الرئيسية / تقارير وحوارات / أموال الإمارات تشتري شخصيات غربية نافذة خططت لوأد الربيع العربي وإثارة الفوضى
أموال الإمارات تشتري شخصيات غربية نافذة خططت لوأد الربيع العربي وإثارة الفوضى

أموال الإمارات تشتري شخصيات غربية نافذة خططت لوأد الربيع العربي وإثارة الفوضى

05 نوفمبر 2015 04:00 مساء (يمن برس)
تبنت دولة الإمارات سياسة عدائية علنية ضد ثورات الربيع العربي، وضد الحركات الإسلامية المعتدلة التي وصلت للحكم عبر صناديق الانتخابات، ونجحت في إحياء الثورات المضادة ودعم انقلابات عسكرية ناعمة وخشنة أطاحت بمكتسبات ثورات الشعوب العربية، واستخدمت أبوظبي حزمة من السياسات لاحتواء الثورات وعرقلتها، بل ومحو بعضها ونسفها، وكان أحد أبرز هذه الأدوات توظيف شخصيات غربية بارزة في مخطط هدم هذه الثورات بتحويلها إلى حروب أهلية وفوضى وانقسامات حادة، لم تعصف فقط بالثورة والثوار، ولكن تهدد كيان ووحدة الدول نفسها ووجودها، ما يجعل العلاقة واضحة بين سيناريو الفوضى الخلاقة الأمريكي، وبين محاربة ثورات الربيع العربي باختراق دول عربية، منها الإمارات، في تحالف دائم ومتغلغل ومستمر، بحسب محللين.

"مهندسو تفتيت الدول أو غزوها" لقب حازه عدة شخصيات غربية نافذة ارتبط اسمها بسيناريوهات الحرب والفوضى في العراق وأفغانستان ثم في مصر وليبيا.. وغيرها، حيث تعمل بغطاء دبلوماسي أو أممي، وتتمتع بحرية حركة كبيرة لدى جميع الأطراف، وتظل مخططاتها صندوقًا أسود لا تفك طلاسمه إلا بعد فوات الأوان ونجاح المهمة. وتقوم هذه الشخصيات بالتحالف مع دول بعينها بتشكيل ما يعرف بخلية الأزمة، وتتخفى أحيانًا تحت مسميات براقة تخدم في النهاية المصالح الغربية والأمريكية.

وكشف المعارض الإماراتي حسن الدقي، رئيس حزب الأمة الإماراتي في تصريحات صحفية سابقة، أنه "عندما قامت الثورات العربية لجأت أمريكا إلى الإمارات بعد هذا الاهتزاز الضخم في المنطقة، التي كانت ترتبها وفق نظام محدد للتحكم، وفي ظل سقوط أعمدة الحكم العربي في تونس وفي مصر وليبيا وسوريا واليمن، احتاجت أمريكا في مواجهته أن تكون الإمارات هي اللاعب الرئيسي الاستراتيجي لاستعادة سيطرتها مجددًا على المنطقة العربية وترويضها، والاستعانة بما لدى الإمارات من ثروات هائلة، والتي لا تخضع لأية مراقبة شعبية، ولا يوجد حسيب ولا رقيب لهذه الميزانيات الضخمة فيها".

ليون والحرب الأهلية في ليبيا

هل يعد "برنارد ليون"، المبعوث الأممي، أحد أدوات الإمارات لتدمير الثورة الليبية وتحويلها لحرب أهلية ممتدة؟ تساؤل أثاره اتهام صحيفة "الغارديان" البريطانية، الإمارات باستخدام ليبيا ساحة حرب بالوكالة ضد الإسلاميين، حيث عرضت على المبعوث الأممي برنارد ليون راتبًا يوميًا مقداره ألف جنيه إسترليني، وتقول "الغارديان" في تقرير أعده رانديب راميشن، أمس الأربعاء، إن المبعوث الأممي سيحصل على راتب شهري مقداره 35 ألف جنيه إسترليني لتدريب الدبلوماسيين الإماراتيين، ودعم السياسة الخارجية الإماراتية.

وأشار "راميشن" إلى أن المبعوث الأممي لليبيا ووزير الخارجية الإسباني السابق "ليون"، قضى الصيف وهو يتفاوض حول وظيفة في دولة خليجية– يقصد الإمارات– تدعم طرفًا في الحرب الدائرة في ليبيا، التي يقوم بالتوسط بين أطراف النزاع فيها.

