الرئيسية / تقارير وحوارات / لا حاضنة للمتمردين في محيط صنعاء
لا حاضنة للمتمردين في محيط صنعاء

لا حاضنة للمتمردين في محيط صنعاء

29 ديسمبر 2015 04:00 مساء (يمن برس)
يتسم المحيط القبلي للعاصمة صنعاء بخريطة متباينة من الولاءات التي فرضتها، وعلى مدى عقود متعاقبة، اعتبارات ذات طابع فئوي ومناطقي وعقائدي. وأسهمت تداعيات الأحداث والمتغيرات التي شهدتها اليمن منذ العام 2011 وصولاً إلى الانقلاب المسلح الذي تزعمه تحالف الحوثيين والرئيس المخلوع، في إحداث تحولات دراماتيكية في وجهات القبائل المحيطة بصنعاء لتشهد الحاضنة الشعبية للانقلابيين حالة غير مسبوقة من الانحسار جراء الانحراف الحاد والكارثي في سلوكات وممارسات طرفي الانقلاب، وما ترتب عنه من تحويل معظم أرجاء البلاد الى ساحات مشتعلة بالمواجهات والعنف.

واعتبر الأكاديمي اليمني المتخصص في دراسة تعقيدات البنية القبلية اليمنية أسامة عبد الكريم زيد، في تصريح ل«الخليج»، أن الحاضنة الشعبية لجماعة الحوثي في المناطق القبلية المحيطة بالعاصمة صنعاء باتت تنحصر في «قبل» محدودة تابعة لقبيلة خولان وبعض الوجاهات القبلية في منطقه «بني حشيش».

وأشار زيد إلى أن الرئيس المخلوع حرص خلال سنوات حكمه لليمن الممتدة ل 33 عاماً على إنشاء وتعزيز شبكة ولاءات ومصالح مع مراكز القوى القبلية المؤثرة في المناطق القبلية المحيطة بصنعاء من خلال استيعاب الكثير من أبناء هذه المناطق في الوحدات التابعة للجيش واستمالة مشايخ هذه القبائل عبر تخصيص اعتمادات مالية شهرية منتظمة لهم ومنحهم امتيازات أخرى تتمثل في مخصصات متفاوتة من السلاح والوظائف العامة لأقاربهم.

وبالرغم من سيطرة جماعة الحوثي بدعم من أنصار الرئيس السابق على المناطق المحيطة بصنعاء كافة ، إلا أن الجماعة لم تتمكن من فرض حضورها كتيار فكري وعقائدي في اوساط القبائل المحيطة بصنعاء، باستثناء قبائل متفرقة ومحدودة تتوزع في مناطق خولان وبني حشيش ومديرية سفيان التابعة لمحافظة عمران التي كانت جزءاً من الامتداد الديموغرافي لمحافظة صنعاء، فيما ظلت مناطق نفوذ الرئيس السابق هي الأكثر حضوراً وتأثيراً في معادلة الولاءات.

واعتبر الباحث المتخصص في دراسة تاريخ وأعراف القبائل اليمنية «عبد الواسع أحمد الزبيدي» في تصريح ل«الخليج»، أن صالح استمد قوته من تشكيل جيش عائلي قوامه أبناء القبائل المحيطة بصنعاء التي يرتبط مع مراكز القوى القبلية المؤثرة فيها بعلاقات ومصالح متشعبة ومزمنة، وأنه استغل نفوذه في المناطق المحيطة بصنعاء في تسهيل تمدد الحوثيين خارج حدود صعدة وصولاً إلى اجتياحهم للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014.

ولفت الباحث الزبيدي إلى أن تغير موازين القوى القبلية عقب سيطرة الحوثيين على معاقل نفوذ عائلة الشيخ الأحمر واجتياحهم منطقة «العصيمات» المعقل الرئيسي لزعيم قبلية حاشد كبرى القبائل اليمنية، ومناطق نفوذ حزب الإصلاح، فرض واقعاً مغايراً وطارئاً في المشهد القبلي تمثل في ترجيح كفة صالح وأنصاره من مشايخ القبائل الموالية له، في حين أن الحوثيين لا يمثلون رقماً صعباً في هذه المناطق كون حاضنتهم القبلية محدودة للغاية وتكاد تنحصر في بعض القبائل غير المؤثرة.

وأسهمت انتصارات الجيش الوطني وتفاقم الأوضاع المعيشية جراء تداعيات الانقلاب المسلح على الشرعية في فرض واقع جديد من الانقسام والتصدع في جبهة الولاءات القبلية التي كان الرئيس المخلوع ينفرد بها، حيث بادرت الكثير من القبائل المحيطة بصنعاء إلى إعلان مناهضتها للانقلابيين ودعمها للشرعية.
شارك الخبر