أثار تعيين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، للقياديين بالحراك الجنوبي الانفصالي بمحافظة الضالع، العميد عيدروس الزبيدي، محافظاً لمحافظة عدن، والعقيد شلال علي شايع، مديراً عاماً للشرطة، تساؤلات عديدة بالشارع اليمني الذي انقسم بين مرحب ومتشكك.
وجاء تعيين الزبيدي وشايع عقب يوم واحد من اغتيال محافظ عدن الراحل اللواء جعفر محمد سعد، الذي قضى مع ثمانية من مرافقيه بانفجار سيارة استهدفت موكبه صباح السبت الماضي بأحد شوارع حي التواهي، بعملية تبناها تنظيم "الدولة"، في وقت اتهمت السلطات الشرعية، الانقلابيين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بالوقوف وراء الاغتيال.
وأدى العميد الزبيدي يوم الثلاثاء اليمين الدستورية أمام هادي، وكان بارزاً علم دولة الوحدة أمامه وعلى يمين الرئيس، بل لاحظ مراقبون أن ملابس الزبيدي تشمل ألوان العلم اليمني الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود، واعتبروا أن هادي استطاع جر رموز الحراك الجنوبي الانفصالي إلى مربع الوحدة والعمل تحت الشرعية اليمنية التي تحظى بدعم التحالف العربي بقيادة السعودية، في حين رأى آخرون غير ذلك.
- تفاؤل وصلاحيات
وطلب الرئيس اليمني من الزبيدي مواصلة جهود سلفه اللواء المغتال جعفر سعد، ومنحه الصلاحيات كافة لفرض الأمن والاستقرار في عدن، التي اتخذها هادي عاصمة مؤقتة للبلاد، إلى حين تحرير العاصمة صنعاء من قبضة مليشيا الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح.
وقال عبد الرقيب الهدياني، نائب رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر الحكومية بعدن، إن تعيين الزبيدي وشايع جاء رداً على اغتيال اللواء جعفر سعد، وقال في حديث لـ"الخليج أونلاين"، إنهما قائدان عسكريان أدارا الحرب في الضالع ضد الحوثيين وقوات صالح وانتصرا بجدارة، وأمامهما الآن التحدي الأصعب في إدارة الملف الإداري والأمني بمحافظة عدن.
وأشار إلى أن المحافظ المغتال تعرض لصعوبات وعوائق كبيرة كان طرفها بعض قيادات ومكونات المقاومة الجنوبية المسلحة، في حين أن الحال سيتغير مع المحافظ عيدروس الزبيدي وسيكون قادراً برفقة مدير أمنه شلال شايع على فرض وحماية قراراته بقوة القانون والردع، كما أنهما يحظيان بدعم الرياض وأبوظبي التي مكثا فيها أشهراً قبل تعيينهما بعدن.
- إملاءات خارجية
بالمقابل يعتقد المحلل السياسي ياسين التميمي، أن "الرئيس هادي عيّن الزبيدي وشايع بإملاءات خارجية، وهو ما يؤشر إلى توجه نحو تمكين قوى الحراك المتطرفة التي تدعو إلى انفصال الجنوب عن الجمهورية اليمنية".
ولم يستبعد التميمي في حديث لـ"الخليج أونلاين" أن يكون هادي يهدف إلى إسكات قوى الحراك الانفصالية التي تسببت في إشاعة الفوضى والاضطرابات، وحالت دون التمكن من تأسيس نموذج نجاح للسلطة الانتقالية بعد عملية تحرير عدن.
وأكد أن "قادة عدن الجدد ليسوا وحدويين، والتحدي هنا يكمن في قدرتهما على الاتساق مع وظيفتهما التي تجعلهما جزءاً من نظام الجمهورية اليمنية، وليس على الضد منه".
وقال التميمي: "لا أتوقع أن ينجح الزبيدي وشايع اللذين تبنيا موقفاً مؤيداً للسياسة الإيرانية في اليمن في أن يكونوا جزءاً من مشروع التحالف العربي الهادف إلى هزيمة المشروع الإيراني، ووجودهما على رأس السلطة في العاصمة المؤقتة لليمن لا يخدم استراتيجية هادي في الوقوف على أرضية صلبة، والحصول على ظهر قوي ومساند في المناطق المحررة".
