قد يعجبك أيضا :
وعانى التنظيم خلال السنوات الماضية من قلّة موارده لتمويل عملياته العسكرية، لكن سيطرته على المكلا وفرت له السيولة المالية والسلاح الكفيل باستمرار مواجهته للدولة.
وقال مصدر في المنطقة العسكرية الثانية لـ"العربي الجديد" إن السلاح الذي استولى عليه التنظيم يتنوع ما بين مدافع صغيرة، وعدد من الدبابات بعضها خارج الجاهزية، وقذائف "آر بي جي"، فضلاً عن سلاح "كلاشينكوف"، ومعدلات 23، وأكثر من مليون طلقة من الذخيرة نهبها عناصر التنظيم من مخزن السلاح في "اللواء 27 ميكا"، إضافة إلى تروس حربية استولوا عليها من "اللواء 190" جوي.
قد يعجبك أيضا :
تهديد مستقبلي
غير أن امتلاك التنظيم السلاح الثقيل يعني أن عملياته ضدّ القوات المسلّحة تتوسع نوعاً وكماً، ما يجعل الحكومات المقبلة أمام تحد كبير، وخصوصاً أن السنوات الماضية كشفت عجز الدولة عن الحد من نفوذ "القاعدة" قبل أن يقع في يده السلاح الثقيل.
وكانت أهم العمليات التي نفذها تنظيم "القاعدة" خلال السنوات الماضية اقتحامه مقرّ المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا في عام 2012 لمدة يومين، قبل أن يقتحم مدينتي سيئون والقطن ويتوجها أخيراً نحو مدينة المكلا التي سيطر عليها وأكمل فيها شهره الخامس، معزّزاً قوته العسكرية المستندة إلى السلاح الذي استولى عليه.
وبالنظر إلى كمية السلاح التي آلت إلى التنظيم يمكن القول إنه قد يبدأ بمرحلة نقل معاركه من الأودية والجبال وتفجير العبوات الناسفة إلى داخل المدن عبر أسلوب حرب الشوارع.
في هذا السياق، يقول الخبير العسكري في شؤون النزاعات المسلحة، علي الذهب، لـ"العربي الجديد"، إن "قدرة القوة المادية التي استولى عليها التنظيم من معسكرات الجيش في حضرموت، مسألة نسبية".
ويستبعد أن يتوسع التنظيم في المحافظات المجاورة بما يشبه حال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق، لأسباب عديدة.
ويضيف أن "كميات السلاح التي باتت بيد (القاعدة) تضع اليمن في مصاف الدول الهشة، وسيكون لأي مواجهة مع التنظيم، بغية استعادة حضرموت، ثمن كبير، من القوة البشرية والمادية، فضلاً عن انعكاس ذلك على جوانب التنمية التي هي، بالأساس، متعثرة منذ خمس سنوات".
ويشير إلى أن "استثمار السلاح من قبل التنظيم، سيكون من خلال الحفاظ على الوضع الراهن، ريثما يتوفر وضع ملائم يمكنهم من التوسع وبلوغ دولة التمكين التي تحكيها أدبياتهم واستراتيجياتهم".
من جهته، يرى عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية، فهد سلطان، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن (القاعدة) حتى اللحظة لا يزال يشكل خطراً على مستقبل اليمن وأمنها واستقراها، على الرغم من الضربات الموجعة التي تلقاها خلال الفترة الماضية.