الرئيسية / محليات / "الطفلة بشرى" قصة مؤلمة لمآساة في مدينة تعز (تفاصيل القصة)
"الطفلة بشرى" قصة مؤلمة لمآساة في مدينة تعز (تفاصيل القصة)

"الطفلة بشرى" قصة مؤلمة لمآساة في مدينة تعز (تفاصيل القصة)

05 نوفمبر 2015 01:23 مساء (يمن برس)
الطفة البريئة بشرى محمد ياسين إحدى ضحايا الحرب الغاشمة التي تشنها مليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح على مدينة تعز، والتي حصدت أرواح الجميع رجالاً ونساءاً وأطفالاً.

وتعتبر قصة الطفلة بشرى مآساة من مئات المآسي التي يعيشها الأطفال والأسر في مدينة تعز، نتيجة الإجرام وآلة القتل الموجهة إلى صدورهم.

"يمن برس" يعيد نشر قصة الطفلة بشرى كما نشرتها صفحة "مدينة تعز" على الفيسبوك:

الطفلة البريئة بشرى محمد ياسين, من العمر تبلغ 7 سنوات يتيمةٌ من اسابيع قليلة بقذيفة اصابت المنزل في الضباب اردت والدها تحت التراب إلى الأبد, ودفنتها القذيفة بين ركام المنزل إلا ان الرب كتب لها عمراً جديداً فأخرجها المنقذون بقليل من الجروح.

بشرى يتيمة تكبر أخوانها الخمسة ووالدتها تكبت ماتعاني تدعوا ربها الستر, لم يعد لهم منزلاً بعدما استوى مأواهم الأول في الأرض بسبب قذيفة الحرب, إلا ان جدها ابو والدها الذي يعمل حارساً لأحد المستشفيات التي اوصدت ابوابها بسبب الحرب بجانب منطقة حوض الأشرف وسط مدينة تعز, الجد أخذ احفاده محاولاً إشباعهم بتقاسم حبة الخبز الذي يعجز ان يأتي بها أحياناً.
 
يحدثني جد الطفلة: لولا املي بالله يا ولدي لما استطعت انا وأحفادي العيش !! اووه بدني دائماً يقشعر تلقائياً, يقشعر قبل ان افكر في حديث المُسن. 
 
أتساءل مع نفسي" افعلاً الأمل بالله يشبع جوع الجد وأحفاده السته وزوجة ابنه ؟! سبحااانك يارب يا أمل كل الجائعين.. 

سألته لعل هناك من يساعده, يا حاج المنظمات وصلت لك مساعدات؟؟ لم يصلني شيء والحمد الله..
 
طيب على إيش عايشين؟ ربك يحول لنا من حيث لا أعلم..

أيقنت حينها انه لا يريد ان يشكي جوعه وآلمه, لا يريد ان يصغر بهيبته الحكيمة امام شاب صغير في العمر, الجد كبير في السن, قصير القامة, شاحب الوجه, التقيت به اثناء توجهي لتصوير مصدر الصراخ في غرفة المجارحة وهو خارج من الحمام كان يتوضأ استعداداً لصلاة الظهر..
 
توجهت مسرعاً انا وكامرتي لأصور مصدر الصراخ (غرفة المجارحة) مستشفى الثورة الدور الأول قسم الحروق, طفلة تصرخ لوجع المجارحة : صلوا على النبي دلا دلا , والجميع في الخارج يدعوا ان يشفيها الله, حتى صراخها كان يحمل قدراً من القدسية بذكر النبي ورب العالمين وغيره..
 
صورت حتى اكملت وانا ادعوا لها بكل لقطه, اقشعر.. ادمع..
 
اكملت التصوير وانا متوجه نحو الباب محاولاً الإسراع متوجعاً على الطفلة, قابلني جد الفتاة الذي لحق بي بعد خروجه من الحمام.
 
سألته: ماذا جرى للطفلة؟ احترق جسدها وهيا تساعد والدتها في الطبخ.
 
كيف استوى الحريق؟ انا اجمع شويه حطب وهن يطبخين, قامت تسوي شوية جاز للحطب حرقت.
 
اخ اخ كيف لها ان تتحمل كل ذلك, محروقة من الداخل بعد سقوط المنزل ليحتضنها والدها كي يحميها من القذيفة, يموت هو وتحيا هيا.
 
فقدت والدها وطفولتها, تحاول ان تساعد امها كي يعيش اخوها الأصغر منها كما فعل والدها قبل اسابيع قبل ان يموت وهو محتضنها لتعيش, وهاهي اليوم محروقة من الخارج.
 
استمريت في إلقاء الأسئلة: مافيش معاكم غاز؟ من فين يابني البيس (الفلوس) مالقيناش الي نشبع فيبه.
 
صااااااارخه اوجعت كل ما يحتويني.

كيف هؤلاء على الأرض ولا يعلم بهم احد, اين التجار, اين حتى حق الجورة, اه اه.. يا قلبي لك ان تتفجر قهراً, موقفاً يستحق ذلك.
 
استمريت: فين عايشين ياحاج ؟؟ في بدروم عملي, 

اكاد يغمي علي, حاولت ألا ابين له ما عانيت خلال حديثي معه, كي يكمل مشوار جهاده بقوة.
 
اليوم لم اعد احتمل البقاء بعد كل ما وجدت في هذا المشفى ودعت جد بشرى خائباً نادماً في عدم مقدرتي مساعدته..

وائل المتمرد

شارك الخبر