الرئيسية / تقارير وحوارات / من هو مرعب الطائرات وأخطر المهندسين.. وما علاقة بـ"الروسية"؟
من هو مرعب الطائرات وأخطر المهندسين.. وما علاقة بـ"الروسية"؟

من هو مرعب الطائرات وأخطر المهندسين.. وما علاقة بـ"الروسية"؟

05 نوفمبر 2015 05:48 مساء (يمن برس)
يقفز مرة أخرى اسم طالما أعلنت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" انزعاجها من تحركاته وأقلق العالم بأخباره المثيرة للرعب والفزع، وهو التابع لتنظيم "القاعدة"، المتخصص بصناعة المتفجرات وصاحب ابتكارات في طرق إدخالها للمطارات والطائرات سعياً لتنفيذ تفجيرات فيها.
 
سقوط الطائرة الروسية في صحراء سيناء، مؤخراً، المثير للجدل، وبعد إعلان تنظيم "الدولة" مسؤوليته عن الحادث، لا يوجه الأنظار صوب التنظيم فحسب، بل حول السعودي "إبراهيم العسيري"، المتخصص بتلك المهمات، الذي من غير المستبعد أن يكون العقل المدبر لسقوط الطائرة الروسية.
 
وكانت طائرة روسية سقطت، السبت الماضي، بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ المصري، وقضى جميع ركابها وأفراد فريقها، وعددهم 224 شخصاً، فيما لا يزال التحري جارياً لمعرفة سبب الحادث.
 
من هو "إبراهيم العسيري"
 
العسيري يشتبه بأنه العقل المدبر والمصمم للمتفجرات الأكثر إبداعاً وإزعاجاً، وينسب له علاقته بما سمي قنبلة الملابس الداخلية التي عثر عليها في الطائرة الأمريكية عام 2009، وقنابل الطابعات التي كانت ستشحن إلى الولايات المتحدة العام التالي على متن طائرة أمريكية، وقد ضحى بشقيقه الأصغر في تفجير.
 
ويشكل اسمه كابوساً لسلطات النقل الجوي، وأجهزة الأمن الدولية، ولم يخف مسؤولون في المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) في وقت سابق من العام الماضي، أنه يسعى إلى تطوير قنبلة يصعب على أجهزة أمن المطارات كشفها، من خلال زرع متفجرات داخل الجسد البشري.
 
ولد إبراهيم حسن العسيري، الملقب بـ "أبو صالح"، في أبريل/ نيسان 1982 في الرياض، وله أربعة أشقاء وثلاث شقيقات.
 
في 2007، انضم وشقيقه الأصغر سناً، عبد الله، إلى تنظيم "القاعدة" في اليمن.
 
وبرز كخبير في صناعة المتفجرات، بعد اندماج جناحي القاعدة اليمني والسعودي، ليشكلا "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
 
ومع ارتفاع وتيرة العمليات الانتحارية حاول انتحاري في أغسطس/ آب 2009 اغتيال نائب رئيس وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف مساعد، بقنبلة مصنوعة من مادة PETN المتفجرة، ليتضح في ما بعد أن الانتحاري هو عبد الله، وأن العسيري قام بتجهيز شقيقه بنفسه.
 
 تفجير طائرة متجهة لأمريكا
 
في ديسمبر/ كانون الأول 2009، حاول النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بقنبلة مخبأة في ملابسه الداخلية، إلا أنها لم تنفجر، ما ساعد مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في التعرف على بصمة العسيري الموجودة على القنبلة.
 
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2010، عُثر على طردين كل منهما يضم عبوات حبر للطابعات، محشوة بالمادة المتفجرة نفسها، وذلك على متن طائرتين في طريقهما من اليمن إلى شيكاغو في الولايات المتحدة. وتم اكتشاف القنابل بعدما توقفت الطائرتان في مطار إيست ميدلانذز في بريطانيا.
 
وفي أبريل/ أبريل 2012، اكتشفت "سي آي إيه" نسخة من قنبلة الملابس الداخلية، لكن من دون معادن خلال عملية تفتيش مباغتة.
 
رعب في المطارات
 
وعلى إثر ذلك بدأت مطارات أمريكا والاتحاد الأوروبي باتخاذ الإجراءات الأمنية المشددة لمراقبة حركة المسافرين، بسبب "تهديدات إرهابية" محتملة.
 
وفي هذا السياق، تم تشديد الإجراءات الأمنية في أكثر من 250 مطاراً حول العالم، ومن ضمن هذه الإجراءات الماسح الضوئي (سكانر) للجسم، والماسح الضوئي العامل بالمايكروويف.
 
لكن اتضح في ما بعد أن الماسحين لا يستطيعان كشف القنابل المزروعة داخل الأجسام البشرية. لذلك تسعى تلك الدول إلى اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز الأمن في المطارات، لا سيما بعد توسع سيطرة تنظيم "الدولة" على مناطق واسعة في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا، بالإضافة إلى التهديدات التي أطلقها أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم، بعد إعلانه عن قيام "خلافة إسلامية" لا تعترف بالحدود بين العراق وسوريا، وهدّد بالزحف إلى بغداد للقضاء على الحكومة المركزية.
 
تهديدات حديثة
 
مؤخراً ظهر شريط مصور نشر حديثاً أكثر من 100 من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة باجتماع في معسكر باليمن، وفي وسط الفيديو رجل يعرف بولي عهد التنظيم، ناصر الوحيشي يظهر وهو يحيي أتباعه.
 
الوحيشي الرجل الثاني في تنظيم القاعدة العالمي، ورئيس تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، قالها بوضوح بأنه سيلاحق الولايات المتحدة: "يجب أن نكسر الصليب... حملة الصليب على الأمريكيين".
 
الجنرال الأمريكي المتقاعد ريتشارد مايور يقول: إن الفيديو يثير قلقاً حقيقياً "إذا كان ذلك صحيحاً، ثم عليك أن تلاحقهم" وقال لـ CNN: "لا أعتقد أنه من الصعب هزيمة القاعدة في نهاية المطاف، ولكن أعتقد أنه من المهم أن نلاحقهم في هذه الحالة".
 
 خلاف "القاعدة" و"الدولة"
 
وبالرغم من الخلاف المعلن بين التنظيمين "القاعدة" و"الدولة"، إلا أن قاعدة "عدو عدوي صديقي" غير مستبعدة في أن يكون التنظيمان عملا على تطبيقها، وتبادلا الخبرات فيما بينهما. لعل خدمات العسيري كانت بين فقرات هذا التعاون، خاصة أن خطاب أيمن الظواهري زعيم القاعدة، مؤخراً، حث على الوحدة والتعاون بين التنظيمين، دون أن يسميهما.
شارك الخبر