لا يخلو تكثيف قيادة الشرعية اليمنية من تحركاتها داخل الأراضي اليمنية في محافظات عدة، بالتزامن مع مواجهات ميدانية محتدمة، خصوصاً في محافظة تعز، من رسائل سياسية وعسكرية، ولا سيما في ظل تأخر العودة إلى المفاوضات السياسية عبر جنيف 2. وبعد يومين من زيارة نائب الرئيس، رئيس الوزراء، خالد بحاح، إلى مأرب شرق اليمن، بحدود العاصمة اليمنية صنعاء، قام الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، بزيارة إلى قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج شمال عدن، وتجول فيها واطلع على عملية الترميمات التي جرت عليها وغرفة العمليات العسكرية، قبل أن يزور جبهات القتال المشتعلة جنوب تعز بحدودها مع لحج. وأكد هادي، خلال الزيارة التي هدفت إلى الاطلاع على سير المعارك ورفع معنويات "المقاومة" والجيش الوطني في جبهة الشريجة، استمرار المعارك، لفك الحصار عن تعز، بالتعاون مع "المقاومة" والجيش داخل تعز.
وجاءت زيارة هادي إلى كرش بالقرب من الشريجة بعد حرب إعلامية وإشاعات عن تراجع الجيش و"المقاومة" والتحالف عن فك الحصار عن تعز.
وتحمل تحركات هادي وبحاح في محافظات عدة، رسائل سياسية، تهدف من خلالها قيادة الشرعية إلى التأكيد أنها باتت تفرض سيطرتها على كل المناطق المحررة، وتستطيع التحرك بحرية، والإشراف ميدانياً على العمليات العسكرية في الجبهات. وتقول مصادر سياسية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن "مليشيات الانقلاب، وحلفاءها الإقليميين، يشنون حرب شائعات تضليلية تركز على عدم تمكن الشرعية من السيطرة على المناطق المحررة، لذلك فتحركات الرئيس ونائبه والوزراء توجه ضربة لمليشيات الانقلاب وتربكها. كما أن هذه التحركات ترفع من معنويات المقاومة في كل مناطق اليمن". ولم تمض سوى أقل من ساعة على زيارة هادي إلى جبهة لحج - تعز حتى عمدت قوات الجيش و"المقاومة" إلى رفع وتيرة ضرباتها ضد المليشيات، وتعرضت الأخيرة لانهيارات في الشريجة، بالتزامن مع توفير طائرات التحالف العربي غطاء جويا.
وتحظى عملية تحرير تعز بأولوية وأهمية استراتيجية بالنسبة للشرعية والتحالف، كون تحرير المحافظة يؤمن عدن والعند وباب المندب بشكل نهائي، فضلاً عن المساهمة في فتح الطريق أمام معركة صنعاء في حال اتخذ القرار بعملية عسكرية فيها.
في غضون ذلك، استهدفت "المقاومة" في منطقة مريس في الضالع، مواقع مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، على الحدود مع منطقة دمت، فضلاً عن استهداف تعزيزات وقطع خطوط إمداد لها. كما دفعت "المقاومة" بتعزيزات لبعض الجبهات. وفي السياق، تقول مصادر في "المقاومة" لـ"العربي الجديد"، إنها تعتمد في عمليات دمت شمال الضالع، على فرق تشبه الأشباح، من خلال تنفيذ عمليات نوعية تمتد إلى بعد الرضمة ويريم في إب.