حرب ضد الإسلاميين

ونقل التقرير عن محللين قولهم: إن الحرب الأهلية الليبية تتغذى من التنافس الخارجي. مشيرين إلى أن مصر والإمارات تستخدمان البلد ساحة حرب ضد الإسلاميين، الذين يزعم أنهم يتلقون دعمًا من تركيا وقطر.

وأفاد بأن الدولة الليبية تحولت إلى ساحة حرب أهلية تشارك فيها ما يقرب من 1600 فصيل مسلح، تعمل في بلد لا يتجاوز تعداد سكانه 6 ملايين نسمة. ويدعم كل فصيل منها جماعة أو جماعتين سياسيتين، المؤتمر الوطني الذي يمثل الإسلاميين ومجلس نواب طبرق.

وواصل التقرير نقل ما قاله "ليون" بأن خطته تقوم على "كسر التحالف الخطير" بين تجار مصراتة الأثرياء، والإسلاميين الذين يدعمون المؤتمر الوطني. وأضاف أنه يريد دعم مجلس نواب طبرق المدعوم من مصر والإمارات. وأشار "ليون" صراحة إلى إنه "لا يعمل من أجل خطة سياسية تضم الجميع"، ويتحدث عن استراتيجية "تنزع الشرعية عن المؤتمر الوطني". واعترف بأن "الحركات والمقترحات كلها تم التشاور فيها مع مجلس نواب طبرق والسفير الليبي في الإمارات عارف نايض، ورئيس الوزراء السابق المقيم في أبو ظبي محمد جبريل".

ورأى مراقبون أن "ليون" فقد سمة الحيادية في إدارته للملف الليبي، وبخاصة في ظل حالة الاستقطاب الحاد القائمة، فثمة ضغوط دولية وإقليمية تمارس على الأطراف الليبية، كل طبقًا لتحالفاته، ففي الوقت الذى يحظى طرف ليبي (اللواء خليفة حفتر والبرلمان وحكومة عبد الله الثنى بتأييد أطراف إقليمية وتحديدًا مصر والإمارات)، نجد أن طرفًا آخر (حكومة طرابلس ويدعمها قوات فجر ليبيا) مدعومة من أطراف إقليمية أخرى (قطر وتركيا والسودان).

وتعد ليبيا واحدة من أبرز الدول التي تتدخل الإمارات فيها عسكريًا، فدعم "حفتر" ضد الإسلاميين الليبيين بالنسبة للإماراتيين هو النهاية الحقيقية للربيع العربي، الذي جاء بالإسلاميين إلى سدة الحكم في تلك الدول.

دور "برنارد ليون" في انقلاب مصر

في 6 يوليو 2015، قال الدكتور محمد البرادعي- نائب الرئيس السابق للشؤون الدولية بحكومة الانقلاب- إنه أقر الخطة الذي وضعها برنارد ليون- مبعوث الاتحاد الأوروبي في ليبيا- لافتاً إلى أن الخطة التي وضعها ليون كانت تقضي بما أسماه "خروج كريم لمرسي" ونهج تشاركي. وعقب تصريحات البرادعي تساءل نشطاء التواصل الاجتماعي : من هو "برنارد ليون" الرجل الذي قاد تغيراً كبيراً في مصر أدى لانقلاب عسكري خشن خلف آلاف الشهداء والمصابين والمعتقلين، وأطاح بأول رئيس مدني منتخب؟

وتداول النشطاء مقطع فيديو من ندوة للبرادعي بمعهد الجامعة الأوربية في مايو الماضي، تحدث فيه عن تحركات سبقت عزل د. محمد مرسي، وعن اتفاق تم التوقيع عليه برعاية كل من كاترين آشتون، ومبعوث الاتحاد الأوروبي لدول جنوب المتوسط "برنارد ليون".

ويُلاحظ اقتران اسم "ليون" باسم "كاثرين آشتون"، حيث قاد معها الكثير من المهام، وهي السياسية الأوروبية التي يوجه لها أنصار الرئيس مرسي اتهامات بشرعنة المجازر التي حدثت في مصر وتهديدها لـ"مرسي" بالعزل، فضلاً عن مطالبته- عقب انقلاب 3 يوليو- بالقبول بالأمر الواقع.

