وتقول المواطنة حنان الفتح للجزيرة نت إن شقيقها الشاب ماجد قُتل مع العشرات عندما كان يعبر الشارع إثر سقوط صواريخ كاتيوشا الأسبوع الماضي.
ويقول الأهالي إن القصف ازداد عنفا مؤخرا بعد تحقيق المقاومة الشعبية والجيش الوطني بمساندة قوات التحالف العربي تقدما في مختلف جبهات القتال، خاصة بعد السيطرة على مضيق باب المندب والتقدم إلى ميناء المخاء الإستراتيجي على البحر الأحمر.
ويقول الكاتب اليمني عارف أبو حاتم للجزيرة نت إن المدنيين هم الضحية الأولى للعنف، فمنذ شهر مارس/آذار أصبح 90% من سكان محافظة تعز -البالغ عددهم نحو أربعة ملايين- بحاجة إلى إغاثة عاجلة، مؤكدا أن تعز هي النسخة اليمنية من مدن الرقة والزبداني في سوريا، وأن شوارعها كأطلال مخيم اليرموك بدمشق.
ويضيف أن "تعز لم يعد فيها حجر على حجر، حيث اختلط الدم بالتراب بالصراخ بالجوع بالظمأ بالبارود بحمى الضنك، وأصبح اسم تعز التي كانت عاصمة للثقافة مرادفا للموت والحصار والجوع".
ووفقا لتقرير ائتلاف الإغاثة الإنسانية، فإن عدد الضحايا في تعز وصل إلى 1562 قتيلا و15641 جريحا، بينما أصاب القصف أكثر من ثلاثة آلاف منزل، مما تسبب في نزوح 70% من سكان المدينة، وتسريح 90% من موظفي القطاع الخاص، وإغلاق عشرين مصنعا، و95% من المستشفيات.
ويعتقد الخبير في شؤون النزاعات المسلحة علي الذهب في حديث للجزيرة نت أن "الحرب في تعز ستكون معركة مصير يتقرر بها ما بعدها، وأنها بالنسبة لصالح والحوثيين العقبة الكأداء التي لو انكسرت أمامهم لذلت لهم بقية العقبات".
ويشير إلى أن جماعة الحوثيين تؤمن بمبدأ "النصر بأي ثمن"، وأنها دأبت عليه منذ تقدمها نحو صنعاء عام 2014، معتبرا أنه مبدأ يخالف أعراف الحرب وقوانينها.
ويرى الذهب أن التحالف العربي كان متراخيا إزاء ما يقترفه الحوثيون بحق المدنيين في تعز، مما أغراهم بارتكاب المزيد من "جرائم الحرب"، وأكد أن سياسة الأرض المحروقة التي يمارسها الحوثيون "مؤشر انهزام لا انتصار".