تابعت بشغف تقارير وفيديوهات بعثة الناشطين الحقوقيين التي قام بها المركز الاعلامي لشباب الثوره بصنعاء والتي توجهت الى منطقة ارحب حيث تقع مديرية ارحب شمال العاصمة صنعاء حيث يحدها شمالاً مديرية سفيان التابعة لمحافظة عمران ومن الجنوب مديرية همدان (م صنعاء) ومن الشرق مديرية نهم (م عمران) ومن الغرب مديرية عيال سريح (م عمران).
لاادري من اين سأبدا واين سأنتهي وكيف سأصف ارحب تلك المنطقه البسيطه بأهلها الطيبيين الذين لم تكن تهمتم وذنبهم فقط انهم اعتنقوا حلم الثوره الشبابيه فكان جزائهم ان يعيشوا ليال داجيات حالكات لم يكن يضيئها سوى قذائف كتائب صالح التي اشتركت فيها الويه من البر وطائرات من الجو لتمطرهم غيثاً ليس كأي غيث انما غيثاُ يهلك الحرث والنسل ويناثر اشلائهم هنا وهناك وهكذا عاش اهل ارحب لمده اشهر الارض تحترق من تحتهم والسماء تسقط عليهم كسفاً من البارود
مارس صالح وكتائبه عدواناً بربرياً ظالماً على اهالي هذه البلده فقتل ابنائهم وشرد نسائهم واطفالهم الى جروف الجبال واهلك اراضيهم ومواشيهم ودمر مدارسهم ومساجدهم حتى انه وصل به الحال الى انه حاول حتى تدمير ما قد يصبرهم على العيش قفصف الابار وخزانات المياه والسدود وكأنه حاول بطريقه او باخرى تصفيتهم عرقياً ولكنه لم يفلح
كان معظم الشباب يشعر بالتقصير مع ارحب واولئك البسطاء الذين نذروا انفسهم دفاعاً عنهم وعن الثوره السلميه فقرر رجال ارحب بقبائلهم واهلهم وكبيرهم وصغيرهم بأنفراد ان يرموا بانفسهم في اخدود صالح فداء لهذه الثوره وقاموا فعلاً بهذا وكان يمكن ان يهلكوا عن بكرة ابيهم الا لطائف الاله بهم ومع تلاشي اصوات القذائف وانزياح غمام المعارك التي كانت تلبد سماء ارحب استطاع بعض الناشطين الحقوقيين الوصول الى ارحب لمعاينة مدى الوضع الكارثي التي آلت اليها احوال هذه البلده الطيبه
اثناء متابعتي للتقارير والمواد الاعلاميه التي رصدها شباب الثوره السلميه ايقنت ان ارحب عاشا محرقة تماماً كتلك التي كنا نشاهدها ابان الغزوا الامريكي على افغانستان فأرحب اصبحت قندهار خرى اناساً تعيش في الجروف الجبليه تقتات مآسيها واحياناً يقضون لياليهم الطوال يحدقون بالسماء طبعاً ليس ليستمتعوا بجمال النجوم انما اعينهم ترصد اسراب الطائرات التي تحوم في سماء بلدتهم وبعد ان تمطر عليهم يقومون بتحديد مكان القذائف فاصيب بيت فلان وعلان ودمر بئر بيت فلان وطبعاً لا يفوتهم ان يتفقدوا من عاش او استشهد وهكذا مضت حياتهم لأكثر من عام
اثناء تجوال البعثه الشبابيه تمر ناديه عبدالله الناشطه الحقوقيه مع احد القرويين البسطاء لتوثيق مدى الضرر الذي تعرض لها منزله فتدخل ناديه عبدالله برفقه الرجل القروي البسيط حيث وصلت الى ديوان البيت وهنا يصف الرجل فيقول دمروا الديوان الذي بالكاد وبشق الأنفس استطعت ان اكلمه مع البيت ولكنها لم تدم فرحتي بهذا البيت البيت حتى دكته قذائف المئه والعشرين من قبل الحرس الجمهوري ويظل مستطردا ليعرض ما تعرض له البيت من تخريب وتدمير تلقاء توجيه بربرة صالح القذائف اليه وتمر معه ناديه عبدالله حتى اكملوا معاينة البيت ومع كل تطواف ناديه عبدالله بالبيت وتصويرها تستطيع ان تتبين مدى قهر الرجل وحزنه فلم تهدم عليه بضع الاحجار المتراصه التي كان تستره هو واهله انما دمرت ذكرياته في هذا البيت بما تختزله حيطان هذا البيت التي امتزجت بصور الشهداء الذين سقطوا على ايدي بربرة صالح وهذا مالفت انتباهي فكان صورة ابن عم الرجل القروي معلقة على احد الجدران فسئلته من هذا قال ابن عمي الشهيد الذي استشهد على مشارف معسكر الصمع
