تزايد قلق المنظمات الحقوقية ازاء انتهاكات جماعة الحوثي وما تمارسه الجماعة من تعذيب معتقلين في سجونها.
وفي السياق كشفت هيئة دفاع يمنية تطوعية أمس، عن وجود أكثر من 1200 معتقل في صنعاء، تتهمهم الميليشيات الحوثية التي تسيطر على العاصمة اليمنية – حتى الآن – بأنهم أعضاء في تنظيم داعش الإرهابي، وذلك نتيجة عدم اعترافهم بشرعية الجماعة التي اغتصبت السلطة وانقلبت على الشرعية في البلاد.
وأبلغت «الشرق الأوسط» ذكرى رياض، وهي عضو في هيئة الدفاع المكونة من 10 محامين، أن المعتقلين يجدون الدعم من المحامين العشرة إضافة إلى حركتين؛ الأولى هي حركة «دعوني أعيش» والثانية حركة «اكتفاء»، للدفاع عن المعتقلين من خلال تقديم مذكرات رسمية للنائب العام ورؤساء النيابات.
وأفصحت ذكرى رياض عن أن الحوثيين يقومون بتوزيع وثيقة شرف بين الناس، مضمونها إهدار دم غير المؤيد لهم، في حين قالت إن «أغلب المعتقلين لم توجه لهم اتهامات رسمية، على الرغم من محاولة تصنيفهم على أنهم إرهابيون تابعون لتنظيم داعش».
وشددت على أنه بعد تقديم المذكرات الرسمية للمسؤولين تصدر توجيهات بالإفراج، وتسلم لمأموري الضبط القضائي ورؤساء الأقسام، ولكن بعد صدور الأمر بالإفراج ووصول هذا الأمر للرتب الأدنى يرفضون تطبيق الأمر ويطالبون بالذهاب للحوثيين والحصول منهم على مكتوب موثق للإفراج عن المعتقلين.
ورغم خروج بعض المعتقلين فإن عدد المفرج عنهم قليل جدًا، وإجراءات الإفراج مرت بمراحل تعطيل متكررة ومعقدة.
وركزت ذكرى على أن «السبب الحقيقي في الاعتقالات التعسفية، ناتج عن عدم إعلان الولاء للحوثيين، ولكن ما يتحججون به في اعتقالهم أنهم ينتمون لـ(داعش)»، مشددة على أن شعار الحوثيين يتلخص بـ«إن لم تكن معي فأنت ضدي».
وبحسب ذكرى رياض، يوجد في نطاق أمانة العاصمة صنعاء يوجد 1200 شخص معتقل ومختطف من قبل الحوثيين جرى التعرف على هويتهم، غير الأشخاص المخفيين الذين لم يتم الوصول لمعلومات عنهم، والأشخاص الذين لم يبلغ عنهم بسبب خوف أسرتهم من الاختطاف عقابا لهم عن التبليغ عنهم. وأكدت ذكرى وجود معتقلين يقبعون خلف قضبان الحوثيين قبل بدء عمليات تحرير اليمن التي باشرها تحالف عربي بقيادة السعودية، وأقرت بعدم قدرة عمل هيئة الدفاع خارج العاصمة صنعاء لأسباب تتعلق بمضايقات أدت إلى خروج بعض أعضاء الدفاع إلى خارج اليمن.
وبيّنت أن هيئة الدفاع وحركتي «دعوني أعيش» و«اكتفاء» يحاولون الضغط على الحوثيين من خلال الوقفات الاحتجاجية التي يقومون بها في يوم الثلاثاء من كل أسبوع أمام المعتقل، والتواصل مع منظمة الصليب الأحمر والعفو الدولية، إضافة إلى لقاء لمبعوث الأمم المتحدة حينما كان موجودًا في صنعاء، إلا أن معظم هذه التحركات لا تكلل بالنجاح.
وذهبت إلى أن المنظمات الدولية ومبعوث الأمم المتحدة يقدمون الوعود ولا ينفذون من وعودهم شيئًا، وعلى الرغم من أن بعض المنظمات تحركت واتخذت خطوات فعلية تجاه قضية زواج الصغيرات، لكن رغم كل وحشية الاعتقالات ضد الصغار والكبار والنساء، فإن المنظمات لم تبدِ أي اهتمام.
وأكدت ذكرى رياض أن بعض المعتقلين بغرض الاستجواب والحصول على معلومات تفيد بمدى التعاون مع قوات التحالف وقوات الجيش التابع للحكومة الشرعية، مشيرة إلى أن هناك قتلى جراء التعذيب من بين الأشخاص الموجودين في المعتقل، اختفوا ولم يعد يُعرف عنهم أي معلومات.