أعلنت وكالة الإمارات للفضاء ومركز الفلك الدولي الإماراتي عن تنظيم حملة عالمية مشتركة لرصد دخول جسم من الفضاء الخارجي إلى الغلاف الجوي الأرضي يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وتم اكتشاف الجسم الذي يتراوح قطره ما بين متر إلى 3 أمتار في الثالث من أكتوبر(تشرين الأول) الماضي في مرصد " كاتالانيا " التابع لجامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية.
نفايات فضائية
وسيدخل الجسم المرجح أنه قطعة من النفايات الفضائية الاصطناعية إلى الغلاف الجوي ويبدأ بالاحتراق فوق المحيط الهندي بالقرب من الساحل الجنوبي لسريلانكا بحدود الساعة 06:19 بالتوقيت العالمي يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري ومن المتوقع رؤية احتراقه من على سطح الأرض بالعين المجردة حيث سيكون لمعانه كلمعان البدر.
ويتم تنظيم الحملة بالتعاون مع علماء من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية "أيسا" وعلماء من عدد من المراصد العالمية لرصد هذا الجسم .
طائرة من أبوظبي
وسينطلق فريق الرصد على متن طائرة خاصة من أبوظبي قبيل فجر يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) متجهاً إلى المكان المتوقع أن يظهر فيه الجسم الفضائي بحيث ستحلق الطائرة على ارتفاع 10 كم على بعد 200 كيلومتر إلى جنوب الموقع عندما يكون الجسم على ارتفاع 75 كيلومتراً .
وستبقى الطائرة محلقة في الجو لمدة حوالي نصف ساعة أثناء الوقت المتوقع لظهور الجسم، وسيكون الفريق خلالها مستعداً لتصوير الحدث باستخدام الأجهزة العلمية المختصة قبل العودة إلى أبوظبي .
وستقوم البعثة العالمية بمراقبة دخول الجسم في المجال الجوي لكوكب الأرض بهدف دراسته لتطوير وتحسين أدوات التنبؤ بالأجسام التي تدور حول الارض والتي يمكن أن تأخذ مسارا باتجاهها، إضافة إلى مساعدة العلماء على دراسة الأجسام القريبة من الأرض مثل الكويكبات والنيازك أو الأقمار الاصطناعية وأجزائها المتهاوية.
مشاركة الإمارات
وقال رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء الدكتور خليفة الرميثي، إن "مشاركة دولة الإمارات في هذا النوع من الأحداث العالمية ينسجم مع أهداف الخطة الاستراتيجية للدولة في قطاع الفضاء" .
وأضاف أن "مشاركة البعثة الإماراتية في عمليات المراقبة ستبرز مكانتها كجزء فاعل في منظومة الفضاء العالمية وستسهم في تعزيز الاستكشاف العلمي الذي من شأنه أن يقدم خدماته للإنسانية" .
من جانبه قال المدير العام للوكالة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، إن الدراسات والبيانات حول دخول هذا الجسم الفضائي إلى الغلاف الجوي للأرض ستقدم معلومات أساسية تسهم في تعزيز معرفة العالم فيما يتعلق بتفاعل الأجسام معه واختبار خطط التنسيق العالمية في حال ظهور قطع أخرى مستقبلاً.
احتراق الجسم
من جهته توقع مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة، أن يحترق هذا الجسم بشكل كامل في الغلاف الجوي دون أضرار وإن تمكنت بعض أجزائه من الوصول إلى سطح الأرض فستكون قطعاً صغيرة وستسقط في المحيط الهندي، مشيراً إلى أنه يمكن رؤية هذا الحدث بالعين المجردة من سطح الأرض.
وتمثل هذه المهمة تجربة فريدة من نوعها، إذ أنها من الفرص النادرة التي يكون العلماء على علم مسبق بموعد ومكان سقوط جسم فضائي بشكل دقيق مما يتيح الفرصة لدراسة سقوط الجرم ومعرفة تأثير الغلاف الجوي على مساره، كما أنها تمثل فرصة مميزة لمقارنة النماذج العلمية التي تبين آلية سقوط الاجسام الفضائية على الأرض ومعرفة دقتها.