كما دعم الانقلاب الناعم أيضًا، حيث أنشأ الاتحاد الأوروبي بعض المجالس التي تهدف لدعم "التحول الديمقراطي" في دول مثل مصر وتونس والأردن، بدأت فكرة هذا المجلس في تونس عام 2011، وضم في عضويته كلاً من "ليون" و"آشتون" والباجي قائد السبسي، الذي أصبح رئيس تونس فيما بعد.

توني بلير وتدمير الدول

شخصية أخرى مثيرة للجدل تربطها علاقات وطيدة ومريبة بدولة الإمارات، إنه "مهندس غزو وتدمير العراق واحتلالها" السياسي البريطاني الشهير "توني بلير"، والذي لعب دورًا في دعم وتثبيت انقلاب الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر، حيث كشفت صحيفة "ذي فاينانشيال تايمز" في 25 يونيو 2014، "أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، أصبح وسيطاً سياسياً وتجارياً، يعمل خلف الكواليس بين حكومة الإمارات ودول العالم"، مشيرة إلى أن بلير أصبح شخصية مثيرة للجدل في المحيط السياسي البريطاني، ويواجه انتقادات من تيارات اليمين واليسار. وأشارت إلى أن بلير ينوي فتح مكتب في إمارة أبوظبي ضمن خطوة لتوسيع دوره "خلف الكواليس كوسيط سياسي وتجاري في الشرق الأوسط".

ضد الإخوان المسلمين

ونسبت الصحيفة البريطانية في تقريرها لصديق توني بلير، القول: "إن رئيس الوزراء البريطاني من المقربين لولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، الذي يشاطره انتقاده الصارخ للجماعات الإسلامية".

وحسب التقرير: لدى توني بلير عقد تجاري لتقديم الاستشارات لشركة "المبادلة" الإماراتية، التي تدير جزءاً من الثروة السيادية لحكومة أبوظبي، كما أنه يدعم الجنرال السيسي، الذي يقف ضد الإخوان المسلمين.

وقال التقرير إن بعض المطلعين على الأعمال، التي يقوم بها توني بلير أبلغوا ذي فايناشيال تايمز، أنه كلف مجموعة من الخبراء بكتابة تقرير عن تنظيم الإخوان المسلمين والاتهامات الموجهة لهم من قادة الجيش المصري، ومناصريهم الخليجيين بالتورط في عمليات "الإرهاب". وأشار إلى أن توني بلير دعم في خطاباته الانقلاب العسكري في مصر، الذي أقصى الرئيس المنتخب محمد مرسي عن الحكم. ووصف بلير الانقلاب المصري في أحد خطاباته بأنه "عملية إنقاذ مهمة لشعب مصر". وقال: "إن هذا الموقف متوافق تماماً مع موقف حكومة الإمارات".

وأشارت الصحيفة إلى أن تقرير "توني بلير" عن الجماعات الإسلامية الذي كلف خبراء بكتابته، مغاير للتحقيقات التي تجريها الحكومة البريطانية عن تنظيم الإخوان المسلمين، والتي من غير المتوقع أن ترضي طموحات حكومة الإمارات باتخاذ إجراءات بحظر جماعة "الإخوان المسلمين".

وأكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية في 2 يوليو 2014، أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وافق على تقديم استشارات للسيسي تتعلق بالإصلاحات الاقتصادية. وقالت إن بلير سيقدم استشارات حول الإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع فريق عمل تموله الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة.

وأضافت أن بلير أصبح صاحب نفوذ لدى السيسي في الكواليس، وأنه يعمل على الخطة الاقتصادية المصرية التي تمولها الإمارات، وبالنسبة له فإن الأمر يمثل معركة ضد الإسلاميين وفرصة عمل مغرية.

وقوبل قرار بلير بتقديم استشارات للسيسي، بانتقادات عنيفة في بريطانيا، وخاصة من داخل حزب العمل، الذي اعتبر أن "تورط بلير في نصح نظام قتل ما يزيد علي 2500 شخص وسجن ما يقرب من 20 ألفًا سوف يكون له آثار مدمرة عليه وعلى الحزب".

بدورها كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، سعي بلير للحصول على عقد بقيمة تناهز 45 مليون دولار (30 مليونًا إسترلينيًا) من الإمارات، مقابل تقديم استشارات للدولة الخليجية، بما يتضارب مع عمله كمبعوث سلام.
شارك الخبر