منذ أكثر من سبعة أشهر انطلقت "عاصفة الحزم" في 26 مارس/آذار الماضي في اليمن، عقب انقلاب الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، على الشرعية.
ولأنه لا حرب إلا تسعى لخاتمة سياسية، فإن من آخر المحاولات في هذا الصدد عقد مباحثات بين الأطراف اليمنية في جنيف يرتب لها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
غير أن للميدان شأنا آخر في اليمن، فالقتال مستمر في تعز (وسط البلاد)، ويتجه إلى الحسم، وفق تصريحات للتحالف العربي، كما أن مليشيات صالح والحوثي تقتحم محافظة الضالع التي تحتدم فيها معارك كر وفر.
رسائل عديدة
في التركيز على جبهة الضالع، يقول الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني سمير الحاج لبرنامج "حديث الثورة" بتاريخ (8/11/2015) إن رسائل عديدة يريد الحوثي وصالح إرسالها، ومن ذلك إثبات الوجود وإمكانية العودة إلى الجنوب ورفع معنويات العناصر المقاتلة.
أما تعز، فقد أكد الحاج غير مرة أن هناك خطوات قيد الدراسة والتنفيذ لدعم المقاومة بأسلحة نوعية من دبابات ومدافع، بالإضافة إلى الإسناد الجوي المتواصل، الذي لولاه لأحدث الحوثيون دمارا كبيرا في المدينة.
واتفق المتحدثون اليمنيون من الداخل والخارج على أن الدعم العسكري الذي وصل تعز كان بسيطا.
الباحث السياسي اليمني نبيل البكري تحدث عن ضرورة عدم التقليل من قدرات الخصم الحوثي الذي استقبل على مدار أربع سنوات كميات كبيرة من السلاح من المخابرات الإيرانية، وكذلك الخصم علي صالح الذي بنى ترسانة على مدار ثلاثين عاما.
أما الجبهة المقابلة من التحالف العربي والمقاومة الشعبية والجيش الوطني فإن ما حققوه حتى اللحظة خجول ولا يمكن الاعتماد عليه، وبحاجة للمساءلة والتقييم، وإن تحرير الأرض دون أن تعود الشرعية يعني أنها لم تحرر.
إنجازات التحالف
ويخالف الخبير السعودي في الشؤون العسكرية والإستراتيجية حسن الشهري رأي البكري، ويقول إن تحرير أربعمئة ألف متر مربع من اليمن ليس إنجازا خجولا، مشيرا إلى أن قدرات علي صالح التسليحية ضربت حتى وصلت فقط إلى 20%، ومع ذلك هذه النسبة تكفي لتسليح دولة.
وأشار كذلك إلى الحصار البحري والجوي الذي يفرضه التحالف العربي، وتحرير مضيق باب المندب، أما التركيز الراهن -يضيف- فهو تعز التي هي مفتاح القضاء "على رأسي الأفعى" الحوثي وصالح ، كما قال.
ومن داخل تعز، قال الناشط السياسي في المقاومة اليمنية علي عبد الله الضالعي إن التضخيم الإعلامي بوصول ثلاث عربات لتعز هو "نوع من المتاجرة".
وتعز التي قال إن صالح يريد أن يؤدبها لأنها فجرت الثورة في 2011 لا تحتاج إلى رجال يقاتلون بل معدات فعالة توازي ما لدى الطرف الآخر.
ورأى أن المساعدات الدولية تسهم في دعم مليشيات الحوثي، لأنها تستولي عليها وتبيعها في السوق السوداء، وطالب بوقف المساعدات التي لا تصل للشعب والمقاومة.