تواصل معه ناديه عبدالله حتى وصلت الى قتحه قبو بجانب البيت فقامت ناديه عبدالله بدخول القبو وداخل القبو يوجد ام واربعة اطفال وبمجاملة الاناس القرويين والقبائل تجد يبتبسمون على مضض ليبينوا ترحابهم بالناشطه وبالبعثه الشبابيه ابتسامه تخفي ورائها مقداراً من القهر والكمد فترى الام تصف حالهم في هذا القبوا وتحاول قدر الامكان ان تمسك دموعها الا انها لم تستطع ان تواصل فذرفت دموعها حسرة وكمداً كيف صار حالهم
واصلت البعثه الشبابيه تجوالها ولكن مما استوقفني عندما رأيت مادة اعلاميه كانت عباره عن مقابلة مع طفل صغير هئيته بسيطه تعبر عن مقدار البؤس الذي يعيشه اهل هذه البلده هذا البؤس قرأنا في الرويات الخياليه عن البؤوساء لفكتور هوجو الا انها في بلاد حقيقة دامغه واثبات واقعي لما كانت ترويه صفحات تلك القصص ترى الطفل يقف يحاول ان يلتمس لنفسه كبرياء رغم القهر فيسرد مأساته ومأساة امثالهم من الاطفال فيستطرد ويقول جرحت امي ووالدها ودمرت منازلنا حتى مدارسنا ذهبنا لنتعلم فدمروا مدراسنا دمرت الطاولات والفصول واسوار المدارس وفر المعلميين ولم يعد احد من المعلمين يجرؤ ان يأتي ليعلمنا وهنا يذرف الطفل الصغير دموعاً يحاول ان يبلعها بكبريائه فيقول يقتلوننا ويكفي لأحد من جنود الحرس سبباً لأن يمطرنا بوابل من الرصاص فقط قولنا كلمة ارحل فقد سئمناك فهذه الكلمه تكفي لامطارنا بوابل من الرصاص والقذائف تشمل كبيرنا مع صغيرنا وكأن هذا الطفل كبر مبكراً فلم يعش طفولته بين الدفاتر وعلب الالوان التي يزكرش الاطفال على صفحاتها احلامهم واصبح هذا الطفل يعرف معنى كلمة ارحل وسئمناك ويعرف حتى عاقبتها وعليه ان يصمد وان يناضل فسبحان الله كيف كبر اطفالنا رغم صغرهم ان المأساه وضيق الحال التي تشيب رأس حتى من كان في المهد
في الاخير لو اردت ان اواصل عن مأسآة ارحب احتاج الى متون من الكتب الطويله والى بحور من الحبر الممزوج بدموع اهل تلك البلده الطيبه التي غزاها المغول والتتار بلباس الحرس الجمهوري والقوات الخاصه وكتائب المخلوع فقلبت عاليها سافلها فشردت وقتلت واهلكت الحرث والنسل في عمل اشبه ما يوصف به هو التصفيه العرقيه
ولكن ما يحز في النفس ان معاناة ومأساة هؤلاء البسطاء اختتمت بمنح حصانه لمن سفك دمائهم وشردهم ودمربيوتهم واهلك مواشيهم وهذا الذي ام لم تمتهم قذائفه وطلعات طائراته فسوف تميتهم الف مرة في اليوم كمداً كيف ينال من قتلنا حصانه اين العدل واين الحق سؤال بلسان اهل ارحب تصرخ به اكام وتراب ارضهم المحروقه فتوجهه لشباب الثوره هل هذا هو جزائنا بعد كل هذا الحصانه وتركنا حتى بدون معونه انسانيه
اقولها ووالله لا اخاف في الله لومة لائم ان لم يحاكم صالح فمن قتلهم نحن وليس صالح لم يقتلهم صالح بمعسكراته وقذائفه انما نحن من قتلهم بمنح صالح الحصانه والرضى وحتى نكفر عن خطيئتنا بحق اهل ارحب على جميع شباب الثوره السلميه ان يحملوا اكفناهم ويتجهوا الى ارحب ليقتصوا منهم فكما هو من حق اهل ارحب ان يقتصوا ميمن سفك دمائهم فمن حقهم ان يقتصوا ممن اهدر دمائهم وهؤلاء هم كل شاب وشابه على ارض الوطن رضي بالحصانه وتقبلها ....