- ارتباط بالحوثيين وإيران
من جانبه، قال الباحث السياسي توفيق السامعي، في حديث لـ"الخليج أونلاين"، إن تعيين الزبيدي وشايع جاء بضغط من الإمارات العربية المتحدة التي كانت داعمة للحراك الانفصالي منذ سنوات وهيأت لهم بيئة مناسبة للتحرك وقيادة الاحتجاجات المختلفة منذ عام 2007 وحتى اليوم.
ويزعم السامعي أن "الإمارات تسعى بهذه التصرفات إلى التحكم بملف الجنوب وإبقائه في يدها حتى في ظل سلطة الرئيس هادي، وإزاحة السعودية منه، خاصة وأن ثمة ورقة أخرى بيدها هي ورقة أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس المخلوع وأموالهما التي تدار في الإمارات، وتعمل الإمارات لأن تكون متحكمة بخيوط اللعبة في اليمن"، حسب قوله.
وأشار إلى علاقة الزبيدي وشايع بإيران، حيث دربوا مجاميع مسلحة في إيران بدعم من حزب الله اللبناني، وقال: "هنا تكمن الإشكالية وقد يسيطرون على الوضع في الجنوب خاصة وقد خاضوا تجربة حرب في الضالع تعتبر تدريبية لهم".
وقال: "إن الزبيدي وشايع كانا مؤيدين لاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، كما تعود صلة الزبيدي بالحوثيين إلى عام 2011 حينما تبادل الجانبان الحوثي والحراكي الانفصالي الوفود والزيارات بين عدن وصعدة، وأخذت الصور التذكارية في صعدة للزبيدي ورفاقه".
وفي السياق ذاته؛ نشرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام" خبراً يوم التاسع من الشهر الجاري، قالت فيه إن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، استقبل في أبوظبي علي سالم البيض، رئيس اليمن الجنوبي السابق الذي يزور الإمارات، وتناول اللقاء تطورات الأزمة اليمنية وجهود الوصول إلى حل عادل.
وجاء تعيين الزبيدي وشايع عقب يوم واحد من اغتيال محافظ عدن الراحل اللواء جعفر محمد سعد، الذي قضى مع ثمانية من مرافقيه بانفجار سيارة استهدفت موكبه صباح السبت الماضي بأحد شوارع حي التواهي، بعملية تبناها تنظيم "الدولة"، في وقت اتهمت السلطات الشرعية، الانقلابيين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بالوقوف وراء الاغتيال.
وأدى العميد الزبيدي يوم الثلاثاء اليمين الدستورية أمام هادي، وكان بارزاً علم دولة الوحدة أمامه وعلى يمين الرئيس، بل لاحظ مراقبون أن ملابس الزبيدي تشمل ألوان العلم اليمني الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود، واعتبروا أن هادي استطاع جر رموز الحراك الجنوبي الانفصالي إلى مربع الوحدة والعمل تحت الشرعية اليمنية التي تحظى بدعم التحالف العربي بقيادة السعودية، في حين رأى آخرون غير ذلك.
- تفاؤل وصلاحيات
وطلب الرئيس اليمني من الزبيدي مواصلة جهود سلفه اللواء المغتال جعفر سعد، ومنحه الصلاحيات كافة لفرض الأمن والاستقرار في عدن، التي اتخذها هادي عاصمة مؤقتة للبلاد، إلى حين تحرير العاصمة صنعاء من قبضة مليشيا الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح.
وقال عبد الرقيب الهدياني، نائب رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر الحكومية بعدن، إن تعيين الزبيدي وشايع جاء رداً على اغتيال اللواء جعفر سعد، وقال في حديث لـ"الخليج أونلاين"، إنهما قائدان عسكريان أدارا الحرب في الضالع ضد الحوثيين وقوات صالح وانتصرا بجدارة، وأمامهما الآن التحدي الأصعب في إدارة الملف الإداري والأمني بمحافظة عدن.
