الرئيسية / تقارير وحوارات / من الحرب إلى الأعاصير.. اليمن (السعيد) يتحول إلى مأساة مستمرة
من الحرب إلى الأعاصير.. اليمن (السعيد) يتحول إلى مأساة مستمرة

من الحرب إلى الأعاصير.. اليمن (السعيد) يتحول إلى مأساة مستمرة

08 نوفمبر 2015 12:43 مساء (يمن برس)
يعاني اليمن من مآس متتابعة، أولاها هي الحرب المستمرة منذ ما يقارب الثمانية أشهر وحتى الآن، والتي أدت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين من الشعب اليمني بسبب انقلاب الحوثيين "الشيعة المسلحة" على الشرعية، فيما انضم لمأساة الحرب الطاحنة إعصار تشابالا، والذي شرد ما يزيد على الـ40 ألف يمني وقتل وإصابة العشرات، ليلحق به إعصار استوائي جديد من المتوقع أن يضرب اليمن خلال الساعات المقبلة، في ظل أوضاع إنسانية حرجة وصعوبة كبيرة تواجهها المنظمات الإنسانية لنجدة الضحايا وتقديم المساعدات.
 
إعصار استوائي جديد
 
أعلنت منظمة الأرصاد الجوية العالمية التابعة للأمم المتحدة، أمس، الجمعة، أن إعصارًا استوائيًا سيضرب السواحل اليمنية خلال الـ 24 ساعة المقبلة، مضيفة أنه لم يسبق أن حدثت عواصف الواحدة تلو الأخرى في هذا الجزء من الخليج العربي في غضون أسبوع واحد، لينضم هذا الإعصار إلى سلسلة مآسي اليمن.
 
وتوقعت المنظمة أن تتضاعف شدة العاصفة الجديدة خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة، لتصبح إعصارًا محملًا برياح تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة، لكن شدتها ستتراجع بدءًا من يوم الأحد لتصبح مجرد منخفض جوي عند وصولها إلى سواحل اليمن يوم الثلاثاء المقبل، لكنها ستكون محملة بمزيد من الأمطار.
 
تشابالا يشرد 40 ألف شخص ويدمر 450 منزلًا
 
وسبق الإعصار الاستوائي المرتقب، إعصار "تشابالا" الذي  ضرب عدة مناطق يمنية بقوة لمدة 4 أيام انتهت الخميس الماضي باستثناء بعض الأمطار، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية اليمنية.
 
وضرب "تشابالا" محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وأرخبيل سقطرى، وتسبب بدمار كبير في المنازل والبنى التحتية. وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن التقارير الأولية تشير "إلى أن أكثر من 40 ألف شخص نزحوا أو تم إجلاؤهم لفترة وجيزة عن مناطق ساحلية، وأن 450 منزلًا على الأقل تضررت ودمرت. كما أدى الإعصار لمقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص في محافظة حضرموت الساحلية، بالإضافة لمقتل شخصين على الأقل بجزيرة سقطرى، وإصابة ما لا يقل عن الـ200".
 
ومن المتوقع أن تمر العاصفة الجديدة بجزيرة سقطرى أيضًا، وذلك للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، مما ينبئ بنتائج كارثية للجزيرة التي يقطنها 50 ألف نسمة، والتي تعرضت في الأصل لتدمير كبير في بنيتها التحتية.
 
وأدى الإعصار تشابالا لتشريد أكثر من ثلث سكان جزيرة سقطرى وعددهم 18 ألفًا، وفقًا لما أعلنه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
 
حرب اليمن أكثر من 5 آلاف قتيل وملايين النازحين
 
وتواجه اليمن أوضاعًا مأساوية بالفعل نتيجة للحرب الدائرة منذ ما يقارب الـ8 أشهر، حيث قدم برنامج الغذاء العالمي تصنيفًا لليمن بكونها من بين أعلى معدلات سوء التغذية بين الأطفال في العالم، وقالت الأمم المتحدة في تقرير لها إن 80 % من السكان أي ما يعادل 21 مليون شخص يحتاجون المساعدات.
 
وكانت منظمة الصحة العالمية قد نشرت تقريرًا لها أغسطس الماضي، كشفت فيه تخطي عدد ضحايا الحرب لأكثر من 4300 قتيل، ونحو 22 ألف جريح، مشيرة إلى أن نحو 15 مليون شخص بحاجة إلى الخدمات الصحية والمساعدات الضرورية، خاصة في عدن وأبين وتعز وصعدة. فيما نشرت جريدة الغارديان أن العدد ارتفع حتى منتصف أكتوبر الماضي لأكثر من 5300 قتيل.
 
المنظمات الإنسانية في اليمن وجود بلا فاعلية
 
على الرغم من المآسي والأزمات التي تمر بها اليمن نجد الكثير من الشكاوى حول غياب كبير للجمعيات الخيرية والإغاثية، ولا يعوض ذلك الغياب وجود ما يقارب الـ13 ألف منظمة إنسانية، فوفقاً لتقرير لشبكة للعربي الجديد تم على عينة عشوائية مكونة من 25 يمنيًا كعينة عشوائية، وجد أن 11 ‏شخصاً لا يعرفون شيئاً عن المنظمات، ‏و14 شخصاً يؤكدون أن عمل المنظمات لا يؤدي الهدف الذي ‏أنشئت من أجله.
 
وعلى الرغم من طلب الجمعيات الإغاثية المختلفة العاملة باليمن تمويلًا بمقدار 274.5 مليون دولار، واستجابة السعودية الكامل لهذا المطلب خلال يومين فقط، إلا أن الجمعيات الاغاثية لم تستطع تلبية احتياجات اليمنيين به، وعلل مصدر مسؤول باللجنة العليا للإغاثة ذلك بصعوبة شرط السعودية المرتبط بالتمويل، وهو أن يتم استخدام المبلغ بالكامل خلال شهر من صرفه.
 
وقال المصدر: إن "المجتمع ‏الإنساني" اليمني شعر بصعوبة الشرط، مع وجود كل الموظفين الدوليين في الخارج ووجود ‏المحليين في منازلهم، ليبدأ بالشكوى من عرقلة الحرب لأنشطته والحاجة إلى هدنة طويلة.
 
 وعلى الرغم من توفير التحالف العربي هدنة شاملة لخمسة أيام في منتصف مايو الماضي، إلا أن الحكومة اليمنية انتقدت بقوة عجز المجتمع الإنساني عن إيصال الإغاثة إلى أكثر ‏المناطق اليمنية التهاباً وحاجة للمساعدات خلال فترة الهدنة، مثل مدن عدن وتعز ولحج والضالع، ‏بالإضافة إلى توريدها 15 % فقط من حاجات منظمات الإغاثة من الوقود، في الوقت الذي انتقد فيه بعض المجتمعات المضيفة للنازحين أداء تلك المنظمات.
 
كما تعاني تلك المنظمات وفقًا لمسؤولين محليين من فساد واسع، مما يساهم في تقليص دورها المفترض القيام به، حيث قال عضو المجلس المحلي في منطقة المصانع بمحافظة عمران محمد أحمد ‏شاطر، أن منظمة أممية أوصلت مساعداتها إلى وجهاء قبليين في المنطقة، لتتكل عليهم ‏كلياً في توزيع الدقيق والزيت على جميع أبناء القرية والنازحين فيها.
شارك الخبر