بقلم عثمان الصلوي
ادارة الصفحه الثانيه لثورة التغيير
لاادري من اين سأبدا واين سأنتهي وكيف سأصف ارحب تلك المنطقه البسيطه بأهلها الطيبيين الذين لم تكن تهمتم وذنبهم فقط انهم اعتنقوا حلم الثوره الشبابيه فكان جزائهم ان يعيشوا ليال داجيات حالكات لم يكن يضيئها سوى قذائف كتائب صالح التي اشتركت فيها الويه من البر وطائرات من الجو لتمطرهم غيثاً ليس كأي غيث انما غيثاُ يهلك الحرث والنسل ويناثر اشلائهم هنا وهناك وهكذا عاش اهل ارحب لمده اشهر الارض تحترق من تحتهم والسماء تسقط عليهم كسفاً من البارود
مارس صالح وكتائبه عدواناً بربرياً ظالماً على اهالي هذه البلده فقتل ابنائهم وشرد نسائهم واطفالهم الى جروف الجبال واهلك اراضيهم ومواشيهم ودمر مدارسهم ومساجدهم حتى انه وصل به الحال الى انه حاول حتى تدمير ما قد يصبرهم على العيش قفصف الابار وخزانات المياه والسدود وكأنه حاول بطريقه او باخرى تصفيتهم عرقياً ولكنه لم يفلح
كان معظم الشباب يشعر بالتقصير مع ارحب واولئك البسطاء الذين نذروا انفسهم دفاعاً عنهم وعن الثوره السلميه فقرر رجال ارحب بقبائلهم واهلهم وكبيرهم وصغيرهم بأنفراد ان يرموا بانفسهم في اخدود صالح فداء لهذه الثوره وقاموا فعلاً بهذا وكان يمكن ان يهلكوا عن بكرة ابيهم الا لطائف الاله بهم ومع تلاشي اصوات القذائف وانزياح غمام المعارك التي كانت تلبد سماء ارحب استطاع بعض الناشطين الحقوقيين الوصول الى ارحب لمعاينة مدى الوضع الكارثي التي آلت اليها احوال هذه البلده الطيبه
اثناء متابعتي للتقارير والمواد الاعلاميه التي رصدها شباب الثوره السلميه ايقنت ان ارحب عاشا محرقة تماماً كتلك التي كنا نشاهدها ابان الغزوا الامريكي على افغانستان فأرحب اصبحت قندهار خرى اناساً تعيش في الجروف الجبليه تقتات مآسيها واحياناً يقضون لياليهم الطوال يحدقون بالسماء طبعاً ليس ليستمتعوا بجمال النجوم انما اعينهم ترصد اسراب الطائرات التي تحوم في سماء بلدتهم وبعد ان تمطر عليهم يقومون بتحديد مكان القذائف فاصيب بيت فلان وعلان ودمر بئر بيت فلان وطبعاً لا يفوتهم ان يتفقدوا من عاش او استشهد وهكذا مضت حياتهم لأكثر من عام
اثناء تجوال البعثه الشبابيه تمر ناديه عبدالله الناشطه الحقوقيه مع احد القرويين البسطاء لتوثيق مدى الضرر الذي تعرض لها منزله فتدخل ناديه عبدالله برفقه الرجل القروي البسيط حيث وصلت الى ديوان البيت وهنا يصف الرجل فيقول دمروا الديوان الذي بالكاد وبشق الأنفس استطعت ان اكلمه مع البيت ولكنها لم تدم فرحتي بهذا البيت البيت حتى دكته قذائف المئه والعشرين من قبل الحرس الجمهوري ويظل مستطردا ليعرض ما تعرض له البيت من تخريب وتدمير تلقاء توجيه بربرة صالح القذائف اليه وتمر معه ناديه عبدالله حتى اكملوا معاينة البيت ومع كل تطواف ناديه عبدالله بالبيت وتصويرها تستطيع ان تتبين مدى قهر الرجل وحزنه فلم تهدم عليه بضع الاحجار المتراصه التي كان تستره هو واهله انما دمرت ذكرياته في هذا البيت بما تختزله حيطان هذا البيت التي امتزجت بصور الشهداء الذين سقطوا على ايدي بربرة صالح وهذا مالفت انتباهي فكان صورة ابن عم الرجل القروي معلقة على احد الجدران فسئلته من هذا قال ابن عمي الشهيد الذي استشهد على مشارف معسكر الصمع