وأشار إلى أن المحافظ المغتال تعرض لصعوبات وعوائق كبيرة كان طرفها بعض قيادات ومكونات المقاومة الجنوبية المسلحة، في حين أن الحال سيتغير مع المحافظ عيدروس الزبيدي وسيكون قادراً برفقة مدير أمنه شلال شايع على فرض وحماية قراراته بقوة القانون والردع، كما أنهما يحظيان بدعم الرياض وأبوظبي التي مكثا فيها أشهراً قبل تعيينهما بعدن.
- إملاءات خارجية
بالمقابل يعتقد المحلل السياسي ياسين التميمي، أن "الرئيس هادي عيّن الزبيدي وشايع بإملاءات خارجية، وهو ما يؤشر إلى توجه نحو تمكين قوى الحراك المتطرفة التي تدعو إلى انفصال الجنوب عن الجمهورية اليمنية".
ولم يستبعد التميمي في حديث لـ"الخليج أونلاين" أن يكون هادي يهدف إلى إسكات قوى الحراك الانفصالية التي تسببت في إشاعة الفوضى والاضطرابات، وحالت دون التمكن من تأسيس نموذج نجاح للسلطة الانتقالية بعد عملية تحرير عدن.
وأكد أن "قادة عدن الجدد ليسوا وحدويين، والتحدي هنا يكمن في قدرتهما على الاتساق مع وظيفتهما التي تجعلهما جزءاً من نظام الجمهورية اليمنية، وليس على الضد منه".
وقال التميمي: "لا أتوقع أن ينجح الزبيدي وشايع اللذين تبنيا موقفاً مؤيداً للسياسة الإيرانية في اليمن في أن يكونوا جزءاً من مشروع التحالف العربي الهادف إلى هزيمة المشروع الإيراني، ووجودهما على رأس السلطة في العاصمة المؤقتة لليمن لا يخدم استراتيجية هادي في الوقوف على أرضية صلبة، والحصول على ظهر قوي ومساند في المناطق المحررة".
- ارتباط بالحوثيين وإيران
من جانبه، قال الباحث السياسي توفيق السامعي، في حديث لـ"الخليج أونلاين"، إن تعيين الزبيدي وشايع جاء بضغط من الإمارات العربية المتحدة التي كانت داعمة للحراك الانفصالي منذ سنوات وهيأت لهم بيئة مناسبة للتحرك وقيادة الاحتجاجات المختلفة منذ عام 2007 وحتى اليوم.
ويزعم السامعي أن "الإمارات تسعى بهذه التصرفات إلى التحكم بملف الجنوب وإبقائه في يدها حتى في ظل سلطة الرئيس هادي، وإزاحة السعودية منه، خاصة وأن ثمة ورقة أخرى بيدها هي ورقة أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس المخلوع وأموالهما التي تدار في الإمارات، وتعمل الإمارات لأن تكون متحكمة بخيوط اللعبة في اليمن"، حسب قوله.
وأشار إلى علاقة الزبيدي وشايع بإيران، حيث دربوا مجاميع مسلحة في إيران بدعم من حزب الله اللبناني، وقال: "هنا تكمن الإشكالية وقد يسيطرون على الوضع في الجنوب خاصة وقد خاضوا تجربة حرب في الضالع تعتبر تدريبية لهم".
وقال: "إن الزبيدي وشايع كانا مؤيدين لاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، كما تعود صلة الزبيدي بالحوثيين إلى عام 2011 حينما تبادل الجانبان الحوثي والحراكي الانفصالي الوفود والزيارات بين عدن وصعدة، وأخذت الصور التذكارية في صعدة للزبيدي ورفاقه".
وفي السياق ذاته؛ نشرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام" خبراً يوم التاسع من الشهر الجاري، قالت فيه إن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، استقبل في أبوظبي علي سالم البيض، رئيس اليمن الجنوبي السابق الذي يزور الإمارات، وتناول اللقاء تطورات الأزمة اليمنية وجهود الوصول إلى حل عادل.