الرئيسية / شؤون محلية / عودة مهجّري الجعاشن إلى قراهم بضمانة الرئيس.. استقبال حاشد من الرعية فيما الشيخ ينشر مسلحيه على طول الطريق
عودة مهجّري الجعاشن إلى قراهم بضمانة الرئيس.. استقبال حاشد من الرعية فيما الشيخ ينشر مسلحيه على طول الطريق

عودة مهجّري الجعاشن إلى قراهم بضمانة الرئيس.. استقبال حاشد من الرعية فيما الشيخ ينشر مسلحيه على طول الطريق

06 مارس 2007 01:01 مساء (يمن برس)
يمن برس - ناس برس : وسط استقبال كبير احتشد له سكان القرى المجاورة و بقية الرعية -غير المهجّرين- عاد قرابة 400 مواطن من مهجَّري أبناء منطقتي الصفة والجعاشن إلى قراهم بعد أسابيع قضوهامشردين تحت خيام التهجير في شتات الوطن الكبير، إثر قيام أحد مشائخ المنطقة المتنفذين بتهجير هؤلاء المواطنين من منازلهم. لكن طريق العودة إلى الديار لم يكن مفروشاً بهيبة الدولة أو بسلطة النظام والقانون التي حلم بها العائدون، رغم ضمانة رئيس الجمهورية التي نقلها محافظ محافظة إب وأعلنها على الملأ يوم أمس طالباً من أبناء الجعاشن ومواطنيه المهجرين سرعة العودة إلى ديارهم وهم آمنون ومستظلون بحماية الدولة وضمانة الرئيس علي عبدالله صالح. حيث لا زال الطريق كما كان ملغماً بأسلحة الشيخ ومليشياته ونقاط التفتيش المتعددة التي استحدثها الشيخ وأبناؤه ورجالهم في محاولة مستميتة لإبقاء سطوته وسيطرة مملكته الصغيرة على الرعية. توجهت جموع المهجّرين العائدين يوم أمس الأحد في موكب كبير مكون من حوالي 40سيارة تتقدمهم سيارة مدير المديرة ومدير أمن المديرية ومن خلفهم سيارات أعضاء المجلس المحلي. يقول أحد العائدين بأنهم مرّوا في طريق عودتهم بأكثر من ثلاث نقاط تفتيش تابعة للشيخ بالإضافة إلى انتشار أكثر من عشرين موقعاً عسكرياً يتمترس فيه رجال مسلحون تابعين للشيخ. ويضيف: عندما وصل الموكب العائد إلى أحد الشعاب القريبة من منطقة الحبلة –مركز الشيخ- فاجأهم أحد أبناء الشيخ ومعه حوالي 300 مسلح بأسلحة خفيفة وثقيلة كانوا ينتشرون في الجبال المطلة على المنطقة وقاموا بإشهار السلاح وقطع الطريق وإيقاف الموكب ومنعوا المواطنين من الحركة أو النزول من السيارات وحاصروا الجميع في مضيق بين جبلين. الحصار استمر لعدة ساعات ثم أفرج أبناء الشيخ عنهم بعد مفاوضات ومشادات كلامية وملاسنات حادة ولغط متبادل بين الطرفين. الحياد السلبي كان هو أقصى دور استطاع أن يقوم به مدير عام المديرية ومدير أمنها وممثلو الجهات الرسمية الذين كانوا برفقة الموكب، في مشهد مأساوي يظهر مدى انكشاف عورة الدولة وغياب أي أثر لسلطة القانون. المحامي عبدالرحمن برمان من منظمة هود أعرب من جهته عن أسفه لما لقيه مهجروا الجعاشن في طريق عودتهم إلى مناطقهم، واصفاً ذلك بأنه تمادٍ واستهتار من شيخ الجعاشن بضمانة الرئيس التي أعلنها محافظ المحافظة. واستنكر برمان في تصريح لـ(ناس برس) أن يحدوث ذلك في ظل استمرار غياب أي دور للدولة، مضيفاً أنه رغم توجيهات رئيس الجمهورية بالتحقيق في القضية وفرحة أبناء الجعاشن المهجّرين بذلك التوجيه الرئاسي الذي أحسوا أن مشكلتهم قد حلت، رغم ذلك يتفاجأ المواطنون العائدون بتمادي الشيخ واستهتاره بضمانة المحافظ الذي قال لهم عودا إلى بيوتكم وأنتم في ضمانة الرئيس. ويرى برمان بأن أهالي الجعاشن والصفة رغم كل الذي حصل لهم قد صاروا رواداً من رواد الحرية في هذا الزمن، معتبراً أن ما وصفها بمملكة شيخ الجعاشن صارت تتهاوى بسقوطها وعودة الحق لأهله الذي يعد كما قال بداية النهاية لتهاوي العديد من الممالك الموجودة في بعض مناطق الجمهورية. ٍ وتساءل برمان بالقول "كيف يعقل أنه وبعد مرور 45 سنة على قيام الثورة والجمهورية والقضاء على النظام الإمامي المتخلف، تحدث اليوم أشياء لم تكن موجودة قبل الثورة". وأضاف "لم يكن هناك مثلاً ظلم لأهل الجعاشن في عهد الإمام كما هو موجود اليوم في عهد الثورة والجمهورية والحرية التعبير والصحافة والفضائيات والتحولات الكبيرة التي يشهدها العالم في احترام حقوق الإنسان". واستغرب المحامي برمان ما دعاه بصمت أجهزة السلطة على ممارسات مثل هؤلاء المتنفذين، معرباً عن استغرابه من موقف السلطة تجاه قضايا الحقوق التي تتبناها منظمات المجتمع المدني والتي عادة ما تتهمها السلطة بأنها قضايا سياسية، مضيفاً بأن قضية الجعاشن قد جاءت لتفضح هذه الادعاءات عندما رأينا جميع المتظاهرين من المهجرين وهم يرفعون بطاقات عضويتهم في المؤتمر الشعبي العام الحاكم.
شارك الخبر