تضع قوات التحالف العربي والقوات الشرعية في اليمن ثقلها في العمليات العسكرية، التي انطلقت يوم الأحد، في محافظة تعز وسط اليمن، وفي مناطق الأجزاء الجنوبية الغربية والشرقية من المدينة، رغبة منها بأن تكون هذه المعركة حاسمة هذه المرّة عسكرياً وسياسياً لكونها قد تحدّد مصير انعقاد جلسة الحوار المقررة برعاية الأمم المتحدة من عدم انعقادها.
وبدأ العمل العسكري الذي ينفّذه الجيش الوطني الموالي للحكومة الشرعية بمؤزارة المقاومة الشعبية، وتحت غطاء جوي من قبل طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، يحقق تقدّماً نوعياً على الأرض ويُعيد رسم الخريطة الميدانية لصالح قوات الشرعية، والذي قد يترجم بالسيطرة على قصر الرئاسة وانتزاعه من يد المليشيات.
وتمكّن الجيش الوطني، من قوات "اللواء 35" مدرع، وكتائب من قوات الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب المتمركز في الجبهة الجنوبية من مناطق الضباب، في الساعات الأولى من العمليات العسكرية في مناطق الربيعي، الأجزاء الغربية منها، من السيطرة على 16 موقعاً عسكرياً في تلك المناطق.
وقال قائد قوات اللواء 35 مدرع في تعز، العميد ركن عدنان الحمادي، لـ"العربي الجديد"، إن ثلاث كتائب من قوات اللواء وكتائب من قوات "الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب"، سيطرت على مختلف المناطق الاستراتيجية في مناطق الربيعي والضباب، جنوب غرب المدينة.
وأوضح أن ذلك جرى خلال عمليات عسكرية سُميت بـ"الثأر للطفل فريد"، الذي قتل مع عدد من المدنيين جراء قصف مليشيات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على مناطق سكنية وسط المدينة، خلال الأيام الماضية.
وبحسب الحمادي، تمثلت العمليات العسكرية بطلعات جوية لطيران التحالف العربي ترافقت مع تقدّم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، على امتداد خمسة كيلو مترات من مناطق الضباب والربيعي، كانت تحت سيطرة المتمردين جنوب غرب المدينة.
وبعد معارك عنيفة دارت خلال اليومين الماضيين، تبعتها بعمليات نوعية صباح أمس، تمكنت قوات الشرعية من إحكام سيطرتها على 16 موقعاً كانت تتمركز فيها قوات الانقلاب في تبة الجزار، وغبار، وذارح، وسرور، ومواقع مزارع البيضاني، ومختلف مناطق ميلات المحاذية للربيعي غرب تعز، ضمن توغل عسكري هو الأول من نوعه في عمق الأجزاء الغربية.
جاء ذلك بالتزامن مع معارك مؤازرة تمكّنت خلالها قوات الجيش من السيطرة على مناطق الحرمين في الضباب، واقتربت من مرتفعات حدائق الصالح المطلة على معسكر اللواء 35 مدرع في منطقة المطار القديم، والتي ستكون تحت سيطرة الجيش الوطني خلال العمليات المقبلة خلال وقت قياسي، وفقاً للعميد الحمادي.
وأشار الحمادي إلى أن عناصر مليشيات الانقلاب لاذوا بالفرار بصورة جماعية بعد مقتل وإصابة العشرات منهم. وقال إن جثامينهم لاتزال متناثرة في مختلف مناطق المعركة. وأكد أن العمليات العسكرية التي انطلقت الأحد بالتنسيق مع التحالف العربي، لن تتوقف عند حدود تأمين المناطق الغربية، وإنما ستلتحم مع عملية عسكرية أخرى في بقية الأجزاء الغربية من المدينة، بهدف فك طوق الحصار عن المدينة من البوابتين الغربية والجنوبية للمدينة.
وقال مصدر إعلامي في قيادة المقاومة في الجبهة الشرقية، لـ"العربي الجديد"، إن المقاومة الشعبية تخوض حول محيط القصر الجمهوري معارك عنيفة مع المتمردين. وأشار إلى أنّ المقاومة الشعبية كانت قد انسحبت من داخل القصر الجمهوري بعد اقتحامه عصر الأحد، نتيجة تعرض مواقع المقاومة الشعبية في المناطق المحيطة به لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من قبل مليشيات الحوثيين وقوات المخلوع، المتمركزة في مرتفعات تبتي السلال وصالة، في مقابل موقع القصر، من الجهة الشرقية، وجبل منطقة سوفتيل من الجهة الشمالية الشرقية.
وأكّد المصدر نفسه أنّ القوات الشرعية ستعود لاقتحام القصر، بعدما دمرت الغارات الجوية لطيران التحالف العربي عصر الأحد دبابات الحوثيين في المناطق المحيطة بموقع القصر الجمهوري. لكنه ذكر بأن مصادر المقاومة رصدت تعزيزات جديدة من الأسلحة الثقيلة، بينها دبابات، تتوجه في الساعات الأول من مساء الأحد إلى تلك المواقع.
وأوضح المصدر الإعلامي بأن عدداً من عناصر المقاومة سقطوا بين قتيل وجريح، فيما قُتل 33 عنصراً من المليشيات، وأُلقي القبض على عدد آخر.
وفي سياق المعارك، أوضحت مصادر ميدانية، بينهم القائد الميداني في المقاومة الشعبية مؤمن المخلافي لـ"العربي الجديد" أن وحدات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تخوض اشتباكات عنيفة في ثلاث جهات محيطة بموقع معسكر قوات الأمن الخاص (الأمن المركزي سابقاً)، والذي تتمركز فيه مليشيات الحوثي وصالح.
وأشارت المصادر إلى أن المقاومة الشعبية تحاصر المعسكر من ناحية منطقة كلابه شمالاً، ومن جهة المؤسسة الاقتصادية شرقاً، وتتمركز بالقرب من البوابة الرئيسة الشمالية. وأكدت أن المقاومة تقترب من اقتحام المعسكر الذي يعد أبرز المعسكرات المتمرّدة في تعز والموالية للمخلوع صالح والحوثي.
وتعرض قائد معسكر القوات الخاصة العميد الركن حمود الحارثي، (وهو مُوال للمخلوع صالح)، لإصابة خطيرة، وأكد مصدر خاص عسكري من صفوف القوات الخاصة في تعز، لـ "العربي الجديد"، بأن الحارثي الذي يقود قوات الانقلاب في جبهة صالة تعرض لإصابة بالغة، وبترت قدمه اليسرى.
في غضون ذلك، تشهد جبهات أخرى في مناطق الجهة الغربية من المدينة في البعرارة والزنقل ووادي الدحي اشتباكات عنيفة منذ عصر الأحد، للسيطرة على مناطق بئر باشا، بالتزامن مع تحركات عسكرية من جبهة الضباب تتولى مهمة استعادة مواقع مرتفعات الصالح.
وبموازاة عمليات الجيش الوطني في مناطق قريبة من المدينة، شنّت قوات الجيش الوطني في عمق المناطق الجنوبية الغربية هجوماً عنيفاً على مواقع المتمردين في أرياف جنوب وغرب تعز. وقال القائد الميداني فؤاد الشدادي لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرت بعملية نوعية على مناطق واسعة في مديرية الوازعية القريبة من سواحل المخا.
وأوضح مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، أنّ مجمل العمليات العسكرية التي تخوضها قوات الجيش في مختلف الجبهات جاءت، بعدما كان طيران التحالف العربي قد قام خلال الأيام القليلة الماضية بعملية إمدادات بالأسلحة لمعظم مواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.