تواصل معه ناديه عبدالله حتى وصلت الى قتحه قبو بجانب البيت فقامت ناديه عبدالله بدخول القبو وداخل القبو يوجد ام واربعة اطفال وبمجاملة الاناس القرويين والقبائل تجد يبتبسمون على مضض ليبينوا ترحابهم بالناشطه وبالبعثه الشبابيه ابتسامه تخفي ورائها مقداراً من القهر والكمد فترى الام تصف حالهم في هذا القبوا وتحاول قدر الامكان ان تمسك دموعها الا انها لم تستطع ان تواصل فذرفت دموعها حسرة وكمداً كيف صار حالهم
واصلت البعثه الشبابيه تجوالها ولكن مما استوقفني عندما رأيت مادة اعلاميه كانت عباره عن مقابلة مع طفل صغير هئيته بسيطه تعبر عن مقدار البؤس الذي يعيشه اهل هذه البلده هذا البؤس قرأنا في الرويات الخياليه عن البؤوساء لفكتور هوجو الا انها في بلاد حقيقة دامغه واثبات واقعي لما كانت ترويه صفحات تلك القصص ترى الطفل يقف يحاول ان يلتمس لنفسه كبرياء رغم القهر فيسرد مأساته ومأساة امثالهم من الاطفال فيستطرد ويقول جرحت امي ووالدها ودمرت منازلنا حتى مدارسنا ذهبنا لنتعلم فدمروا مدراسنا دمرت الطاولات والفصول واسوار المدارس وفر المعلميين ولم يعد احد من المعلمين يجرؤ ان يأتي ليعلمنا وهنا يذرف الطفل الصغير دموعاً يحاول ان يبلعها بكبريائه فيقول يقتلوننا ويكفي لأحد من جنود الحرس سبباً لأن يمطرنا بوابل من الرصاص فقط قولنا كلمة ارحل فقد سئمناك فهذه الكلمه تكفي لامطارنا بوابل من الرصاص والقذائف تشمل كبيرنا مع صغيرنا وكأن هذا الطفل كبر مبكراً فلم يعش طفولته بين الدفاتر وعلب الالوان التي يزكرش الاطفال على صفحاتها احلامهم واصبح هذا الطفل يعرف معنى كلمة ارحل وسئمناك ويعرف حتى عاقبتها وعليه ان يصمد وان يناضل فسبحان الله كيف كبر اطفالنا رغم صغرهم ان المأساه وضيق الحال التي تشيب رأس حتى من كان في المهد
في الاخير لو اردت ان اواصل عن مأسآة ارحب احتاج الى متون من الكتب الطويله والى بحور من الحبر الممزوج بدموع اهل تلك البلده الطيبه التي غزاها المغول والتتار بلباس الحرس الجمهوري والقوات الخاصه وكتائب المخلوع فقلبت عاليها سافلها فشردت وقتلت واهلكت الحرث والنسل في عمل اشبه ما يوصف به هو التصفيه العرقيه
ولكن ما يحز في النفس ان معاناة ومأساة هؤلاء البسطاء اختتمت بمنح حصانه لمن سفك دمائهم وشردهم ودمربيوتهم واهلك مواشيهم وهذا الذي ام لم تمتهم قذائفه وطلعات طائراته فسوف تميتهم الف مرة في اليوم كمداً كيف ينال من قتلنا حصانه اين العدل واين الحق سؤال بلسان اهل ارحب تصرخ به اكام وتراب ارضهم المحروقه فتوجهه لشباب الثوره هل هذا هو جزائنا بعد كل هذا الحصانه وتركنا حتى بدون معونه انسانيه
اقولها ووالله لا اخاف في الله لومة لائم ان لم يحاكم صالح فمن قتلهم نحن وليس صالح لم يقتلهم صالح بمعسكراته وقذائفه انما نحن من قتلهم بمنح صالح الحصانه والرضى وحتى نكفر عن خطيئتنا بحق اهل ارحب على جميع شباب الثوره السلميه ان يحملوا اكفناهم ويتجهوا الى ارحب ليقتصوا منهم فكما هو من حق اهل ارحب ان يقتصوا ميمن سفك دمائهم فمن حقهم ان يقتصوا ممن اهدر دمائهم وهؤلاء هم كل شاب وشابه على ارض الوطن رضي بالحصانه وتقبلها ....
بقلم عثمان الصلوي
ادارة الصفحه الثانيه لثورة التغيير