أحمد المعلم نائب رئيس هيئة علماء اليمن التعاون المشترك بين المخلوع والحوثيين، وما الدور الذي قام به الإعلام في تهميش العلماء في القيام بدورهم الحقيقي تجاه الأمة، وما هي الرسالة التي يوجهها إلى المساندين للحوثيين والمخلوع، وما العوامل الرئيسة التي ساعدت الشيعة على الانتشار والتوسع بين أوساط الناس، وعن حضرموت ودور أبنائها في مستقبل اليمن، وعن دور المملكة العربية السعودية وحلفائها في التدخل في اليمن وما هي إيجابياته، مزيداً من التفاصيل في نص الحوار التالي:
- ماذا فعل العلماء تجاه الدور الإيراني المشبوه في اليمن، الذي استمر طوال عقدين سابقين من الزمن؟
نعم كنا نعي ذلك ونحذر منه. حصل ذلك التحذير بأساليب مختلفة من بيانات وخطب ومحاضرات وتحذيرات مباشرة لبعض المسؤولين وذلك هو ما يملكه العلماء، وكان المسؤولون يعون ذلك ويحدون منه بعض الشيء حين كانت العلاقة متأزمة بينهم وبين الحوثيين ولكن الأمر اختلف بعد الثورة.
- ما موقف العلماء تجاه التعاون المشترك بين الدولة العميقة في اليمن والحوثيين، بالرغم من محاربة النظام لهم ظاهرا، ودعمه لهم باطنا؟
لا شك أن هناك تحالفاً وثيقاً بينهما قد اعترف به رأس النظام البائد ولم يعد خافيا على أحد وقد حذر العلماء منه منذ بدايته بالوسائل ذاتها التي مر ذكرها واليوم اتسع الخرق على الراقع، حيث دخلت في ذلك التحالف قوى إقليمية ودولية، وما زال العلماء يحذرون من ذلك، ولكن المهمة أكبر من أن تسدها جهة واحدة فيجب أن يتكاتف الجميع علماء وسياسيون وإعلاميون على القيام بهذا الواجب.
- يرى بعضهم أن بعض القوى العالمية أسهمت في وصول اليمن إلى هذا الحال، وأنها متواطئة مع صناع الفوضى في اليمن. فكيف ترون ذلك؟
يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}، هذا هو حال عدونا فكيف نستغرب أن تكون هذه مؤامراته وأفعاله هذا من حيث الأصل الذي قرره القرآن، أما من حيث الواقع فإن قوى الاستكبار العالمي لها حساباتها الخاصة بها من حيث المصالح أو من حيث العدو المفترض وهم يعرفون من هو عدوهم ومن هو صديقهم، وقد كشفت الأحداث أن صيقهم ومن يعولون عليه للحفاظ على مصالحهم هم الرافضة وعملاؤهم في كل مكان، فلا غرابة إذن أن يتغاضوا عنهم بل ويدعمونهم ويعملون على إيصالهم إلى تحقيق أهدافهم ويبررون لجرائمهم.
من يتعاون مع الحوثيين هم أشد نكاية بالأمة
- تتناسى وسائل الإعلام الحديث عن المخلوع وأتباعه المتحالفين مع الانقلابيين، واهتماماهم ينصب على الحوثيين فقط. فما رسالتك لوسائل الإعلام؟
لاشك أن الواجب هو كشف كل عدو مهما كانت صفته أو انتماؤه، ولئن كان العدو الأبرز هم الحوثية فإن السيئين من أتباع المخلوع لا يقلون عداوة عنهم بل هم أشد نكاية في الأمة من الحوثيين. وهذا الحكم لا ينبغي أن يعمم على كل المنتسبين إلى المؤتمر الشعبي العام؛ ففي المؤتمريين رجال شرفاء قد أنكروا ما يفعله زعيمهم وشلته الخبيثة، وانحازوا الى الحق فيجب أن يثنى على هؤلاء ويثبتوا على مواقفهم الجيدة وأما الخونة والمنافقون فيجب كشفهم وفضحهم ورصد جرائمهم ليحاسبوا عليها يوما ما.
- ما رسالتكم للذين يقاتلون إلى جوار الحوثيين؟ وللذين يصمتون على أفعال الحوثيين والمخلوع؟
أقول لهم إن عملكم هذا مؤد إلى خسارة الدنيا والآخرة ولعنة التاريخ فبيعكم الدين والعرض والوطن لإرضاء شخص حاقد على الجميع أو لأجل مصلحة متوهمة لا حقيقة لها أو لاقتضاء ثأر من خصم حتى وإن كان خصماً على الحقيقة كل ذلك باطل عقلا وشرعا وسياسة، فاتقوا الله وتداركوا أنفسكم قبل فوات الأوان وانظروا فيمن تمادى مع الباطل وأهله كيف كان مصيره (فاعتبروا يا أولي الأبصار).
واجب أهل السنة جميعا مجابهة المد الرافضي
- الجمعيات السلفية لديها مقومات عدة في شتى المجالات؟ لماذا لا تحاولون فتح قنوات تليفزيونية لمجابهة الدعوة للتشيع التي امتلأت بها الأقمار الفضائية؟
مجابهة الدعوة إلى التشيع واجب الجميع من أهل السنة وليس خاصاً بفصيل دون آخر والجمعيات السلفية إمكانياتها ليست كما ذكرت، فهي غير قادرة على القيام بكثير من فروض الأعيان فضلا عن فروض الكفايات، وهناك قنوات كثيرة قائمة بالواجب وأكثر من يواجه فيها هم السلفيون، ونحن نسعى أن نكون جميعاً مع جميع الفصائل في مواجهة تلك الدعوة الخبيثة كالبنيان المرصوص.
