مستشفى خليفة شاهد حي على خير الإمارات الموصول.
قلوب من لبن
قد يعجبك أيضا :
عندما يسير الزائر في جولات لمعرفة مناطق الجزيرة يشعر أن للسقطريين قلوباً من لبن وألسنة من عسل، فالزائر إلى جزيرتهم يلقى ترحاباً من الجميع، يتساوى في ذلك الصغير والكبير معاً، فالناس كرماء في التعبير عن ترحيبهم بالضيوف، وكلما ذهب زائر إلى مكان كان كرم الناس يطعم القلوب قبل البطون، هذا الكرم السقطري يبدو مستغرباً للبعض، لكنه غير ذلك لأبناء سقطرى، فهم يرون في الضيف واحداً من أهل البيت، فرغم فقر الناس، إلا أن البساطة غالبة على حياتهم.
تفتقر حديبو، عاصمة المحافظة، ومعها قلنسية، أكبر منطقتين في الجزيرة، إلى الكثير من مقومات الحياة، رغم أن كثيراً من أبناء سقطرى يقولون إن ما هو قائم اليوم من مرافق حكومية ومدارس ومحلات تجارية كانت معدومة إلى ما قبل سنوات، قد تكون نظرة الزائر القادم إلى سقطرى من مدن مملوءة بالحركة إلى مدينة الحياة فيها هادئة وفقيرة الإمكانات مختلفة عن نظرة أبناء سقطرى الذين ينظرون إلى أن ما تحقق للجزيرة يعتبر إلى حد ما أفضل مما كان عليه الحال قبل الوحدة وحتى ما بعدها بسنوات، الطريق ربما يكون واحداً من أهم ما غير وجه الجزيرة، صحيح أن الطرق لم تصل إلى كل مناطق الجزيرة، إلا أنه كان هناك حركة في تنفيذ بعض مشاريع الطرق التي تربط الجزيرة ببعضها بعضاً أفضل ما تحقق لأبناء الجزيرة، لكن الجزيرة تفتقد تقريباً إلى كل شيء، ولو لا الطبيعة التي خص بها الله عباده في هذه الجزيرة لكان الناس هنا بين الحياة والموت.
قد يعجبك أيضا :
يملأ الأجانب الفنادق والمحميات البرية والبحرية، بحثاً عن متعة لا يجدونها في بلدانهم، كان الفندقان الرئيسيان في الجزيرة ممتلئان بنزلائهما، وكان السقطريون ممن يتحدثون لغات أجنبية، يحيطون بهم ويشرفون على تنظيم برامج سياحية متميزة لهم في الجزيرة.
لا يبدو أن هناك خوفاً على السياح الأجانب في سقطرى، فهم يتجولون بحرية محاطون بحب السقطريين الذين يتعاملون معهم بنوع من الألفة حيثما ذهبوا، فهم يجدون الاهتمام الكبير من أبناء الجزيرة، فتراهم يسيرون بدون حراسات أو أطقم عسكرية، ويشاهد العشرات من السياح وهم يتناولون الطعام في بعض المطاعم الشعبية في الجزيرة، رغم قلتها، كما كانوا يوجدون في الأماكن التي تشكل مصدر جذب سياحي كبير من دون أية مظاهر عسكرية.
ويعد إلمام العديد من أبناء جزيرة سقطرى ببعض اللغات الأجنبية مثيراً للاهتمام، فقد درس العديد من أبناء جزيرة سقطرى اللغات الأجنبية ليكونوا قادرين على التعامل مع الأفواج السياحية الأجنبية، ونظمت السلطات المحلية دورات لتوعية هؤلاء الشباب بالبيئة السقطرية، ليتمكنوا من نقل المعلومة الصحيحة عمّا تحويه الجزيرة من نباتات وأعشاب وأشجار وأسماك وجبال وغيرها وأهميتها وقدرة بعضها على شفاء الأمراض.
وسبب تسمية الشجرة ب«دم الأخوين»، يعود إلى الأسطورة التي تتناقلها الأجيال في اليمن، والتي تحكي قصة أول قطرة دم وأول نزيف بين الأخوين قابيل وهابيل، وبحسب الأسطورة فقد كان قابيل وهابيل أول من سكن جزيرة سقطرى وعندما وقعت أول جريمة قتل في التاريخ وسال الدم نبتت شجرة دم الأخوين.
وهناك محمية «ذي حمري»، وهي منطقة ذات جاذبية للسياح الأجانب، كما حال مناطق أخرى مثل «عرهر» ذي الشاطئ الساحر والجميل، والوصول إليها يتطلب قطع مسافة تصل إلى أكثر من نصف ساعة بسيارة «لاند كروزر»، وهي السيارات التي تستخدم في الأغلب في الجزيرة.
بين الطريق الإسفلتي ومحمية ذي حمري طريق ترابي ترفض السلطات المحلية تعبيده، وحتى السياح يرون في بقائه أفضل مما لو تم تعبيده أو رصفه، لأنه يبعد عن المحمية توحش المدينة، البعض يقول إنه لو تم تعبيد الطريق بالإسفلت فإن ذلك سيقضي على خصائص المحمية البحرية، التي لا تزال متروكة كما هي بدون تدخل أحد.وهناك كهف يعرف باسم «حُق» المرتفع عن سطح الأرض، ولمن رأى مغارة «جعيتا» في لبنان بالقرب من نهر الكلب، فإن كهف «حُق» يعد قريباً منها، مع فوارق عديدة أن كهف سقطرى لا تصله أية وسيلة مواصلات عكس «جعيتا»، والاهتمام بالمغارة في لبنان غير موجود في كهف سقطرى، فيد الإنسان لم تمتد إليه قط، لهذا كان الاستعانة بكشاف النور ضرورياً للتجول في الكهف الذي يعد عميقاً إلى الداخل في مسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات تقريباً.
لم يتم تنفيذ مشروع يسهل للناس صعود الجبل لرؤية الكهف ونزوله لأسباب عدة البعض لا يزال يعتقد أن إدخال مثل هذه المشاريع يقضي على فكرة الإثارة التي توفرها رحلة الصعود إلى الجبل والعودة من نفس الطريق، ويبرر البعض هذه الخطوة بعدم جدوى إقامة مشروع العربات الجوية، أي «التلفريك»، كما هو حاصل في بعض المناطق اليمنية والعالمية خاصة مع قلة السياح الذين يصلون إلى الجزيرة، والذين يكون وجودهم في مناسبات معينة، إضافة إلى غياب السياحة الداخلية، لهذا فإن إقامة هذه المشاريع في ظل غياب التدفق السياحي الكبير ستكون غير مربحة، فيما يتخوف البعض من مسؤولي الجزيرة من أن يشكل إقامة مثل هذه المشاريع خطراً على البيئة السقطرية، إذ ستلحق هذه المشاريع استحقاقات أخرى لا تحتاجها بيئة الجزيرة.
ولفت إلى أن دولة الإمارات خاصة مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، لم يقتصر عملها على هذا المستشفى ولم تنتظر حتى الانتهاء من إنجازه لكنها دعمت الخدمات الطبية من خلال توفير أطباء متخصصين في العظام والتخدير والأسنان منذ مدة طويلة، إضافة إلى توفير أربع سيارات إسعاف مع سائقيها وسيارات خاصة بالمستشفى، كما قامت المؤسسة ببناء عدة مشاريع لتخزين المياه في مناطق متفرقة بالجزيرة وإنشاء مصنع للثلج، إضافة إلى نشاط العديد من المؤسسات الخيرية الإماراتية.