ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، السبت 7 نوفمبر/تشرين الثاني، أن ألمانيا تجسست بـ"صورة ممنهجة" على دول صديقة وعلى منظمات دولية وبعثات دبلوماسية.
وقالت المجلة إن نشاطات وكالة المخابرات الخارجية الألمانية في التجسس على أصدقاء برلين وحلفائها كانت أكثر مما تم الكشف عنه من قبل. وأضافت أنها علمت أن الوكالة قد راقبت وتجسست على وزارة الداخلية الأمريكية ووزارات دول أوروبية مثل بولندا والنمسا والدنمارك وكرواتيا والفاتيكان.
وأضافت "دير شبيغل" في تقرير على موقعها الإلكتروني، السبت، أن عدة وسائل إعلام ألمانية تطرقت إلى موضوع تجسس المخابرات الألمانية الخارجية على دول صديقة وحليفة لألمانيا حول العالم، مشيرة إلى أن المخابرات الألمانية كانت تفعل هذا الأمر من تلقاء نفسها، وليس بطلب من وكالة الأمن القومي الأمريكية.
وأكدت المجلة أن الاكتشافات الأخيرة ستسلط الضوء أكثر على حقيقة أنشطة الوكالة الألمانية للمخابرات الخارجية.BND
وكانت المخابرات الألمانية قد تعرضت لانتقادات شديدة هذا العام بعدما تبين أنها ساعدت وكالة المخابرات الأمريكية في التجسس على مؤسسات وشركات أوروبية وحتى ألمانية.
هذا وأضافت المجلة أن المخابرات الالمانية تجسست على البعثة الامريكية ببروكسل، إضافة إلى الأمم المتحدة بنيويورك، ناهيك عن وزارة الاقتصاد الأمريكية، كما ذكرت المجلة أن برلين راقبت العديد من السفارات الأجنبية على أراضيها، منها سفارات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسويد والبرتغال وإيطاليا والنمسا وسويسرا والفاتيكان.
كما شملت عملية التجسس خطوط اتصالات تخص أماكن دبلوماسية أمريكية في بروكسل والولايات المتحدة في نيويورك، وضمت القائمة كذلك الخط الساخن لتحذيرات السفر الخاص بالخارجية الأمريكية.
ولم يكن اهتمام المخابرات الألمانية قاصرا على مؤسسات الدولة، بل تجسست على منظمات غير حكومية مثل منظمة كير الدولية وأوكسفام واللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، كما تمت مراقبة عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهاتف والفاكس للممثلين الدبلوماسيين.
ولفتت المجلة إلا أن المادة العاشرة من الدستور الألماني التي تحمي المشتركين في الاتصالات الألمانية من المراقبة لا تنطبق على المنشآت الدبلوماسية.
جدير بالذكر أن المعلومات التي كشفها المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركية ادوارد سنودن بخصوص وجود شبكة أمريكية واسعة للتنصت على المحادثات الهاتفية والاتصالات عبر الانترنت للألمان والتي شملت هاتفا محمولا يخص المستشارة الألمانية ميركل، أثارت جدلا واسعا في الأوساط الدبلوماسية، وأثرت في العلاقة مع الولايات المتحدة.
وقد أفادت ميركل حينها بأن التجسس على الاصدقاء ليس أمرا جيدا على الاطلاق، واستبعد الرئيس الامريكي باراك أوباما إجراء عمليات تجسس على ميركل في المستقبل، ملمحا ضمنيا إلى حدوثها في السابق.
إلا أن تسريبات أخرى لموقع "ويكيليكس" أبرزت أن التجسس الأمريكي لم يستهدف المستشارة الألمانية فقط وإنما استهدف ايضا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد توليه الوزارة للمرة الأولى عام 2005.
هذا ويتضح من قائمة "أهداف" وكالة الأمن القومي الأمريكية في الخارجية الألمانية، أن التجسس على مسؤولي الوزارة كان جاريا حتى قبل أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001. يذكر أن يوشكا فيشر، نائب المستشار الألماني ووزير الخارجية في أعوام 1998-2005 كان هو الآخر موضع اهتمام الاستخبارات الأمريكية.
وكانت وسائل إعلام ألمانية قد أشارت إلى وكالة الأمن القومي الأمريكية تنصتت على مسؤولين حكوميين كبار، بينهم وزيرا الاقتصاد والمالية وعدة نواب وزراء.
يذكر أن النيابة الفدرالية الألمانية كانت قد أعلنت في الـ12 من يونيو/حزيران غلق التحقيق في قضية تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي على هاتف المستشارة الألمانية.
وقد أكد بيان صادر عن نيابة "كارلسروهي"، جنوب غرب ألمانيا، إنهاء التحقيق في القضية لأن الاتهامات لا يمكن إثباتها في إطار القانون الجنائي.