- برأيك ما القوة التي اعتمد عليها الشيعة لكي تروج لفكرها بهذا الشكل الكبير؟ وما أسباب التقاعس الكبير لأهل السنة في الوقف أمام هذا الفكر ومجابهته؟
باختصار، من عوامل قوة الشيعة وتمددهم وحدة صفهم فقد كانوا على مدار تاريخهم متفرقين كل فرقة منهم تكفر الأخرى، ولكنهم اليوم نسوا ذلك كله وصاروا يداً واحدة على من سواهم، كما أنهم اعتمدوا مرجعية يصدرون عن أمرها وتوجيهها، وقامت لهم دولة تتبنى مذهبهم وتقيم سياساتها على أساسه وتسخر له جميع إمكانياتها، كما أنها تحظى برضا ومساندة القوى العالمية، وأهل السنة يفتقدون الكثير من ذلك فلذا ظهر رجحان الجانب الشيعي الرافضي، ولكن من خلال قراءتنا للتاريخ فإننا نجزم أن دولة الباطل لا تدوم، وسيأتي اليوم الذي تتلى فيه الآية الكريمة التي تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يحطم أصنام المشركين حول الكعبة: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}، دولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة، وعلى أهل السنة اتخاذ الأسباب لإعادة الحق إلى نصابه.
السياسات الاعلامية هي التي أبعدت العلماء عن جمهورهم
- لماذا افتقرت المؤسسة الدينية الى البحوث والدراسات وخفت صوتها وأصبح الصوت العالي هو صوت الغناء واللهو والطرب والرياضة؟
جـ: إن الذي يبرز أقواما ويخفي آخرين هو الإعلام، والإعلام للأسف هو بيد من لا يريد ظهور العلماء، إلا ما شاء الله لأنه إما بيد خصوم العلماء، أو من يحسب على العلماء ممن تشبع بأفكار خصومهم فأصبحوا يحتقرون العلماء وجهودهم، فيعرضون عنها ويعجب بعضهم بما ذكرت فيسهمون في نشره ثم يكيل اللوم للعلماء، وأنا لا أبرئ العلماء من التقصير فهو حاصل منهم بنِسَب متفاوتة، ولكن الخير موجود وفي توسع، ومن أراد معرفة مواقف العلماء وبيانهم لما يجب عليهم فلينظر القنوات الفضائية الجادة، وما أتيح من وسائل أخرى ليرى جانبا مهما ومشرفا من جهود العلماء، والواجب على الإعلاميين أمثالكم من المحسوبين على الدعاة والعلماء أن تعينوا العلماء على تبوؤ المكان الذي تنعون عليهم أنهم لم يتبوأوه.
- كيف ترون حضرموت في قادم الأيام وهل لدى أبنائها وعي عميق للحفاظ على هذه المحافظة؟ وكيف سيتعاملون عندما تعود الدولة ؟
مَنّ الله على حضرموت فسلمها مما أصاب غيرها من الحرب الذي أفسد الحرث والنسل في كثير من المحافظات الأخرى، وإن أصابها شر من جهات أخرى، والترقب اليوم فيها هو سيد الموقف وهناك جهود تبذل من المخلصين من أبنائها لاستمرار سلامتها ونيل حقوقها ووصولها الى مستقبل زاهر إن شاء الله بعد تخليصها بحول الله مما هو جاثم على صدرها من كوابيس مختلفة. وقد صاغت مكونات المجتمع الحضرمي رؤية شاملة سوف يتعاملون من خلالها مع سائر المستجدات.
عاصفة الحزم التي سلم الله بها اليمن من نهاية كارثية وأعاد بها الأمل ورد بها الروح
- جاء دور المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي بعاصفة الحزم في مرحلة حرجة، كيف تفسرون ذلك وما هي إيجابياته على اليمن واليمنيين والأمة العربية والإسلامية؟
نعم لقد قيض الله المملكة العربية السعودية وشركائها في التحالف العربي للوصول إلى اليمن في مرحلة حرجة حاسمة فأطلقوا عاصفة الحزم التي سلم الله بها اليمن من نهاية كارثية وأعاد بها الأمل ورد بها الروح بعد أن بلغت الحلقوم وحقق الله بها خيراً كثيراً لليمنيين، وما من تفسير لذلك سوى شعور المملكة وشركائها بالواجب الملقى على عواتقهم نحو إخوانهم وتأنيب ضمائرهم حينما وجدوا أنفسهم يتفرجون على إخوة الدين والنسب وهم يتعرضون لمصير مأساوي وأحسوا بالخطر المحدق بهم بل بالجزيرة العربية بكاملها وبالدين والعروبة فحركتهم النخوة وحملتهم الحمية على ذلك العمل الجبار والموقف النبيل فشكر الله سعيهم وأعظم أجرهم ورفع قدرهم.
فشكرا أبا فهد وأعضاء حلفه لقد جئتم والله ما يوجب الشكر وسوف ترونا شاكرين على المدى ولسنا كمن قد أدمن الجحد واستمرى